«التنقيب الإسرائيلي» يُحرج عون و«حزب الله»..و«الثنائي» يُطوّق حملة الجيش بقاعاً!

السفينة الاسرائيلية مقابل لبنان
لم يعد امام السلطة السياسية، ولا سيما العهد وحكومته من مجال للمناورة امام حقيقة وضع اسرائيل يدها على غاز لبنان، وسط تلطي حزب الله وراء الحكومة والدولة لتبرير عدم القيام بأي رد فعل.

وفي تطور خطير حصل امس، افيد عن دخول سفينة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه «انيرجيان باور» اليونانية حقل «كاريش» الذي تضع اسرائيل يدها عليه قبل انتهاء المفاوضات مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، وانها قطعت الخط 29 بإتجاه الخط 23 ما يعني لو صحت المعلومات عدم اعتراف كيان العدو بموقف لبنان ووضعه امام امر واقع، بالسعي لبدء التنقيب عن الغاز والنفط.

وفي حين اكتفى الجانب الرسمي بالتنديد الكلامي، تؤكد مصادر متابعة للملف ل”جنوبية” ان رئيس الجمهورية ميشال عون كلف احد مساعديه للاتصال بجانب الاميركي والذي لم يعط اي جواب او اشارة عما يحصل!

في المقابل تروج مصادر بعبدا ان  عون  كلف رئيس الجمهورية ميشال عون قيادة الجيش التأكد ما اذا كانت السفينة قد دخلت فعلاً المنطقة المتنازع عليها ام لا. وبوشرت اتصالات لمتابعة الموضوع مع الجانب الاميركي المفترض انه الوسيط في المفاوضات حول ترسيم الحدود ومع الامم المتحدة التي تجري المفاوضات برعايتها وتحت علمها.

وفي متابعة لهذا التطور، أجرى الرئيس عون اتصالات مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعدد من المعنيين للبحث في التطورات، إثر الأنباء التي وردت عن دخول سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه المنطقة المتنازع عليها في الحدود البحرية الجنوبية.

رئيس الجمهورية ميشال عون كلف احد مساعديه للاتصال بجانب الاميركي والذي لم يعط اي جواب او اشارة عما يحصل!

وطلب الرئيس عون من قيادة الجيش «تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه، مشيراً إلى أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن أي عمل او نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملاً عدائياً».

وعلق الرئيس ميقاتي على هذا التطور بالقول: إن «محاولات العدو الاسرائيلي افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه احداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها.

وأضاف: من هذا المنطلق فاننا نحذر من تداعيات اي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الاميركي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة. وندعو الامم المتحدة وجميع المعنيين الى تدارك الوضع والزام العدو الاسرائيلي بوقف استفزازاته.

واعتبر وزير الدفاع الوطني موريس سليم، «أنّ التحركات التي تقوم بها اسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في الجنوب اللبناني تشكل تحدياً واستفزازاً للبنان، وخرقاً فاضحاً للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان.

وافادت معلومات غير رسمية ان حزب الله حافظ على استنفاره العسكري تحسباً للتطورات، برغم ان الاستنفار بدأ قبيل وخلال المناورة العسكرية الاسرائيلية الكبيرة التي جرت في قبرص، وذلك لمراقبة مسار الوضع بعد دخول سفينة التنقيب المنطقة البحرية المتنازع عليها. ويُرتقب ان يكون للحزب موقف مماجرى في وقت قريب، علماً ان مصادر قيادية فيه اكدت امس لمتصلين بها «عدم السماح للسفينة بالتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة التي ما زالت موضع نزاع».

إقرأ أيضاً: عون «يتودد» لبري لإستبدال ميقاتي حكومياً..والجيش بين نارَي «بارونات السياسة والمخدرات»!

وبالمقابل، تم الاعلان في اعلام العدو عن «دمج القبة الحديدية بالكامل في السفن الحربية التابعة للبحرية الإسرائيلية وتحديث الرادارات، لحماية منصات الغاز البحرية الإسرائيلية من أي هجوم».

