بعد مرور 75 عاماً.. طال ارتحالك وما عوّدتنا سفراً

الحزب التقدمي الاشتراكي


بالأمس، أي بتاريخ ٣/٥/٢٠٢٤، شهدت بلدتي الكفير حشداً من أجل إحياء ذكرى مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس الحزب التّقدّمي الإشتراكي، بدعوة من وكالة داخليّة حاصبيا مرجعيون – فرع الكفير .
كيف لا والحزب ومؤسّسه لهما الرّمزيّة الشّعبيّة والمعنويّة في هذه المنطقة وسواها من مناطق لبنان، وخاصّةً إذا كان المتحدّث في هذه المناسبة رجلًا منبريًّا من الطّراز الأوّل، أعني بذلك معالي الوزير “غازي العريضي” والمشهود له بالارتجال والفصاحة والبلاغة والقدرة على الحشد والتّجييش، وكلّ هذا لا ينكر على من له باعٌ طويل على المنابر .
أمّا بعد :
بعد مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس حزب العمّال والفلّاحين والكادحين، ماذا قلت لهم؟! وماذا حقّقت لهم ؟! باستثناء الخطابات والكلامات . . . ؟!
ماذا حقّقت لهم من بناء وطن ومواطن؟!
أين هو المواطن الحرّ والشّعب السّعيد الّذين تتغنّون بهم؟! أين هي الحرّيّة؟ أين هي السّعادة في ظلّ ما نعيش من قلّةٍ وفقرٍ وحاجة؟!
ماذا وفّرتم لهم من دولة القانون والمؤسّسات والعدالة وتكافؤ الفرص وهي في صلب مبادئ الحزب .
هل أخبرتهم كم بقي لدينا من المؤسّسات الّتي تقوم بدورها في لبنان؟
ماذا وفّرتم لهم من الأمن والأمان في بلدٍ تتقاذفه الأمواج، وأصبح أكثر من نصف شبابه يفترشون أرصفة مدن العالم بحثاً عن لقمة عيش وفرصة عملّ؟
عمّ تُحدّثهم يا معالي الوزير؟ عن استبدالهم بشعب آخر وأنتم في حالة من السّكوت والصّمت المطبق؟
ماذا تقول لهم عن شراء الضّمائر والذّمم والسّكوت؟ عن بيع الوطن بمليار يورو من أجل توطين النّازحيين السّوريّين والخضوع والخنوع أمام الإتحاد الأوروبي؟!
ماذا تقول لهم عن مصير الشّباب اليائس البائس المحبط في ظلّ مستقبلٍ مقفل لا أفق له؟
ماذا تقول لهم عن جنوب مدمّر ونزوح أهله من كلّ القرى الحدوديّة ولا أحد منكم يتجرّأ ويسأل السّيّد نصرالله لماذا أقحمتنا بحربٍ ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، وماذا حقّقت من هذه الحرب العبثيّة؟!
ماذا جئت تقول لهؤلاء النّاس، لهؤلاء المساكين المغلوب على أمرهم، (الّذين ليس على صدورهم قميص) عن شقا عمرهم في المصارف والبنوك الّذي ضاع بسببكم وبسبب أمثالكم؟!
ماذا أتيت تقول لهم عن انفجار( ٤ ) آب وضياع الحقيقة وكسر هيبة القضاء وتكبيله رهينة السّياسة وأهلها؟!
ماذا أتيت تقول لهم عن شغور منصب رئاسة الجمهوريّة لما يزيد عن سنة ونصف؟!
ماذا تقول لهم عن المساحة البحريّة الهائلة الّتي تخلّيتم عنها أنتم ومن معكم لصالح العدوّ الإسرائيلي؟!
ماذا تقول لهم عن وضع المستشفيات والدّواء؟!
ماذا تقول لهم عن وضع مستوى التّعليم المتهاوي؟!
ماذا تقول لهم بأنّنا أصبحنا بفضلكم على اللّائحة الرّماديّة دوليّاً وأنت تعلم ماذا يعني هذا؟!
ماذا تقول لهم عن وضعنا في أدنى درجات سلّم المجتمع الدّولي بحيث أصبحنا ١٧٨ من أصل ١٨٠ دولة؟
أين أنتم من كلّ ما نحن فيه وما وصلنا إليه؟!
رحم الله المعلّم. استشهد واستشهدت معه المبادئ والقيم.
بعد مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس الحزب، وبعد مرور سبعة وأربعين عاماً على استشهاد المعلّم والمؤسّس نقول:
طال ارتحالك وما عوّدتنا سفراً
أبا المساكين، فارجع نحن ننتظرُ .

السابق
الأجهزة الأمنية تتحرك.. تطورٌ جديد في قضية عصابة التيك توك!
التالي
اسرائيل لم تعد تعارض.. مروان البرغوثي على رأس قائمة الأسرى المحررين في صفقة غزة