نصر الله يَقرع طبول الحرب في عيد التحرير!

السيد حسن نصرالله

 بدا لافتاً في حديث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، إنذاره بدنو موعد الحرب المقبلة في الأيام القليلة المقبلة، وكأنه يقرع طبول الحرب حينما قال: ” خلال أيام قد تحدث أمور في المنطقة قد تؤدي لانفجار المنطقة “. 

لا شك ان حديث السيد حسن نصرالله أمس حول قرب انفجار المنطقة، فيه  دلالات جلية وإشارات واضحة، تبين مرة بعد مرة جاهزية حزب الله للدخول في نزاع مسلح جديد ، قد يكون هدفه هذه المرة أن يستنقذ السيد نصر الله حزبه وقواعده الشعبية، من حالة الإحباط واليأس التي خلفتها نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، هذه الانتخابات التي كان يعمل فيها حزب الله على أن يتقدم خطوات إلى الأمام، ولكنه فوجئ بتراجعه خطوات إلى الوراء في أكثر من موقع وإن تقدم في بعض المواقع الأخرى. 

تعويض فقدان الاكثرية النيابية 

 بعد أن كان الحزب مع حلفائه يملك الأكثرية النيابية، التي مكنته من فرض خياراته في أكثر من حكومة، فقد هذه الأكثرية، وصار حزب الله بعد الانتخابات يبحث عن حلفاء جدد ليحافظ على قوة تأثيره في القرارات السياسية الداخلية، يضاف إلى ذلك مخاوف تراجع مواقف تحالفاته إلى الوراء، خصوصاً بعد خطاب النصر الذي أطلقه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في: ” قاعة البيال “وسط بيروت منذراً بإمكانية التخلي عن الحلفاء وإمكانية عدم التوافق معهم، وظهر ذلك جلياً في تصريحات رئيس التيار الوطني الحر حول موقفه من إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لدورة رئاسية سابعة للبرلمان الجديد. 

الأزمة المستجدة قد تضطر حزب الله للهروب كعادته من مشاكل الداخل بتوجيه الانظار نحو الخارج باتجاه الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي 

 وهذا يفتح الباب أمام أزمات جديدة ستواجه حزب الله في الداخل اللبناني في المرحلة المقبلة، قد تشغله عن خياراته الإستراتيجية الخارجية، كونه يعتمد على جهود الرئيس نبيه بري بشكل كبير في سياساته الداخلية،  وهذه الأزمة المستجدة قد تضطر حزب الله للهروب كعادته من مشاكل الداخل، بتوجيه الانظار نحو الخارج باتجاه الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، فالتوترات مع اسرائيل التي تتطوّر احيانا فتتسبب باطلاق صواريخ متفرقة من قبل الحزب،  أومن قبل حلفائه الفلسطينيين باتجاه الاراضي المحتلة، دون ان تتطوّر لحرب شاملة، وهذا من شأنه ان يذكّر خصومه واعدائه بقوته العسكرية وانه قادر على قلب الطاولة رأسا على عقب.     

مخاطر سياسة حافة الهاوية 

فقرع السيد نصر الله لطبول الحرب في كلمة ذكرى عيد المقاومة والتحرير قد تكون من هذا المنطلق، بحيث يتمكن حزب الله من شدّ العصب داخليا، وتعويض خسائره من تراجعه في الانتخابات البرلمانية، غير ان مخاطر سياسة حافة الهاوية التي يتبعها قد تنقلب عليه كما حدث في حرب تموز 2006، عندما بادر الحدزب الى خطف جنود اسرائيليين لتسجيل نقاط واظهار قوته وسيطرته على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، فكانت النتيجة حرب مدمرة كلفت لبنان المليارات وتسببت بسقوط الاف الشهداء والجرحى. 

إقرأ أيضاً: نصرالله «يَخترع» «وظيفة نفطية» لسلاحه..والإنهيار بلا كوابح!

فهل بدأ العد العكسي للحرب الشاملة التي ما زال حزب الله يُعد العدة لها، منذ أن وضعت حرب تموز 2006 أوزارها، أم ما زال هناك متسع من الوقت للخيارات الدبلوماسية والسياسية؟  

هل بدأ العد العكسي للحرب الشاملة التي ما زال حزب الله يُعد العدة لها منذ أن وضعت حرب تموز 2006 أوزارها؟ 

كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله  وما زال، يرسل إشارات من كون النزاع على النفط والغاز عند الحدود البحرية، قد يكون الشرارة التي توقد نيران الحرب الإقليمية الجديدة، ويُراد أن يكون منطلقها من لبنان، دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف اللبنانيين، خاصة بيئة المقاومة التي انهكتها الحرب الاقتصادية والمعيشية لثلاث سنوات، خلت ما زال اللبنانيون فيها يقاومون أزمات فقدان الغذاء والدواء والغلاء وموارد الطاقة باللحم الحي، دون معونات تستحق الذكر من المجتمع الدولي والدول الصديقة، بل الكل مشغول بأزماته وينظر إلى سفينة اللبنانيين تغرق، من دون أن يكون هناك من قرار للمساعدة الفعلية، التي تخرج لبنان من مخاطر زوال الكيان والانهيار التام . 

السابق
نصرالله «يَخترع» «وظيفة نفطية» لسلاحه..والإنهيار بلا كوابح!
التالي
لبنان بين عصْف الدولار و«تسونامي» تَضَخُّم الأسعار!