علي عبد الهادي مغنية أيقونة جنوبية و«شهيد الحياة»!

علي عبد الهادي مغنية

علي عبد الهادي مغنية، أيقونة جنوبية، ابن قرية طيردبا الجنوبية في قضاء صور، غادر الحياة قبل سنة، انضم الى قافلة الشهداء المظلومين ، قبل أن يكمل عقده السادس، مات بعدما استفحل المرض في روحه وجسده. مات بعدما فشِل في مقاومة المرض على عكس نجاحه في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي على مدى عمره كله.

إقرأ أيضاً: الخوري يوقع مرسوم تعيين «قضاة التمييز».. والدعاوى «تحاصر» البيطار!


عاش علياً في أرضه وفي عينيه وعقله، اختار حياة العُزلة والعيش في كنف ذاته، بعدما خسر ومضات الأمل المُنبعثة من كفاحه الطويل ، الى أن خذلته البلاد وحكّامها وأحزابها والحركات الظلامية.
خذله أولاً حزبه اليساري الشيوعي، بعدما غضّ الطرف وحجب عنه أبسط الاهتمام والعناية،بحسب اوساط عائلته و معارفه، ولم يقدّر دوره الفاعل الفعّال في المقاومة الوطنية التي كانت عقيدته وحركته ونشاطه اليومي. خذله الحزب الشيوعي اللبناني بعدما تجاهل “عظمة” حضوره في حركة الحياة والوجود والمقاومة.
لم يلتفت الى عُزلته وأسبابها، تركه وحيداً في مهب الألم والحاجة والنسيان.
والخيبة الأكبر، والمصيبة أو الكارثة الأعنف تمثّلت بما عاناه علي مغنية من حصار “أبناء الأمر الواقع ” له ، أثناء الاحتلال الاسرائيلي للجنوب وبعده وحيث كان يعيش ويسكن.
مات علياً، شهيداً : خيبتان تلقفهما، من حزبه ومن جماعة الأمر الواقع، لم يستطع تحملهما، فكان “النّصر” للخيبة الثالثة، خيبة الاستسلام للمرض والموت البطيء. فامتشق عُزلته في قريته ، وعاش وحيداً (لسنوات ) بانتظار لحظة العدم. لكنه لم يقفز الى العدم ، إنما دُفِع الى العدم ، فسقط بضربة القهر القاضية.

السابق
الخوري يوقع مرسوم تعيين «قضاة التمييز».. والدعاوى «تحاصر» البيطار!
التالي
رجل الأسد ظهر مجددا.. علي مملوك عاد لمراقبة الانتخابات في لبنان!