16 عاماً على حرب تموز..«العونية» خارج بعبدا و«حزب الله» داخل الأقليم!

عون وحزب الله
16 عاماً على إنقضاء حرب تموز 2006 ، وحده "حزب الله" يربح ولبنان كله يخسر. حيث لم تنحصر الخسائر في الارواح والابرياء وتدمير كل البنى التحتية والجسور في لبنان، وصولاً الى كل الضاحية وثلاثة ارباع الجنوب، وجزء من البقاع، بل اورثت 16 عاماً من الازمات كان اخطرها الازمة المفتوحة منذ العام 2019 ولا تزال مستمرة.

وتقرأ مصادر سياسية لـ”جنوبية” في المناسبة، وتقول :”على ما يبدو ان امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، كان يعلم جيداً ان تفاهم مار مخايل ومن ثم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية سيحول “الجمهورية اللبنانية” الى “جمهورية حزب الله” والتي وفر فيها “الغطاء البرتقالي” والمسيحي لنصرالله كل المجال لوضع اليد على كل مقدرات الدولة وخدمتها لمشروع حزب الله وايران في لبنان وخصوصاً مع استفحال الازمة السورية بين 2012 و2016 وعندما دخل حزب الله بامر روسي-ايراني مباشر الحرب الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد لمنع سقوطه.

فكان انتخاب عون الغطاء الامثل لتفرغ “حزب الله” لمعركته السورية ومن ثم تمدده في العراق واليمن وصولاً الى ناغورني قرباخ وليس انتهاءاً اليوم بوضع اليد على كل مقومات البلد، بما فيها المرفأ المدمر والمطار ومؤسسات الدولة المفلسة الى القوى الامنية والحدود بين لبنان وسوريا وحتى الحدود بين لبنان واسرائيل تحكمها قواعد مرسومة بدقة بين الجانبين.

العونية” الى افول وخارج بعبدا و”حزب الله” يتمدد داخل الاقليم وبحشوة دفع ايرانية-روسية وربما سعودية بعد انجاز الاتفاق “الكبير” بين ايران واميركا

وعلى المستوى السياسي، تقول المصادر ان عهد عون انفاسه الاخيرة، وها هو وصهره النائب جبران باسيل يدفعان فاتورة الانصياع الكامل لحزب الله وسياساته والتي عزلت لبنان عن العامل الخارجي والعربي واوقعته تحت ضغط عقوبات واوصلته سياساته الى الافلاس.

عون الى التقاعد وباسيل المعاقب دولياً والمحاصر داخلياً خسر فرصة ان يكون خليفة عمه الرئاسي ولو بعد حين

فمن جهة عون الى التقاعد، من جهة ثانية باسيل المعاقب دولياً والمحاصر داخلياً خسر فرصة ان يكون خليفة عمه الرئاسي ولو بعد حين وسيكابد الامرين للاستمرار بتكتل ضعيف وفقدان شعبية مسيحية ووطنية بعد نهاية العهد في اواخر 2022 . ولن يكون بمقدوره ان يأتي بوزير على “ذوقه”، لا اليوم ولا غداً، وفي اقصى الاحوال سيكون باسيل، ربما ناخب مسيحي اساسي لأي رئيس جمهورية جديد صديق او خصم.

إقرأ ايضاً: اللبنانيون بين مهاجر وفقير..انهيارات بالجملة في نهاية مأساوية لعهد عون!

وهذه الخسارة لباسيل تقود الى معادلة جديدة قوامها: ان “العونية” الى افول وخارج بعبدا و”حزب الله” يتمدد داخل الاقليم وبحشوة دفع ايرانية-روسية وربما سعودية بعد انجاز الاتفاق “الكبير” بين ايران واميركا وبين الرياض وطهران، بينما الخاسر الاكبر، لبنان وشعبه اولاً واخيراً.    

السابق
علي خليفة ينتقد النصر الإلهي واللا عقلانية في تموز 2006..الخسارة تملأ الارض!
التالي
16 عاماً على حرب تموز..بين «ظاهرة الأنفويات والشاليهات الشرعية»!