كاتب عدل «يلف ويدور» أثناء محاكمته بتهمة التواصل مع اسرائيل.. ورئيس «العسكرية»: «قول وريّحني»!

القضاء اللبناني

كان كاتب العدل انطوان جرمانوس، يمنّ النفس بأن يبيت ليلته امس في منزله بعد اشهر امضاها موقوفا لدى شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بتهمة محاولة التواصل مع العدو الاسرائيلي ، وتنزيل تطبيقات اسرائيلية، فضلا عن استخدامه رقم هاتف اسرائيلي فعّل عليه مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه”فشل” في إقناع رئيس المحكمة العسكرية العميد علي الحاج ومستشاريه الاربعة ، أن ما اقدم عليه بإستخدامه هاتفا تبين انه اسرائيلي”كان مجرد صدفة”، كما قال، او”هبلنة” كما وصّف فعلته، ليؤكد في الجلسة الاخيرة من محاكمته “انه اذا ضهرت ما رح احمل تلفون بعد ما حصل معي”.

لكن جرمانوس لم يخرج من خلف القضبان، حيث اصدرت المحكمة في نهاية الجلسة حكما قضى بسجنه مدة سنة ونصف السنة اشغالا شاقة، مع تجريده من حقوقه المدنية.

جرمانوس قام بحجز تذاكر سفر من هاتفه، من مطار بن غوريون في اسرائيل الى مطار شارل ديغول في فرنسا وبالعكس

على مدى اكثر من ساعتين ، حاول رئيس”العسكرية” سبر غور جرمانوس، منطلقا من الكشف الفني على هواتفه المجرى من قبل مخابرات الجيش بعد الامن العام، ليتبين له ان جرمانوس قام بحجز تذاكر سفر من هاتفه، من مطار بن غوريون في اسرائيل الى مطار شارل ديغول في فرنسا وبالعكس، وجاء جواب المتهم بانه عندما يدخل الى احدى التطبيقات تظهر له كل مواعيد الرحلات في العالم”وانا لم احجز تذاكر سفر بهذه الطريقة”.

عن الرسائل التي كان يتلقاها جرمانوس على بريده الالكتروني من صحيفة اسرائيلية، أجاب: “ثقافة عامة”

وماذا يقول عن الرسائل التي كان يتلقاها على بريده الالكتروني من صحيفة اسرائيلية، فأجاب جرمانوس:”ثقافة عامة”، مضيفا بانه ترده رسائل عديدة من صحف اجنبية ايضا “لانني اهتم بهذه الامور”.

وفي ما خص مراسلة اجراها مع” شركة ابل” ابدى خلالها رغبته بالسفر الى اسرائيل قال جرمانوس:”لا اذكر “، وتابع يقول:”اوقات الواحد بيحلم واذا قلت ذلك يبقى في إطار القول”. ويضيف جرمانوس:”لدي اهتمام بالشأن اللبناني وما يحدّه وسبق وقلت اني احلم ان يكون لدي وظيفة في هذا الشأن، ما بنفع؟”

في ما خص مراسلة اجراها مع” شركة ابل” ابدى خلالها رغبته بالسفر الى اسرائيل قال جرمانوس:”لا اذكر “

وكرر رئيس”العسكرية” سؤال المتهم عن سبب استخدامه رقم هاتف اسرائيلي، فأوضح بان الرقم “سحبه” من تطبيق ولم يكن يعلم انه اسرائيلي، وهو”اصل البلاء” حيث ارسل منه على هاتفه كلمة “هاي” 17 مرة خلال ثلاثة ايام.وفي مراسلة اخرى له، تبين ان جرمانوس وضع عليها عنوانا له اسرائيليا، فقال عن هذا الامر”ما بعرف كيف”، مضيفاً:”يمكن هوي حفّظ وحدو”.

وعلى هذه الحال من اجوبة المتهم”هيدي اجت لحالها وهيدي بالصدفة” وبعد ان امتد الاستجواب لاكثر من ساعتين توجه رئيس المحكمة لجرمانوس:”شو كان بدك قول وريّحني”، فأجاب بكل هدوء:”كانت هبلنة مني، وحدا بيكون كاتب شي بينو وبين حالو ولما ما بلاقي حدا يحكي معي بحكي مع حالي”.

هذا من جهة ، ومن جهة اخرى، سئل جرمانوس عن اتصالات اجراها مع دول وسيناتور اميركي، فأوضح بان لديه علاقات اجتماعية و”معارف”، واتصاله بالسيناتور كانت بهدف الوصول الى مركز في الشرق الاوسط، وحينها كانت اتصالاته برقم اميركي ، ليتبين ان اتصالاته كانت بالسفارة الاسرائيلية في واشنطن، وقال في هذا المجال:”انا طلبت ارقاما كثيرة ولم اتواصل مع سفارة اسرائيلية”.

ما هذه الصدف وهذا الشغف باسرائيل وهي عدو، سأل رئيس”العسكرية” المتهم، الذي اجاب:”يمكن يكون شغف لانني كنت مهتما بموضوع معين”!

ما هذه الصدف وهذا الشغف باسرائيل وهي عدو، سأل رئيس”العسكرية” المتهم، الذي اجاب:”يمكن يكون شغف لانني كنت مهتما بموضوع معين، انما لم اتواصل ولم احاول التواصل”.

وقبل ان يطلب المتهم البراءة ، “نصح” رئيس المحكمة ب”ألا يحكم عليه من دون دليل”، و”لو كنت محلّك كنت بحكّم ضميري”.

وكانت ممثلة النيابة العامة القاضية مايا كنعان قد طلبت تطبيق مواد الاتهام بحق جرمانوس فيما طلب وكيلاه المحاميان صخر الهاشم وداني معكرون ابطال التعقبات، وفي حال ارتأت المحكمة ادانته الاكتفاء بمدة توقيفه.

السابق
خاص «جنوبية»: تعيين مدع عام «ثالث» بملف المرفأ يعد لإسترداد موريرا!
التالي
نبأ صادم لمرضى الكلى.. ارتفاع تكلفة جلسة الغسيل!