حرب تموز ٢٠٠٦.. ما أشبه اليوم بالأمس!

لم يندمل جرح زينب، التي أصيبت في غارة لطيران العدو الإسرائيلي قرب النبطية، في الأيام الأولى لحرب تموز – اب ٢٠٠٦ ، وأيضا لم ترحل الندوب من وجنتي محمد، رغم كل عمليات التجميل والعلاج، ولم يحصل اصحاب المصانع والمعامل والمركبات وكثير من أصحاب المنازل ، على تعويضاتهم، بعد مرور ١٦ عاما على انتهاء الحرب .

يوم ١٢ تموز ٢٠٠٦ ، ما يزال حاضرا، لدى غالبية اللبنانيين، عندما أختار “حزب الله”، تحرير المقاوم سمير القنطار ، بعملية تبادل مع الإسرائيليين، فنفذ عملية تسلل إلى خلف الشريط الشائك، داخل فلسطين المحتلة ، في منطقة خلة وردة عند أطراف عينا الشعب، حيث تمكن من أسر جنديين إسرائيليين ، بعد إصابتهما في الهجوم ، ثم وفاتهما ، ومبادلة جثمانها بالأسير القنطار وأخرين.

هذه العملية ، التي جاءت، بعد ست سنوات من تحرير الجنوب والبقاع الغربي ، دون علم الدولة اللبنانية، جرت على أبناء الجنوب خصوصا واللبنانيين عموما ، ويلات ومآسي كبيرة ، وشقاقا بين اللبنانيين ، ما تزال تداعياته مع احداث ومحطات اخرى ، تقض مضاجع اللبنانيين ، وتبشرهم بسيناريو مماثل، غير ابه باستدراح حرب إسرائيلية جديدة على لبنان ، تمثلت يقفز حزب الله عن دور الدولة ، من خلال إطلاق طائرات مسيرة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاقت عدم ترحيبا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية ، كونها تزيد وضع المفاوضات البحرية تعقيدا ، وتمهد لعدوان إسرائيلي، في حين اعتبرها الفريق الآخر، أداة ضغط على اسرائيل وتساعد في دفع المفاوضات وتحصيل حقوق لبنان النفطية .

لا أحد من الجنوبيين بالتحديد، الذين ذاقوا مرارة حرب تموز وتبعاتها يرحب بحرب مدمرة ، تعيد لبنان واللبنانيين إلى حرب أخرى، أكثر ضراوة من عدوان تموز

لا أحد من الجنوبيين بالتحديد، الذين ذاقوا مرارة حرب تموز وتبعاتها، من قتل وجرح وتشريد وتدمير بيوت ومؤسسات، يرحب بحرب مدمرة ، تعيد لبنان واللبنانيين إلى حرب أخرى، أكثر ضراوة من عدوان تموز ، خاصة في ظل الظروف المعيشية والانهيار الاقتصادي الكبير ، وتازم علاقات لبنان مع محيطه العربي والدولي .

لبنان له حق بنفطه وسيادته حتى آخر نفس، لكن هذه المهمة ، يجب ان تكون بيد الدولة ، سواء مفاوضة أو حربا

شدد مرجع جنوبي ل “جنوبية” على “أن لبنان له حق بنفطه وسيادته حتى آخر نفس، لكن هذه المهمة ، يجب ان تكون بيد الدولة ، سواء مفاوضة أو حربا ، وهي ليست شأن حزب معين ، يعمل ضمن أجندة سياسية وعسكرية على مستوى المنطقة، ومرتبطة بالملف النووي الإيراني على سبيل المثال”.

ولفت الى “إن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال بعد حرب تموز ” لو كنت اعلم، إشارة إلى ردة فعل العدو الإسرائيلي على أسر الجنديين الإسرائيليين، قبل ستة عشرة عاما، فاليوم هو اشبه بحدث تموز ، فهل يدرك حزب الله تداعيات استمرار خروجه عن الدولة وقراراتها المتعلقة بالحرب والسلم”.

وأضاف”: ان عددا كبيرا من الجنوبيين واللبنانيين، ما يزالون ينتظرون التعويضات عن أملاكهم وارزاقهم، التي عوضت في قسم كبير منها دول عربية مدت يد العون الى الاهالي ( قطر ، السعودية، الكويت، الإمارات، وسوريا وحتى اليمن وغيرها )، متسائلا “لو حصلت حرب أخرى دمرت البلد ، هل سيساعد قسم من هذه الدول في إعادة الإعمار، في حين أنها على خصومة وعداء مع حزب الله”؟

السابق
بالصورة: «جنوبية» يكشف فضيحة تأجير ارض بالآلاف بدل ملايين الدولارت.. وهذه هي الشركة المحظية!
التالي
الدولار «الأسود» على مشارف الـ٣٠ الفاً.. كيف أقفل؟