خاص «جنوبية»: عميل «يُصور» في عمق الضاحية «بشكل عادي».. ورئيس «العسكرية» مندهشاً: «انت ما بتعرف شي يا زلمي»!

اوتستراد هادي نصرالله - الضاحية الجنوبية لبيروت

الى عمق الضاحية الجنوبية، دخل الفلسطيني يوسف عبد العزيز وفي جعبته “عدّة الشغل”، وهي كناية عن هاتفه المحمول، مرسَلاً من مشغّله الاسرائيلي، وذلك بهدف تصوير مبنى احد المصارف، “وما لقيت حالي إلا بالليلكي”.

لم يُعق عمل عبد العزيز اي شيء في الضاحية التي يدخلها لاول مرة كما قال، فصوّر المبنى”بكل راحة”، وخرج كما دخل، بعدما أتمّ مهمته بنجاح.

هذا الجواب”أدهش” رئيس المحكمة العسكرية العميد علي الحاج الذي يعلم جيدا ان للدخول الى المنطقة المذكورة محاذير، فسأل الموقوف المتهم بالعمل لصالح العدو الاسرائيلي عن كيفية تنقله في الضاحية بحرّية، ليأتيه الجواب:”انا صوّرت بشكل عادي ولم يمنعني احد”، وعلّق رئيس”العسكرية” على جواب الاخير قائلا:”شو عادي، العوذ بالله..انت ما بتعرف شي يا زلمي”.

سبق هذه المهمة”الخاطفة” والزيارة اليتيمة للضاحية ، عمليات تصوير قام بها عبد العزيز جنوبا

سبق هذه المهمة”الخاطفة” والزيارة اليتيمة للضاحية ، عمليات تصوير قام بها عبد العزيز جنوبا، في كل من صور وكفرجوز والنبطية وصفاريه، حيث كان لمشغّله بنك أهداف، وكان عمل المتهم يقتصر على تصوير اماكن في تلك المناطق واحيانا بالفيديو ويرسلها الى المشغل الذي عرّفه عن نفسه بانه يدعى علي النجار ، اما الهدف من ذلك فيدّعي عبد العزيز ان النجار اراد استثمار مبان وعقارات في لبنان، وهو الذي كان يرسل اليه المناطق المنوي تصويرها، ولم يكن يطلب منه الانتباه اثناء التصوير سوى مرة واحدة كون احد المباني كانت عليه مشاكل قانونية، وكان عبارة عن فندق.

“شكيت فيه وشعرت بالخوف” عندما طلب منه النجار تصوير”أنترفون” لمبنى في الحدث، وبالفيديو، لكنه رفض هذه المهمة

استمر “عمل” عبد العزيز مع النجار ثمانية اشهر ، تقاضى ما مجموعه 1400 دولار، وكان يستحصل على دفعات منه عبر شركة تحويل الاموال من خلال حوالات مرسلة اليه من افريقيا، الى ان “شكيت فيه وشعرت بالخوف” عندما طلب منه النجار تصوير”أنترفون” لمبنى في الحدث، وبالفيديو، لكنه رفض هذه المهمة مستفسرا منه عن سبب التصوير، الا ان النجار لم يعد منذ ذلك الحين يرد عليه وانقطع الاتصال بين الرجلين.

لكن عبد العزيز عاود بعد شهر من ذلك، الاتصال بمشغله من هاتف والدته طالبا معاودة العمل، وجاءه الجواب بالنفي، وحجة المتهم باستخدام هاتف والدته ادعاءه بان هاتفه”انكسر”، وهو عمد الى مسح كافة الفيديوهات والصور من هاتفه لان”ذاكرة الهاتف صغيرة”.

استوضح رئيس المحكمة المتهم عن جنسية مشغّله فقال :”لم يكن يحدّثني بالصوت انما من خلال كتاباته عبر الواتساب تبين لي ان لهجته سورية”.

الاتصال الاخير لعبد العزيز بمشغله من هاتف والدته كان قبل يومين من توقيفه في ايلول الماضي، عندما داهمت قوة من”المعلومات” منزله في صيدا، حيث نفى تواصله مع احد عملاء العدو والعمل لصالحه، موضحا بانه كان يبحث عن عمل على احدى الصفحات على “الفايسبوك” حين شاهد إعلانا عن”وظائف للعمل في لبنان”، ولم يتردد في الاتصال كون كان معوزاً ، وبعد عدة محاولات ، جاءه الرد بعد اسبوعين على رسالته:”مرحبا انا ابحث عن عمل”، ليبدأ عبد العزيز بعد الموافقة “عمله”.

وكان من المتوقع ان تصدر المحكمة في نهاية جلسة استجوابه الحكم، غير انها وبعد المذاكرة، لم تتوصل الى قرار لتقرر اعادة فتح محاكمته وارجاء الجلسة الى تشرين الثاني المقبل.

السابق
موظفو المالية يرفضون العودة الى العمل.. لاحتساب الرواتب على ٨ آلاف!
التالي
«دواء مزور وآخر سم قاتل يجتاح السوق اللبنانية».. تحذير من نقيب الصيادلة