اقل من أسبوعين: رفض شعبي واسع لجولات باسيل!

انتخابات 2022 جبران باسيل

في ظل الحماوة الانتخابية في الأيام الفاصلة عن موعد الانتخابات، يستعر الخطاب السياسي، وبعضه يأتي منافياً لأي منطق، ومجافياً لكل الحقائق. وقد لاقت زيارات رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، المناطقية حالات استنكار شعبية كبيرة وفي كل المناطق، ما يعكس رفض الرأي العام اللبناني لسياساته وما أوصلت البلاد إليه. وقد ردّ عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب جوزف اسحق، بعنف على ما أسماه أكاذيب وافتراءات باسيل ضد حزب القوات، مشيراً في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ باسيل يعتقد إنّنا مثله عقدنا الصفقات، وأهدرنا المال العام المقدّر ب 43 مليار دولار على الكهرباء وحدها، فكانت التغذية قبل تسلّم تياره وزارة الطاقة 18 ساعة واليوم أصبحت ساعتين.

وقال: “معركتنا ليست مع باسيل. المعركة بيننا وبين حزب الله، وهو ملحق للحزب، فالقرار الفعلي عند الحزب، وليس عنده. معركتنا من أجل رفع يد حزب اللّه عن لبنان”، سائلاً: “أين أموال قطاع الاتّصالات الذي تسلّمه، وكيف أصبحت وزارة الخارجية بعهده، وماذا حلّ بالقضاء، وتدمير الاقتصاد، وانهيار الدولة، والسطو على الودائع؟” مكرّراً القول إنّ المعركة الأساسية بينهم وبين حزب الله، أمّا جبران باسيل فهو تفصيل صغير ولا يستحق الرد.

المواجهة نفسها يخوضها كل الخط السيادي في وجه محور الممانعة وإرادة سلب لبنان سيادته واستقلاله، وإلحاقه بالمحاور الإقليمية. ومن هذا المنطلق سيكون التحدي الكبير في 15 الجاري.

وفي سياق متصل، أشارت “النهار” إلى أن بين المواقف والكلمات والخطب الجوالة والمتكاثرة قبل اقل من أسبوعين تفصلان عن موعد الانتخابات النيابية بدا المشهد الانتخابي على كثير من الغموض والضبابية خلافا لما يمعن بعض الاعلام في تصويره بان معظم النتائج تبدو محسومة . ذلك ان الحماوة البالغة والتصاعدية في المبارزات الانتخابية لم تعد تقتصر على طابع تقليدي معتاد في السباقات الى المقاعد الانتخابية بل ان ما انفجر بين القوى المسيحية عموما وخصوصا بين التيارين الاكبرين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” تحول الى حرب إعلامية وتحشيدية بالغة العنف استحضرت وتستحضر فيها “حرب الإلغاء” ولو من دون أسلحة وكأن لا تفاهم معراب ولا المصالحة ولا التعايش السياسي بعد انتخاب ميشال عون رئيسا قد مر بين الفريقين. وإذ ينتظر ان يرخي المناخ العدائي التصاعدي بظله المؤثر بقوة على المنازلات التي ستشهدها دوائر وساحات انتخابية عدة بين العونيين والقواتيين بما يشد الأنظار الى هذا المحور الأساسي من الاستحقاق فان ذلك

يحجب الجانب الشديد الحساسية والمفصلي أيضا من الاستحقاق والمتعلق بالواقع السني الذي ظهر امس على ارباكه التصاعدي بما يزيد الغموض ويفاقمه . ذلك انه في مقابل الدعوات التي اطلقت في اول أيام عيد الفطر على لسان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق الى المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها برز في المقابل من جانب “تيار المستقبل” موقف شديد الحزم والوضوح في اعتبار المشاركة تغطية وتشريعا ل”حزب الله” عبر صناديق الاقتراع . وبذلك يمكن القول ان المشهد الانتخابي توغل بدرجات كبيرة الى نقاطه الشديدة الحساسية بما يتوقع معه ترقب تطورات يومية مفتوحة على شتى أنواع التصعيد والاحتدام في الأيام المقبلة . وليس في مشهد المهرجانات مترافقة مع اشتداد نبرة الخطاب الاتهامي سوى مؤشر على ان مختلف القوى بدأت استعمال “الأسلحة الثقيلة” بكل الإمكانات لان أي فريق لا ينام واقعيا على حرير الإحصاءات والحسابات الانتخابية وسط وضع انهياري لا يؤمن معه جانب أي تطمينات استباقية ولو تباهى الجميع الان بامتلاكهم الحواصل الواعدة بالانتصارات الافتراضية .

اما اغرب الظواهر الانتخابية غير المسبوقة فكانت تلك التي قدمها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي درج على مهاجمة من يجتمع معهم في حلف واحد ! وفي هجوم مقذع على نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي المرشح على لائحة واحدة مع مرشح التيار في البقاع الغربي حمل باسيل بعنف عليه من دون ان يسميه وقال في محطته امس في البقاع الغربي : “الوصوليون والجاحدون وناكرو الجميل أصبحوا يبررون فشلهم تجاه الناس بالهجوم على التيار وبتشويه صورة مرشح التيار شربل مارون وبتحميله مسؤولية فشلهم بالكهرباء وبالانماء ومواقفهم المتقلبة وشخصيتهم المتلونة ونفسيتهم الخبيثة”. ولفت الى أن “هناك أشخاصا أخذوا فرصة بالتشريع وبالتنفيذ وتأمّن لهم الدعم لأعلى الألقاب، فلم يتركوا بالتشريع بصمة ولا حتى بالإنماء، فهذا الصنف من الناس معروف ومكشوف، تاريخهم يفضحهم والطبع عندهم أقوى من التطبع، و”الأعوج ما بيجلّس، هودي كل عمرن أزلام وبيبقوا”. وأشار الى “أننا في التيار الوطني الحر تعرضنا خلال مسيرتنا للغدر والخيانة وقلّة الوفا ونكران الجميل أكثر من مرّة، وقال: “بيكفي كم يوضاس وقع معنا عَ الطريق من 17 تشرين 2019 لليوم واؤكّد لكم انهم سيشنقون انفسهم سياسيا تباعاً!”.

السابق
قانون الإنتخاب معقّد لعدد كبير من الناخبين والتثقيف الإنتخابي غائب!
التالي
جولة خليجية لميقاتي قبيل الانتخابات؟