عودة العملاء الفارين الى الواجهة.. والاب العميل لـ«جنوبية»: السلطة غير جادة وتحولهم الى «قميص عثمان»!

بين فترة وأخرى، يتم تحريك ملف الفارين من عناصر مليشيات لحد السابقة المتعاملة مع إسرائيل وعائلاتهم، بهدف إعادة من تبقى منهم هناك إلى لبنان، عبر نقطة الحدود اللبنانية الفلسطينية في راس الناقورة ، على اساس مندرجات قانون مجلس النواب الذي أقر العام ٢٠١١، ويقضي بتوقيف العائدين من الرجال ومحاكمتهم حسب أفعالهم، وترك النساء والاطفال العودة الى بيوتهم ، وكان تقدم به نواب التيار الوطني الحر حينها .

وفيما من المقرر عقد اجتماع وزاري لبناني لعرض هذه الملف، سبق ل”جنوبية” ان كشف عنه الاسبوع الماضي، ، أعلن وزير دفاع العدو بني غانتس، الذي كان يتولى التنسيق مع مليشيات لحد ابان فترة الاحتلال الإسرائيلي، عن تقديم مساعدة مالية قيمتها ١٦٠ الف دولار، لكل عنصر من هذه المليشيات، ما يزال موجودا في فلسطين المحتلة، وعددهم اربعماية عنصر ، لشراء منازل في فلسطين، بحيث تستفيد من هذه المبلغ أيضا أرامل قتلى المليشيات، التي كان يرأسها انطوان لحد، وتوفي في فرنسا قبل سنوات .

عودة كبار المسؤولين في مليشيات لحد، الذين خضعوا إلى محاكمات، اعتبرت تخفيفية قياسا بحجم ارتكاباتهم

فخلال السنوات الأولى للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي العام الفين ، سجل عودة الآلاف من الفارين، غالبيتهم من النساء والأطفال، عبر معبر الناقورة، وأيضا عودة كبار المسؤولين في مليشيات لحد، الذين خضعوا إلى محاكمات، اعتبرت تخفيفية قياسا بحجم ارتكاباتهم، من قتل لمقاومين ومدنيين وتعذيب سجناء وسجينات معتقل الخيام، ومنهم جلاد سجن الخيام عامر فاخوري، في حين ما يزال الى الان داخل الاراضي الفلسطينية، بحسب مصادر متقاطعة، ما يقارب الألفي لبناني ، حاز القسم الأكبر منهم على جنسيات إسرائيلية، وانخرط العديد منهم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتزوج آخرون من اسرائيليات او عرب ١٩٤٨ الذين يحملون بدورهم الجنسيات الإسرائيلية .

ومن أبرز مسؤولي العملاء، المتواجدين في الأراضي الفلسطينية القريبة من الحدود اللبنانية، طالب سبليني مسؤول ما كان يعرف بجهاز ٥٠٤ في المليشيات، إلى جانب شقيقه يوسف ، وهما من الناقورة واحمد شبلي صالح (عينا الشعب )، وعبد مسلم عيد الذي كان يتولى مهمة الأمن وولده سمير والسجانات كارولين سعيد وسيدة مارون وجاندارك الحاصباني وغيرهن ( القليعة) وحسين فاعور ( الخيام ) ومحمد علي صادق فارس ( كفركلا) وأخرين .

وأكد متابعون لملف الفارين ل”جنوبية، الذين تجاوز عددهم السبعة آلاف مع بدايات الانسحاب الإسرائيلي في ايار العام الفين، أن أكثر من نصف هؤلاء قد عادوا إلى لبنان، وأن ما يقارب الألف وخمسماية شخص انتقلوا من فلسطين المحتلة إلى اميركا وبلاد أوربية أخرى.

وأضاف هؤلاء ان “العدد المتبقي في فلسطين لا يتعدى الالفين ، وقد حصل معظمهم على الجنسية الإسرائيلية، ويتواصولون مع عائلاتهم في لبنان بطرق مختلفة ، من خلال الاتصالات او اللقاء بهم في قبرص او الأردن ، حتى ان البعض منهم يمد عائلاتهم بالدولار الأميركي”.

نصف الذين ما يزالون داخل الأراضي الفلسطينية، هم من أبناء القليعة

ولفت متابعون لهذا الملف من أبناء بلدة القليعة في قضاء مرجعيون ل”جنوبية”، أن “نصف الذين ما يزالون داخل الأراضي الفلسطينية، هم من أبناء القليعة، اي أكثر من تسعماية شخص، مؤكدين بأن عدد الفارين من أهالي هذه البلدة”، الذين كانوا منخرطين بقوة في صفوف مليشيات الاحتلال، تجاوز الثلاثة آلاف عند الانسحاب وعاد القسم الأكبر منهم إلى لبنان ، ومن بينهم أشخاص فروا ولم يكن لديهم اي ارتباطات بإسرائيل، مشيرين إلى” أن هؤلاء غالبيتهم لا يفكر بالعودة إلى لبنان”.

عودة الفارين ، شبه متوقفة منذ سنوات طويلة ، وكل ما يحصل على معبر الناقورة ، عودة جثامين بعض المتوفين

من جهته، أكد راعي ابرشية الموارنة في رميش الاب نجيب العميل ل “جنوبية” ان هذا الملف أصبح ك”قميص عثمان ينم تحريكه كل مدة، ولو كانوا جادين ( السلطة ) لكان جرى إعادتهم أما الآن وبعد ٢٢ عاما، ونيل عدد كبير منهم الجنسية الإسرائيلية، فإن الموضوع بات للاستهلاك، تفاهات ) مؤكدا بأن عددا قليلا من أبناء رميش لايزال موجودا في فلسطين (حوالي ١٥ عائلة ) ولفت الاب العميل ان” حوالي ثمانين سيدة من بلدة رميش الملاصقة للبلدات الفلسطينية ، قد تزوجن من مواطني عرب ال١٩٤٨ من أبناء الطائفة المارونية في بلدات كفربرعم وفسوطة وحرفاش والقبيعة وغيرها وتعود هذه الزيجات، إلى ما قبل العام ١٩٤٨ وما بعدها ، وجميعهن يعشن داخل فلسطين ، لكنهن لا تستطعن المجيء إلى لبنان ، بسبب حملهن جنسية إسرائيلية”.

ولاحظ أن عودة الفارين ، شبه متوقفة منذ سنوات طويلة ، وكل ما يحصل على معبر الناقورة ، عودة جثامين بعض المتوفين في الأراضي الفلسطينية ، بواسطة الصليب الأحمر الدولي ، الذي ينسق مع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى( الأمن العام ) الذي يقيم نقطة أمنية عند بوابة الناقورة” .

السابق
دولار «صيرفة» على استقراره.. كم سجل؟
التالي
وزير الخارجية الكويتي من بيروت: كل ما يمسّ لبنان يمسّنا!