إقطاعي في العاقورة يربط عمّاله ويجلدهم بأسلاك الكهرباء!

العمال المعنفون

مؤذية الفيديوهات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي من منطقة العاقورة في لبنان. ويبدو أن الأخلاق قد انعدمت مع انعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي للبنانيين، فانعكس ذلك بما يشبه عبودية جديدة واستغلالاً للضعفاء من قبل المقتدرين وأصحاب القوة.

تعرض الفيديوهات مجموعة من الشبان والمراهقين، بعضهم سوري والبعض الآخر لبناني، حسبما تداول البعض، يتعرضون للجَلد والتعذيب. وفي بعض الفيديوهات، يظهرون وفي أفواههم حبات بطاطا بينما يقوم رجل بصفعهم على وجوههم وإهانتهم.

وبحسب الأخبار المتداولة، فقد قام أحد الإقطاعيين في بلدة العاقورة باستئجار مجموعة من الشبان للعمل لديه في قطاف الكرز. وبعد أربعة أيام من العمل، اتهمهم بسرقة ساعة يد ونظارة شمسية، وذلك للتهرب من دفع أجورهم، حسبما تم تداوله من معلومات في مواقع التواصل الاجتماعي. ولدى نفي هؤلاء الشبان تهمة السرقة، وإصرارهم على تقاضي حقوقهم، أرسل الإقطاعي رجاله المسلحين الذين عملوا على ربط العمّال وجَلدهم بأسلاك الكهرباء وإذلالهم.

إقرأ ايضاً: فيديو مروّع لتعذيب عمال في العاقورة.. وبيان لقوى الأمن

 ويظهر من بيان قوى الأمن الداخلي أن الإقطاعي لم يكتفِ بضرب عمّاله، بل تقدم بشكوى ضدهم أمام مخفر العاقورة بتهمة سرقة مبلغ مالي، إلا أن قوى الأمن وبعد انتشار فيديوهات التعذيب، فتحت تحقيقاً في الحادث وإحضرت الإقطاعي وأعلنت أن التحقيق جار معه.

يصر كثير من اللبنانيين على استحصال قوتهم بعرق جبينهم عوضاً عن التسول على جوانب الطرق ليتعرضوا للاستغلال والضرب والتعنيف من دون أي رادع من المعتدي

كذلك انتشرت أخبار في مواقع التواصل أن أهالي فنيدق قاموا بقطع طريق العبدة قرب مخفر الدرك استنكاراً لتعرض أبنائهم للضرب مطالبين بتوقيف الجاني.

وفي وضع أصبح فيه العوز هو سيد الموقف لدى شرائح واسعة من اللبنانيين، يصر كثيرون على استحصال قوتهم بعرق جبينهم، عوضاً عن التسول على جوانب الطرق، ليتعرضوا للاستغلال والضرب والتعنيف، من دون أي رادع من المعتدي. وتتضافر عوامل عديدة لتركيب المشهد القاسي، فلا دولة قوية تردع المستقويين عن استغلال الضعفاء، والانهيار الذي بدأ اقتصادياً بدأت تتعمق آثاره الاجتماعية والأخلاقية، من قتل وسرقة واستغلال وتفلّت.

وبعد شيوع الخبر، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه بتاريخ أول من أمس الإثنين، إدعى أحد الأشخاص أمام مخفر العاقورة بأن عدداً من العاملين لديه سرقوا مبلغاً وقدره مئة مليون ليرة لبنانية. وبناء لإشارة القضاء تم تحويل الشكوى الى قوى الأمن الداخلي مفرزة جونيه القضائية في وحدة الشرطة القضائية لمتابعتها. وأشارت المديرية إلى أنه بتاريخ اليوم الأربعاء، وبعد تداول فيديوهات عبر وسائل التواصل الإجتماعي تظهر اعتداءات بالضرب على مجموعة من هؤلاء العمّال، فُتح تحقيق بالحادث من قبل المخفر المعني بناء لإشارة القضاء المختص وقد أخذت إشارة بإحضار الشخص الذي يعملون لديه للاستماع لإفادته بهذا الشأن. 

السابق
بعد موجة من الإغتيالات الإسرائيلية في صفوفه..«الحرس الثوري» يقيل رئيس إستخباراته!
التالي
بلدية بيروت «تُشمّع» مُولّد «دوار الشمس»..والممثل فادي أبي سمرا: مقدمة لإغلاق المسرح!