آن للجنوب أن يعود لأهله!

تعطي لائحة قوى الاعتراض والتغيير الجامعة في دائرة الجنوب الثالثة “معا نحو التغيير” بارقة أمل مبشرة، رغم كل ما اعترى عملية تشكيلها من شوائب، ورغم كل ما تتعرض له من سهام القريب المتضرر او البعيد المبغض.

في الجنوب، حيث لم تتوان السلطة القابعة على صدور المواطنين، ولم تخجل في إعادة تقديم نماذجها البائسة، بدءا من المرشحين منتهي الصلاحية وفاقدي الأهلية، مرورا بالآخرين المطلوبين للعدالة، وصولا إلى أولئك المرتكبين في وضح النهار، جريمة العصر، التي استباحت أموال المودعين، وقضت على ماضي تعبهم ومستقبل معيشتهم، في الجنوب، ورغم كل هذا التغَوُّل السلطوي، إنبرت مجموعة من الناشطين للتصدي بمسؤولية ملحوظة، لعملية تشكيل اللوائح الإنتخابية، وأخص بينها دائرة الجنوب الثالثة حيث ولدت لائحة “معا نحو التغيير” .

التحدي الأول الذي فازت به قوى الإعتراض في الدائرة الثالثة، هو التوحد في لائحة واحدة رغم ما لحق ببعض الشخصيات الفاعلة من حيف

التحدي الأول الذي فازت به قوى الإعتراض في الدائرة الثالثة، هو التوحد في لائحة واحدة، رغم ما لحق ببعض الشخصيات الفاعلة من حيف، حيث اجتمع بعضهم في لائحة غير منافسة – على احترام أعضائها وموقفهم- واعتكف آخرون، وتنحى آخرون دون أن يتراجعوا.

إقرأ أيضاً: هدم الإهراءات..صدى إنفجار المرفأ ما يزال مدوياً!

أما التحدي الثاني الذي ربحته هذه القوى، بل تفوقت به، فهو النوعية التي تقدمت بها الى جمهورها، من حيث اختيارها وتبنيها لنخبة من أبناء الجنوب، يشبهون الجنوب في غناه الفكري والأخلاقي، في تنوعه ووحدته، في ناشطيه ومغتربيه، يشبهونه في مظلوميته وفي ثورته في آن. وللتاريخ، فالجنوب لم يخضع ولم يستكن لظالميه منذ جدودنا الأولين.

التحدي الثالث والأهم، وهو التحدي المستمر حتى لحظة إقفال صناديق الإقتراع، فهو تحدي الوصول إلى وجدان الناخب الجنوبي ومحاكاة آلامه وآماله، والوقوف على هواجسه، وجها لوجه، وعلى الشاشات، وعلى وسائط التواصل كافة. على المرشحين أن يدقوا الأبواب فيما أتيح لهم من وقت، ليقولوا للناخب الجنوبي، نحن البديل الذي يطمئنك ولسنا الدخيل الي يخيفك، كما يسعى مفسدو السلطة إلى إشاعته.

التحدي المستمر حتى لحظة إقفال صناديق الإقتراع هو الوصول إلى وجدان الناخب الجنوبي ومحاكاة آلامه وآماله

إلا أن جُل ما أسلفت، يبقى ناقصا وأبترا وعاجزا، ما لم يبادر الناخب الجنوبي الى ملاقاة مرشحه إلى منتصف الطريق، محاورا، مستكشفا، متعاونا، متشاركا. فالعلاقة الأسمى والأمثل هي التشارك بين الوكيل والأصيل، وليس المتاجرة والمقاولة كما هي الحال اليوم.

لقد آن للجنوب أن يعود إلى أهله.

السابق
هدم الإهراءات..صدى إنفجار المرفأ ما يزال مدوياً!
التالي
«حزب الله» يَستدعي «الأمن الرسمي» للتخلص من «زعران الضاحية»..ولا يتخلى عن «الأمن الذاتي»!