ولاحظ معنيون ان دخول (Energean power) إلى حقل كاريش التي طلبت إليها تل أبيب إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه، مع اجراء لوجستي قضى بتواجد ثلاث سفن أخرى: “Boka Sherpa” (الخاصة بإطفاء الحرائق)، “Aaron S McCal” (الخاصة بنقل الطواقم والعاملين)، و”FPSO” (الخاصة بسحب الغاز)، يهدف إلى مدّ وتثبيت القواطع والوصلات باتجاه شاطئ dor الإسرائيلي لتبدأ بعدها مرحلة الإنتاج.

مداهمات البقاع و”الخطوط الحمر”

وبدأ الجيش اللبناني تخفيف اجراءاته الميدانية في حيّ الشراونة، بعد يوم منهك من عمليات لدهم لمطلوبين أمس الأحد، مع تأكيد استمرار عمليات البحث عن علي منذر زعيتر المعروف «بأبو سلة».

وكشفت قيادة الجيش اللبناني انه في عمليات يوم أمس تمّ توقيف 6 لبنانيين و6 سوريين، وحسب البيان العسكري فإن آلية عسكرية تعرّضت لاطلاق نار، واصيب عسكريان بجروح. وتم ضبط معملين لتصنيع المخدرات، وجرت مصادرة المحتويات.

وأوقف، حسب المعلومات الميدانية، ان الجيش أوقف عملية الدهم في إحدى القرى، بعد اعتراض بعض أهالي المطلوبين للآليات، فيما نفى النائب غازي زعيتر ان يكون له أي صلة بالموضوع.

وفيما توسّعت عملية الدهم في بلدة جبعا، التي فرّ اليها المطلوب (ع. م. ز.) من سكان حي الشراونة، وشوهدت اسعافات تتوجه إلى البلدة، وطوافات عسكرية تشارك في عمليات الدهم، استقدم الجيش تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى محيط المنطقة. وكانت قوة من الجيش اللبناني، قد داهمت منزل (ب. ط.) في بلدة القرعون البقاع الغربي، واوقفته على خلفية عمله في مطعم في حي الشراونة في بعلبك، بحثًا عن ادلة لمعرفة مكان المطلوب «ابو سلة».

حزب الله وحركة امل “محرجان” وهما بين “ناري” تغطية المخالفات والعصابات وبين “إفلات” يد الجيش ورفع الغطاء عن كل المطلوبين!

وفي تاكيد على انتهاء “فترة السماح” للجيش، طالب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، اليوم، الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش بضبط العملية العسكرية المستمرة في بعلبك، وتحييد الأبرياء، ملوّحاً بالتدخل إلى جانب أهالي المنطقة إن لم يُعالج الخلل خلال ساعتين.

وقال يزبك، لوفد من عشيرة آل زعيتر وعشائر المنطقة زاره في مكتبه في بعلبك، إن «ما يؤلمكم يؤلمنا وليس كل من تأذى في هذه العملية هو مجرم أو خارج عن القانون، كنا نرفع الصوت حيثما ينبغي أن يرفع (…) لا ينبغي التعاطي بانفعال أو بعصبية وردات فعل تجاه المواطنين الأبرياء، هذا الأمر في منتهى الخطورة، ولا يمكن أن نسمح به، وإذا تمّ التمادي فلنا موقف، وسنكون بالتأكيد إلى جانب أهلنا وما يصيبهم يصيبنا».

وتؤكد مصادر بقاعية لـ”جنوبية” ان حزب الله وحركة امل “محرجان” امام الرأي العام البقاعي واللبناني والجيش، وهما بين “ناري” تغطية المخالفات والعصابات وبين “إفلات” يد الجيش ورفع الغطاء عن كل المطلوبين!

السابق
سلاح البحرية الاسرائيلي يستنفر.. ويستعد لهجوم محتمل على الحدود اللبنانية!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 حزيران 2022