بالفيديو: الجيش «يُنمر» على «حزب الله».. و«يحبط» الصفقة مع العشائر!

الجيش تحركات

ثوان معدودات في شريط مُصوّر، كانت كفيلة بإختزال مُديرية التوجيه ـ قيادة الجيش مسار المواجهات، التي ما زال يخوضها الجيش اللبناني بذل دماء عسكرييه لتقييد حركة تُجّار المُخدرات، ومن يقف خلفهم وفي مقدمهم “حزب الله”، و”ينمر” عليه وكأنه “نمر من ورق”، وذلك كما وعد قائد الجيش جوزاف عون بعدم إنهائها إلّا بعد القضاء على أخر بؤرة يستغلها هؤلاء التجّار في أنشطتهم. وبقطع اليد التي تمتد على الجيش.

كان لافتاً خلال المقطع المصوّر الصغير الذي نشرته مُديرية التوجيه بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المُخدرات تحت عنوان “فرق كبير”، المُقارنة بين حياة الأشخاص الطبيعية وبين حياة المُدمنين وبين إستلام الشهادات الدراسية وعمليات تسلّم وتسليم المُخدرات وبين زراعة الأرض بالخيرات وصناعة العقاقير المُخدرة قبل أن يُختم الشريط بظهور “مونيتور” يُظهر تخطيط للقلب المقصود منه إكمال الجيش عملياته حتّى تحقيقه الهدف.

لم تلقّ العمليات الأمنية التي يقوم بها الجيش اللبناني في البقاع في مواجهة تُجّار المُخدرات، ترحيباً من قبل “حزب الله”

لم تلقّ العمليات الأمنية التي يقوم بها الجيش اللبناني في البقاع في مواجهة تُجّار المُخدرات، ترحيباً من قبل “حزب الله” الذي ظهر وكأنه واقع تحت ضغط داعمه الإقليمي (إيران)، لاتخاذ دور المُتفرّج في هذه المرحلة طبقاً لحسابات نوويّة.

مع “بداية العملية الأمنية التي نفذها الجيش في البقاع، عمد “حزب الله” إلى إستغلال أوجاع الناس عبر أحد قادته المشايخ

ثمة جدلية في العلاقة بين الجيش اللبناني و”حزب الله”، تعود لسنوات طويلة حاول خلالها الحزب فرض نفسه كمرجعية عسكرية ـ أمنيّة في البلاد، مُستغلاً غياب الدور الفاعل للدولة اللبنانية ضمن مساحات سيطرته والتي توسّعت مع مرور الزمن، إلى أن وصلت ذات يوم إلى رسم خطوط حمر للجيش خلال ما عُرف بمعارك “نهر البارد”.
في السياق، كشفت مصادر مُتابعة لملف المُعاناة في البقاع وخصوصاً قرى بعلبك ـ الهرمل ل “جنوبية”، أنه مع “بداية العملية الأمنية التي نفذها الجيش في البقاع، عمد “حزب الله” إلى إستغلال أوجاع الناس عبر أحد قادته المشايخ، خلال لقاء مع وجهاء بعض العشائر حيث عرض عليهم صفقة بإسم الحزب دعاهم فيها إلى الإلتزام التام من الأن وصاعداً بقرارات قيادة “حزب الله” مقابل تأمين الحماية لهم ولأبنائهم، خصوصاً أمام الأجهزة الأمنية والقضائية”.

القيادي نفسه طلب من الوجهاء التعهد بعدم قيام أي فرد من الأبناء بأي نوع من عمليات التهريب أقله في هذه المرحلة

وأكدت المصادر أن “القيادي نفسه طلب من الوجهاء التعهد بعدم قيام أي فرد من الأبناء بأي نوع من عمليات التهريب أقله في هذه المرحلة، وإلا سيجد “حزب الله” نفسه مُضطراً لرفع الغطاء عنهم، ما يُمكن الجيش القبض على جميع تجار المخدرات”.

وبحسب المصادر، فإن “بعض وجهاء العشائر أبدوا موافقتهم، خشية أن تطال المُداهمات أبنائهم والإدعاء عليهم بأحكام ثقيلة، وبذلك فقد نجح بإستغلال الأوضاع لصالحه بعد ان نجح بإحداث فجوة في العلاقة بين الأهالي والجيش وجعلهم أعداءاً لبعضهم البعض، كما روّج هو نفسه للحملة الدعائية التي صبّ فيها الأهالي جام غضبهم على الجيش”.

عناصر بالمئات باتوا يُشكلون خطراً على بٌنية “حزب الله” في البقاع والضاحية الجنوبية

وجزمت المصادر، بأن الجيش تمكن من إحباط هذه الصفقة بمجرد مضيه في الملاحقات ومطاردة المطلوبين وعلى رأسهم الملقب ب “أبوسلة”، على الرغم من ان “حزب الله استطاع جزئياً سيطرته على بعض العشائر، بعد خروجهم عن طوعه في السنوات الاخيرة بسبب الأزمة الإقتصادية، وبالتالي عاد ليفرض شروطه عليهم وإرغامهم على أن يكون مرجعيتهم الوحيدة في الدفاع عنهم، وبذلك “يقوننن” سلاحهم وقوّتهم، خصوصاً وان بعضها بات يمتلك أسلحة ثقيلة، وعناصر بالمئات باتوا يُشكلون خطراً على بٌنية “حزب الله” في البقاع والضاحية الجنوبية”.

السابق
أزمة الخبر تتفاقم.. ودعوات لتدخل الجيش
التالي
فاجعة طرابلس تابع: وفاة طفلة بعد انتشالها من تحت الأنقاض.. و«الصحة» تُناشد مستشفيات الشمال!