هكذا إبتز «حزب الله» النازحين خدمة للنظام والتوطين!

مخيمات النازحين
يتهم جزء كبير من اللبنانيين حزب الله انه ساهم بشكل كبير بأزمة النزوح السوري الى لبنان، وذلك بسبب هجومه على القلمون ومحافظة حمص، وتهجيره بمعاونة جيش النظام لملايين السوريين الذين نزح قسم كبير منهم الى لبنان، ولكن هل خطط حزب الله لاستغلال الوجود السوري لتمرير اجندة سياسية خاصة؟

الكل بات يدرك ويعلم أن حزب الله – قيادة ومشغلين – كانوا في مقدمة المشجعين على النزوح السوري إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية، وتدخل حزب الله العسكري فيها، وقد تتلخص أهداف حزب الله ومن وراءه من تشجيعهم هذا بعدة نقاط :  

   النقطة الأولى : رغب الحزب  ومن وراءه باستقطاب أكبر عدد من النازحين، للحد من تجنيد الشباب السوريين في فصائل المعارضة  في الحرب الدائرة ضده، وضد نظام بشار الأسد داخل الأراضي السورية وعند الحدود اللبنانية السورية الشرقية والشمالية، والتي كان حزب الله أبرز المتورطين فيها إلى النخاع، فقد تمكن تنظيمي داعش والنصرة الارهابيين، من التمركز بفترة قياسية مكان الجيش السوري الحرّ، الذي انسحب من كامل القلمون على الحدود مع لبنان، بسبب هجوم حزب الله على مواقعه المدعوم من الطيران السوري عام 2013. 

   النقطة الثانية : كان الحزب يرى في استقطاب أكبر عدد من النزوح السوري إلى لبنان، إمكانية تجنيد عدد أكبر من السوريين ضمن قواته القتالية داخل سورية لتقوية أذرع إيران في المنطقة، والعمل على تمددها أكثر فأكثر إلى مناطق محاذية للجولان السوري المحتل، بهدف تنفيذ عمليات مستقبلاً ضد الاحتلال الصهيوني لأجزاء من الأراضي السورية، فيما يخطط له محور المقاومة في إستراتيجيته القتالية في المنطقة .. وقد تمكن فعلاً حزب الله من تشكيل مجموعات قتالية وازنة من السوريين الذين باتوا يعرفون بذراع إيران في سورية، وهم عبارة عن مجموعات مسلحة مدربة رديفة للنظام وللجيش السوري ، وتقوم بمهام قتالية بإمرة إيرانية في مختلف مناطق سورية ، سيما عند الحدود اللبنانية والعراقية والتركية ..  

     النقطة الثالثة : كان من أهداف حزب الله ومن وراءه، استدرار المساعدات الدولية النقدية والعينية للدولة اللبنانية، بواسطة هذا النزوح لتعويض بعض من خسائر لبنان، بسبب سياسات حزب الله وحلفائه الاقتصادية الخاطئة التي أغرقت لبنان بالمديونية العامة، وأوصلت إلى حالة الانهيار وحافة الإفلاس القائمة، وهذا الاستدرار للمساعدات الدولية كان يجري بشكل جيد في السنوات التسع الأولى ، ولكنه توقف منذ سنتين ، بحيث بات وجود هذا العدد الكبير من النازحين لا يُغطي كلفة تواجده على الأراضي اللبنانية ..  

شبح التوطين 

  غير ان الغريب هو ما يعلن عنه حزب الله وحلفاؤه هذه الايام، عن وجود مخطط توطين النازحين الذي تعمل الدول الغربية على تحقيقة لتستريح من عِبء هذا النزوح على أراضيها، ولتحقق تغييراً ديموغرافياً في خريطة التواجد السكاني في لبنان يخدمها في الاستحقاقات الانتخابية كافة، في مستقبل ما يُخطط للبنان من دول عربية وأجنبية، تهدف للإمساك بقرار الدولة اللبنانية السياسي على أكثر من صعيد، مقدمة لتغيير سمة النظام اللبناني برمته، فهل انقلب بذلك السحر على الساحر؟ 

مع العلم انه لا يمكن اعتبار حزب الله بريئاً من مسألة النزوح السوري، حتى لو جرى المبالغة في تصويره انه استنزاف للموارد الاقتصادية اللبنانية، وهو الذي لاذ بالصمت طيلة الفترة الماضية حيال هذا الملف، وإن تكلم فكلامه كان خجولاً لا يسمن ولا يغني من جوع. 

 فهل سيساعد حزب الله على عودة النازحين السوريين إلى ديارهم كما ساعد على استقدامهم في بداية الأزمة ؟  

السابق
لبنان ينعي الباحث والناقد وجيه فانوس.. خسارة علمية وثقافية!
التالي
مع اقتراب ذكرى ٤ آب.. «اعلاميون من اجل الحرية» تدعو للنزول الى الشارع