العزّي لـ«جنوبية»: بوتين فشل في إرهاب زيلنسكي واحتلال كييف

تدخل الحرب الروسية الاكرانية شهرها الثالث، ويبدو ان المرحلة الثانية من العملية الخاصة التي أطلقتها موسكو هذا الأسبوع لبسط السيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا، ستبوء بالفشل، كما فشلت المرحلة الاولى باحتلال العاصمة كييف والمدن الكبرى.

الجنود الأوكرانيون، ما زالوا متمسكين بآخر موطئ قدم لهم في مدينة ماريوبول، على الرغم من إعلان  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين النصر وقوله إن قواته”حررت” المدينة، وفقا لصحيفة “إندبندنت”. 

فبعد شهرين من القتال العنيف في المدينة المحاصرة، لا تزال القوات الأوكرانية  صامدة في مصنع آزوفستال للصلب في جنوب شرق المدينة، حيث يُعتقد أيضًا أن هناك ما يقرب من 1000، يبحثون عن ملاذ آمن في شبكة الأنفاق تحت الأرض. 

العزّي: الصمود الأوكراني فاجأ الروس 

الباحث في العلاقات الدولية  الدكتور خالد العزي اوضح  لـ “جنوبية” أن ” الأوكران يقولون اليوم أنهم يدافعون عن أوروبا كلها، فهم صمدوا حكومة وشعباً، لم ينزحوا الى بلدان الجوار بشكل كثيف، وبقي أكثر الشعب في أوكرانيا للقتال مع الجيش، وهم بذلك أثبتوا جدارة”.

ورأى ان “أهم صمود هو صمود زيلنسكي وعائلته ووزارئه، فهو تصالح مع المعارضة وعمّم اللباس العسكري، وأشرف على تنظيم حرب عصابات، أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الروس،  لأنه تمكن من تسليح جيشه بأسلحة دفاعية غربية متوسطة ومتطورة، ساعدته على الصمود في كييف وإفشال عملية اقتحامها”. 

بالمقابل، فإن الفشل الميداني الروسي حسب معلومات العزّي “ارتدّ وخلّف ارباكا وانقسامات بين القيادات السياسية والعسكرية والاستخبارية، والحديث ان ثمانية من الجنرالات رفضوا الحرب، وهناك خلاف بين المخابرات والجيش، الجيش يقول ان الهزائم سببها النقص في معلومات الاستخبارات، بينما الاستخبارات تقول أن الجيش هو العاجز عسكريا عن تنفيذ المهمات العسكرية في أوكرانيا”.

وأضاف”: الاثنان محقان وخطأ بوتين الأساسي أنه أمر بفتح خمس جبهات دفعة واحدة، فالعملية العسكرية هي من تخطيط بوتين بعد أن سمع من الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الناتو لن يتدخل حال وجود الجيش الروسي شرق أوكرانيا، مما شجع بوتين على دخول الحرب تماما كما حصل عندما دخل صدام حسين الى الكويت”. 

اسباب خسائر الروس 

وأكّد العزّي ان “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يستطيع الانسحاب من عمليته العسكرية في اوكرانيا، لأنها ستكون بمثابة هزيمة له، والواقع أن الموقف الآن، أن الاوروبيين اصبحوا متحمسين للتخلص من سلطة بوتين في المنطقة، في حين أن الأميركيين يعتبرون أن معركتهم الحقيقية مع الصين وقد قدم لهم بوتين خدمة لاحتواء أوروبا من جديد، يريدون إطالة الحرب من أجل إضعاف بوتين وفصله عن الصين” . 

بالنسبة الى خسائر روسيا الميدانية يردّها الدكتور العزي للاسباب التالية: “معلومات استخبارية سيئة، صناعات عسكرية سيئة ، ودعم لوجيستي سيء، اضافة الى ان أمر بوتين بفتح خمس جبهات واعتماد طرق طويلة في موسم الشتاء وتساقط الثلوج ووجود المستنقعات، كان خطأ عسكريا جسيما “.

نجحت خطة زيلينسكي الذي استعد لمعركة كييف جيدا وتمكن من ايقاع خسائر فادحة بصفوف المهاجمين الروس وافشل هجومهم 

بالنتيجة حسب الدكتور العزّي، فان “القرار السياسي الروسي الخاطىء بالهجوم العام على اوكرانيا دون الاستعداد لحرب طويلة هو السبب الرئيسي للفشل العسكري، فقد راهن بوتين أن الهجوم المفاجىء، سيؤدي الى حالة رعب في صفوف الاوكرانيين وقادتهم، فيسارعون الى توقيع استسلام مع موسكو ، في حين ان الجيش الاوكراني كان يتم تدريبه منذ عامين على حرب العصابات من قبل الاميركيين ودول الناتو، وزودوه باسلحة ذكية غير متوفرة لدى الروس”.  

 ولفت الى انه بالمقابل ” نجحت خطة زيلينسكي الذي استعد لمعركة كييف جيدا وتمكن من ايقاع خسائر فادحة بصفوف المهاجمين الروس وافشل هجومهم، خصوصا ان حصار  كييف صعب، فالعاصمة محاطة بمناطق الغابات والمستنقعات وبذلك لم يستطع الروس التقدم في فصل الشتاء وعلقت آلياتهم في مستنقعاتها”.

الجيش يقول ان الهزائم سببها النقص في الاستخبارات، بينما الاستخبارات تقول أن الجيش هو العاجز عسكريا 

وتابع: “ولأن العملية قدرها الجيش الروسي انها ستاخذ ثلاثة ايام فقط، لذلك فان الدعم اللوجيستي فشل بعد اسابيع بسبب عدم التجهيز لمدة طويلة، لذلك حدثت فضائح نقص المازوت في الاليات العسكري الروسية وتركها في ساحة المعركة وفرار اطقمها منها، وتحولت هذه المعركة، التي حسبها بوتين نزهة، الى مستنقع ومجزرة بحق دباباته وافراد جيشه، الذي خسر الالاف من جنوده في هذه المعركة، مما اضطره الى الانسحاب تحت ضربات الجيش الاوكراني من كييف وتشرنوبيل وخاركوف وغيرها”. 

السابق
خاص «جنوبية»: «المقاطعون» يتصدرون إنتخابات بيروت الثانية!
التالي
بعد ضربه وزير الطاقة.. اليكم اول تعليق للناشط ايلي هيكل