«حزب الله» و الأكثرية «الهزيلة».. ما أُخذ بالإنتخابات لا يُسترد إلا بالسلاح!

انتخابات نيابية حزب الله

عبر “حزب الله” الإنتخابات النيابية، بنوّابه ونوّاب حليفه الشيعي حركة “أمل”، على النحو الذي كان يرسمه والذي كان منتظراً بجميع الأحوال، خصوصاً بعد “البلطجيّة المتعددة” التي مارسها “الثنائي الشيعي” في الجنوب والبقاع، وما تخلّلته هذه البلطجية من عمليات ترهيب وترغيب بحق أعداد من المُرشحين الشيعة او غيرهم.

اقرا ايضا: قراءة إنتخابية أولية: جعجع وجنبلاط «يَهزمان» حزب الله وباسيل.. و«رئاسة بري» في خطر!


لكن من الجهة المُقابلة بحسب مصادر سياسية بارزة ل “جنوبية”، “من دون أدنى شكّ فإن العبور هذا قد كلّف “حزب الله” من جهة أخرى، أضراراً مؤلمة لا يُمكن وصفها بالجانبيّة، تقوم إمّا على خسارة حلفاء تمكّنوا من العبور أيضاً، لكن بأصوات لا تخوّلهم من الان وصاعداً التحدث بإسم الأكثرية التي يُمثلونها طائفياً، لعلّ أبرزهم النائب جبران باسيل”.

العبور هذا كلّف “حزب الله”أضراراً مؤلمة لا يُمكن وصفها بالجانبيّة تقوم إمّا على خسارة حلفاء تمكّنوا من العبور أيضاً لكن بأصوات لا تخوّلهم من الان وصاعداً التحدث بإسم الأكثرية


وأضافت”: وإمّا لجهة خسارة مواقع كان يأمل “الحزب” بملئها بحلفاء من طينة الوزير السابق وئام وهاّب والمصرفي مروان خير الدين، وغيرهم طبعاً من الأسماء التي كان يأمل “حزب الله” بأن يُشكلوا رافعة له داخل المجلس النيابي، خصوصاً في فترة مُقبلة يعتبرها مصيرية بالنسبة للتركيبة السياسية في لبنان”.

القوّة التي يستند فيها على حلفاء لهم وزنهم السياسي والمؤسساتي داخل طوائفهم، قد تعرّضت لنكسة قويّة لن تُمكنه من الحصول على إجماع حول أي إستحقاق يخوضه


و لفتت المصادر السياسية الى أن “قوّة “حزب الله” السياسيّة الذاتيّة والتي يدعمها كما هو معلوم بقوّة عسكريّة وأمنيّة، لم تُكسر كلياً في هذه الإنتخابات، لكن القوّة التي يستند فيها على حلفاء لهم وزنهم السياسي والمؤسساتي داخل طوائفهم، قد تعرّضت لنكسة قويّة لن تُمكنه من الحصول على إجماع حول أي إستحقاق يخوضه، خصوصاً وسط غياب نيابي لأي تمثيل لحليفه رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، وانكسار النائب طلال أرسلان الذي خرج من نادي النوّاب للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، و سقوط كُلّ من النائب أسعد حردان الخاسر في معقله (الجنوب) والنائب فيصل كرامي والنائب إيلي الفرزلي، فضلاً عن تمايز الفائزين السُنيّين في صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري عنه، بعد إستجابتهما لنبض الشارع والدعوات إلى التغيير”.

الحزب حافظ على ما يمتلكه في الأصل لكن هذه المرّة بأصوات لم تكن مُريحة نسبة مع ما حققه في الدورة الماضية


و أوضحت المصادر عينها ان “الحزب حافظ على ما يمتلكه في الأصل، لكن هذه المرّة بأصوات لم تكن مُريحة نسبة مع ما حققه في الدورة الماضية، وهذا يدل أيضاً على وجود تراجع كبير في المزاج الشيعي بشكل عام، ما يعني أن خسارته قد تعدّت مُحيطه”.
وتابعت”: وبالتالي تحوّل فوز نوّابه بطريقة إلتفافية على اللوائح التي يقودها، تحت مُسّمى الصوت التفضيلي كما عبّر النائب الخاسر جميل السيّد، إلى خسارة كبيرة طالت محور “المُمانعة” في لبنان، مُقابل صعود في بورصة نوّاب “القوّات اللبنانية” في المتن والشمال والكورة وبعبدا والبترون ودائرة بيروت الأولى، والتي انتزعت أيضاً من لائحة الحزب مقعداً للنائب طوني حبشي في بعلبك، مع ما يعني هذا من إبطال مفعول قوّة “حزب الله” الشرعية السياسيّة، والتي كان يأمل منها إحداث تغييرات عامّة في بُنية النظام اللبناني”.
وشددت المصادر على أن “حزب الله سيواجه في البرلمان المُقبل، قوّة مُعارضة له لم يسبق لها مثيل في تاريخ المُعارضات، بحيث أن هناك إجماع بين جميع أقطاب هذه المعارضة سواء الحزبيّة أو المُستقلّين يتعلّق بوضع بسلاحه، وسط إصرار هذه المرّة على مناقشة إستراتيجية دفاعية واضحة، يكون للجيش الدور الأساسي فيها والمُقرّر الوحيد، بما يتعلّق بقرار الحرب والسلم وحصرية السلاح”.

لقد حقّق “حزب الله” فوزاً لجهة الأكثرية النيابية لكنها “هزيلة” بنحو سبعين صوتاً مع حُلفاء غير ثابتين في مواقفهم


وخلصت المصادر الى انه “نعم لقد حقّق “حزب الله” فوزاً لجهة الأكثرية النيابية لكنها “هزيلة”، بنحو سبعين صوتاً مع حُلفاء غير ثابتين في مواقفهم، وغير جديرين بتمثيل طوائفهم نتيجة وصولهم إلى البرلمان من خلال “لعبة” الحواصل، التي يمتهن الحزب توزيعها، لكن المؤكد أن هذا الفوز لن يُعطيه حريّة التصرّف او التحكّم بشكل ونوعيّة الحكومة المُقبلة، ولا بتحديد المشاريع والقوانين داخل مجلس النوّاب، وأيضاً لن يسمح له سياسياً بالذهاب إلى تحقيق مشروعه الأساس وهو الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي يحفظ له كُل ما يُسميه “إنجازات”، ولذلك سيبقى السلاح، خيار “حزب الله” الأوّل والأخير، وهناك محطّات كثيرة مُقبلة سيظهر فيها هذا السلاح مُجدداً، لتطويع النظام اللبناني والفئات المُعارضة التي ثبّتت حضورها اليوم”.

السابق
بالأسماء.. إليكم النتائج النهائية لدائرة كسروان – جبيل
التالي
بالفيديو: صندوق قادم من سوريا يوتر البقاع الغربي.. هل يعيد الفرزلي الى السباق الانتخابي؟