بعد أقل من أسبوع على فاجعة غرق “مركب الموت” في طرابلس التي أودت بحياة ما لا يقل عن عشرين شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، فيما ثمة صعوبة العثور على ناجين بعد مرور 6 ليال على الفاجعة، يبدو ان هذه الفاجعة لم تمنع بعض المواطنين من سلوك هذا الطريق غير الشرعي هربا من جحيم الوطن حيث تتواصل عمليات التهريب. اذ يجد المواطن نفسه أمام خيارين أحدهما الموت على أرض وطنه جوعاً وفاقة أو الموت في رحلة البحث عن مكان يجد فيه لقمة العيش أو فرصة العمل لتأمين هذه اللقمة.
اقرا ايضاً: المعلومات تفكّك احدى أخطر شبكات ترويج المخدرات في صحراء الشويفات!
وللمفارقة انه، قبل انطلاق مركب جديد في رحلته، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في طرابلس المواطنين: (خ.خ)، (ع.ط)، (م.ن)، (ف.ع)و (خ.ه)، أثناء تحضيرهم لتهريب حوالى 85 شخصاً عبر البحر بطريقة غير شرعية، فيما لم يتم كشف القارب النكوب سوى في عرض البحر.
وبحسب البيان الصادر عن ذلك قيادة الجيش – مديرية التوجيه، فقد استخدم الموقوفان مركباً قاموا بشرائه وتجهيزه وصيانته باستعمال مبلغ مالي جمعوه من هؤلاء الأشخاص (400 ألف دولار أميركي تقريباً). وقد تم ضبط المركب في ميناء أحد المنتجعات السياحية. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
هذا ولا يزال التحقيق جارياً في ملابسات قضية غرق القارب، وهناك مهرب سوري الجنسية محتجز، بينما يتم البحث عن مهربَيْن آخرَين متّهمَين بالضلوع في تضليل الركاب.
وبحسب الأمم المتحدة فانه غرق 3000 مهاجر غير شرعي في البحر حاولوا بلوغ أوروبا في 2021.
وكان قد غرق القارب في 23 من الشهر الحالي، وعلى متنه عشرات المهاجرين غير الشرعيين نحو إيطاليا، معظمهم من اللبنانيين، وبينهم فلسطينيون وسوريون وأغلبهم من النساء والأطفال. وتمكن الجيش اللبناني من إنقاذ 45 منهم، وانتشال جثامين 6 آخرين.
وبعد تضارب الروايات بشكل كبير خلال الأيام الماضية حول الأعداد الدقيقة لركاب القارب المنكوب، بدأت قصص المفقودين تظهر للعيان، وترجح تقديرات رسمية أن عددهم لا يقل عن 23 شخصاً.
