علي خليفة ينتقد النصر الإلهي واللا عقلانية في تموز 2006..الخسارة تملأ الارض!

الدكتور علي خليفة

بمناسبة الذكرى الـ16 على حرب تموز 2006، إستذكر الناشط السياسي والمرشح في الجنوب في انتخابات ايار 2022 الدكتور علي خليفة، ويلات واحداث حرب تموز 2006 وكيفية تعاطي امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “اللاعقلاني” معها وقوله لو كنت اعلم، ليخلص ان اسرائيل لم تخسر الا غطرستها بينما ملأت الخسارة، وكان لا بدّ من فكرة لاعقلانية جديدة: النصر الإلهي.

وكتب خليفة على صفحته على “الفايسبوك” يقول :”

تموز، ٢٠٠٦، كانت الأيام تمرّ على لبنان واللبنانيين كالسكين على الجرح: ذهابًا مع قصف طائرات العدو وإيابًا مع خطابات نصر الله. كان العدو لا يعلم أين وماذا يقصف كثورٍ هائج في ساحة الكوريدا بين متفرّجين عزّل: محى شوارع ومناطق، وسوّى أبنية بالأرض، وقطع جسورًا، وهدم مرافق.

وكان نصر ا لله لا يعلم هو الآخر. نُقل عن لسانه أنّه “لو كنتُ أعلم”، فصار كلّ ليلة يستعيد قصصًا من التاريخ الديني، أو يعد المقاتلين بفرص رابحة في السماء بعدما أصبحت جغرافيا البلاد أرضًا محروقة وفرصًا خاسرة، أو يتحدث عن حيفا وما بعد بعد السكرة والفكرة.

لم يعرف لبنان نزوحًا كما حصل في ذلك الوقت: فعلى عكس المستوطنين في فلسطين المحتلة القاطنين في الملاجئ، ترك سكان الجنوب بيوتهم وزاد أيّامهم لقمةً سائغة في فم النار وآلة التدمير الإسرائيلية وغصّت بيروت بالنازحين وانعدمت كلّ مقومات الحياة.

إقرأ ايضاً: جورج سعد ينتقد القرم..تحصيل المال المنهوب من السلطة ورجال الدين من جيوب الفقراء قلة أخلاق!

كنتُ أشعر بالعبث والغضب: لا أعلم متى سيقع عليّ الموت؟ هل هذه حربي؟ هل سقف المفاوضات قضيتي ويستحق كل هذه الأضحيات والخسائر؟ كتبتُ في الصحافة الفرنسية عن بلادٍ متشظية وعدوان وعبث وهلوسات دينية أصبحت تفتك بالناس.

انتهت الحرب. لم تخسر اسرائيل سوى الغطرسة. لم يربح الحزب سوى المزيد من اللاعقلانية. ضعفت الدولة. عاد الأسرى من سجون العدو أفرادًا. أعاد أمير قطر بناء الضيع للمشرّدين بالآلاف.

الخسارة تملأ الأرض؛ كان لا بدّ من فكرة لاعقلانية جديدة: النصر الإلهي”.

السابق
جورج سعد ينتقد القرم..تحصيل المال المنهوب من السلطة ورجال الدين من جيوب الفقراء قلة أخلاق!
التالي
16 عاماً على حرب تموز..«العونية» خارج بعبدا و«حزب الله» داخل الأقليم!