نصر الله يستعين بمرجعيات دينية «ناصبها العداء».. من أجل حفنة «أصوات»!

السيد حسن نصرالله
أكثر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس - في خطابه الانتخابي بين النبطية وصور - الحديث عن تحصين المقاومة بالتمثيل البرلماني في المجلس النيابي اللبناني المقبل من خلال الدعوة المتشددة للتصويت لناخبيه، واعداً باستخراج الثروة النفطية والغازية من قبل فريقه السياسي في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.

إذا كان فريق حزب الله السياسي هو الأقوى في التمثيل البرلماني حالياً، حيث تمكن من فرض تشكيل أكثر من حكومة ومن انتخاب رئيس حليف للجمهورية اللبنانية ولم يتمكن بالرغم من كل ذلك من أن يحرك ساكناً في ملف استخراج النفط والغاز اللبناني من البلوكات البحرية العشرة، فضلاً عن الحقول المتنازع عليها مع العدو الصهيوني عند الحدود البحرية، وإذا كان فريق السيد نصر الله السياسي، لم يستطع تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشق اللبناني من قرية الغجر، ولم يتمكن من منع الاعتداءات الجوية والبرية والبحرية الصهيونية المستمرة على لبنان، وإذا كان فريق نصر الله السياسي مع الحلفاء حالياً لم يتمكنوا من تحرير الحدود البحرية من سطوة الاحتلال الصهيوني والتسلط الإسرائيلي، الذي يعِد في غضون شهر بأن يبدأ بالاستكشاف في المنطقة المتنازع عليها عبر شركة استكشاف يونانية، فإذا كان وضع حزب الله الآن هكذا، فكيف سيكون وضع حزب الله والحلفاء لو خسروا بعض المقاعد في الانتخابات القائمة؟  

اقرا ايضا: عبد القادر لـ«جنوبية»: زيارة الاسد إلى طهران نسفت المحاولات العربية لإخراجه من الهيمنة الإيرانية

بل كيف سيكون وضعه حتى ولو أتى بنفس القوة البرلمانية في المجلس النيابي القادم، خصوصا في ظل مؤشرات استطلاعية،١ توحي بالتراجع نتيجة تدخل الصوت الانتخابي الخارجي المغترب والداخلي الطامح للتغيير بقوة هذه المرة مع تنامي حالة المعارضة لسياسات حزب الله الداخلية التي شوهت الكثير من إنجازات المقاومة، فوعود السيد نصر الله باستخراج الثروة النفطية والغازية لو فاز بالانتخابات تصطدم بهذا الكم من العقبات ..  

خسارة حزب الله للنفط والغاز 

    ثم لو فاز حزب الله وفريقه السياسي مع الحلفاء فهل سيتمكن حزب الله وحلفاؤه الذين يشكلون مافيا تتقاسم مغانم الدولة، من الحصول على حصتهم من مئات مليارات الدولارات التي تحدث عنها بالأمس من النفط والغاز فيما لو استمرت العقوبات الاقتصادية أو زادت وتضاعفت حال فوزه بالانتخابات ؟ 

       فالسيد نصر الله يوهم مناصريه ومحازبيه بإمكانية الإفادة من الثروتين النفطية والغازية فيما لو تمكن من الوصول بقوة إلى برلمان 2022، في حين كل المؤشرات تشير إلى ازدياد الأزمات وتضاعفها فيما لو استمر حزب الله في السيطرة على القرار السياسي اللبناني .. 

نصر الله يوهم مناصريه ومحازبيه بإمكانية الإفادة من الثروتين النفطية والغازية فيما لو تمكن من الوصول بقوة إلى برلمان 2022 

   فكلام السيد نصر الله بالأمس لا يعدو كونه دعاية تضليلية انتخابية للرأي العام لا تُبشر بتحسن الوضعين الاقتصادي والاجتماعي اللبناني .. 

    ومن الملاحظات على خطابه تمسكه بحبال الهواء في مخاطبة البيئة الشيعية، فهو يكثر من الاستشهاد بمواقف الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، في حين كل ممارسات مسؤولي حزبه وحلفائه لا تنسجم مع طريقة الإمام الصدر في العمل السياسي والاجتماعي، فالحياة الفارهة والمُنعَّمة والثراء الفاحش الذي يتقلب فيه مسؤولو حزب الله والحلفاء، وفلتات لسان بعضهم ومواقف بعضهم وسيرة ونهج أكثرهم في المعالجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومتابعة شؤون المحرومين والمستضعفين كلها لا تمت إلى سيرة ونهج الإمام الصدر بصلة ..  

    كما أن ذكر السيد نصر الله في خطابه بالأمس للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله أثار انقساماً في الرأي، وجدلاً عقيماً داخلياً بين عناصر الحزب بين مؤيد للمرجع الراحل فضل الله ومعارض لبعض أفكاره وآرائه العقائدية والفقهية ..  

حزب الله عجز عن تنفيذ وعوده مع انه يملك الغالبية النيابية والحكومية 

        واللافت في خطاب السيد نصر الله أمس ذكر الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وهو الخصم العقائدي لحزب الله، مع العلم ان الراحل شمس الدين كان مضطهداً من قبل الحزب وعناصره طيلة مدة حياته منذ أعلن المقاومة المدنية الشاملة ومنذ دعوته لنظام الديمقراطية العددية القائمة على مبدأ الشورى ومنذ أن أقصى كل الحزبيين عن قرار مختلف الدوائر الرسمية الشيعية، ومنذ أن دعا الشيعة لئلا يكون لهم مشروع سياسي خاص في البلدان التي يقيمون فيها، ومنذ نادى بنظرية ولاية الأمة على نفسها في مقابل ولاية الفقيه المطلقة العامة التي يقول بها حزب الله ..  

السابق
عبد القادر لـ«جنوبية»: زيارة الاسد إلى طهران نسفت المحاولات العربية لإخراجه من الهيمنة الإيرانية
التالي
ملف «احداث خلدة».. المُحاكمون «غاضبون» من عدم توقيف «ابن صوص» من المسلحين!