لبنان «الغائب الأكبر» عن زيارة عون للفاتيكان!

البابا فرنسيس ميشال عون
ما الجديد الذي يمكن أن تحمله زيارة رئيس الجمهورية إلى الفاتيكان؟ الارجح ليس الكثير، في ظل إصرار المجتمع على عدم مد يد المساعدة إلا بعد تنفيذ الاصلاحات، و في ظل إنشغاله بما يحصل في أوكرانيا.

تقلص حضور لبنان الرسمي في المحافل الدولية منذ إنتفاضة 17 تشرين، وما تلاها من تشكيك دولي بشرعية الطبقة السياسية في لبنان. ثم أتت جائحة كورونا وتدابيرها لتزيد من هذه العزلة على مدى السنتين الماضيتين، ولم يسجل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الخارج خلال هذه الفترة،  إلا زيارات معدودة على أصابع اليد الواحدة أبرزها إلى دولة قطر، واليوم تُسجل له زيارة إلى حاضرة الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس والرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا، فما الجديد الذي يمكن أن تحمله هذه الزيارة للأزمة اللبنانية المستفحلة وقد بدأ العد التنازلي لإنتخابات نيابية يترقب المجتمع الدولي نتائجها، وعلى بعد أشهر من نهاية ولاية الرئيس عون الرئاسية، وفي ظل إنشغال تام لدول العالم بما يجري في أوكرانيا؟

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «غارات إنتخابية» لـ«حزب الله» على بعلبك الهرمل «تقصف» قوى المعارضة!

يجيب مصدر مطلّع “جنوبية على هذه الاسئلة بالقول أن “الزيارة هي لإعادة صورة الرئيس عون إلى الساحة الدولية خصوصا بعد فترة إنقطاع بعد أكثر من عامين، بالإضافة إلى طلب المساعدة والدعم المعنوي من الفاتيكان الحريص على مصلحة لبنان”، لافتا إلى أنه “من المرجح أن يتظهّر هذا الامر من خلال طلب قداسة البابا من الجانب الفرنسي (المتابع للملف اللبناني) أن يحث المجتمع الدولي بإيلاء الوضع اللبناني الاهتمام اللازم خصوصا أن كل الانظار تتجه لما يجري في أوكرانيا”.

طبارة لـ”جنوبية”: زيارة عون إلى روما “إبرة فيتامين” للعهد

من جهته يصف سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة ل”جنوبية” “زيارة الرئيس عون إلى فاتيكان بإبرة فيتامين في آخر العهد، وللتذكير بشرعيته كرئيس للجمهورية وبحضور لبنان في الساحة الدولية وبأنه ليس معزولا”، لكنه “لا يعتقد أن لهذه الزيارة اي مفعول سياسي، لأن الفاتيكان ليس لديها أدوات فعلية لإنتشال لبنان من أزمته، بل لديها سلطة معنوية على دول العالم لحثهم على مساعدة لبنان”.

ويشدد على أن “المجتمع الدولي لم يترك لبنان لكن لديه شروط لهذه المساعدة وهي لم ولن تتغير، وفي السنة الاخيرة للعهد تراجع الاهتمام الدولي بالتواصل مع الرئيس عون، كما أن المجتمع الدولي مهتم  بأن لا ينهار لبنان، ولذلك يتم تقديم المساعدات ولكن ليس بالشكل المطلوب، لأن لا ثقة دولية بالمنظومة الحاكمة”.

ويختم:”الزيارة لن تغير هذا الواقع بل تدعم العهد معنويا خصوصا إذا زار البابا لبنان قبل تشرين أول المقبل وأنا أستبعد ذلك”.

طرابلسي لـ”جنوبية”: لبنان في حاضرة الفاتيكا يذكر العالم بمأساته

على ضفة بعبدا يصف عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار طرابلسي الزيارة “بالهامة للغاية لما لها من دور في الرأي العام العالمي الاوروبي والمسيحي”، موضحا ل”جنوبية” أن “رئيس الجمهورية يريد إيصال موقف لبنان من أمور عديدة إستراتيجية، وطلب دعم قداسة البابا في المنتديات العالمية والمحافل الدولية، للحفاظ على حقوق لبنان في وقت صعب، خصوصا أن الخناق على لبنان كان قويا جدا منذ بداية الازمة وأدى إلى تداعيات”.

ويرى أن “لبنان يحتاج إلى دعم لكي يتمكن من النهوض مرة ثانية، والواضح أننا في منطقة تتصارع فيها القوى الدولية، وكلما إشتد الصراع زاد الضغط على لبنان، لذلك يحاول الرئيس عون تجنيب لبنان لهذه التداعيات، ويفتح آفاق جديدة للخروج من الازمة”، لافتا إلى أن “العالم كله منشغل بما يحصل في أوكرانيا، ورئيس الجمهورية يجد في الفاتيكان صوت يذكر الدول بالاهتمام بلبنان، لأنه من الواضح أن المجتمع الدولي، حتى في المساعدات الاجتماعية سيصب إهتمامه لأوكرانيا”.

ويختم:”لبنان متروك بأزمته وحده، وتركيز الضوء عليه في حاضرة الفاتيكان بغاية الاهمية ويذكّر العالم بمأساتنا”.

السابق
هل سترتفع ساعات التغذية؟
التالي
ارتفاع جديد.. اسعار المحروقات تحلّق!