طوى محمد زيداني (ابو احمد) عمرا ، يقترب من عمر نكبة فلسطين، مغادرا أهله الفلسطينيين و اللبنانيين، دون ضجيج، بعدما هده المرض، واقعده لشهور، في منزله، في أطراف مخيم البص، على تخوم مدينة صور.
أمضى عضو قيادة حركة فتح في لبنان ومستشار اللجنة الأولمبية الفلسطينية في دول الشتات، اللواء ابو احمد زيداني ، اكثر من خمسين عاما مقاوما على الجبهات في صفوف الثورة الفلسطينية، وناشطا اجتماعيا مواكبا للنشاط الثقافي في صور وبلدات وقرى المنطقة، حيث نسج علاقات وطيدة مع مختلف القوى اللبنانية والهيئات الأهلية. ولم يترك حدثا او مناسبة الا ويكون فيها، سواء مواسيا أو حل المشاكل .
ابن بلدة الدامون الفلسطينية، قرب مدينة عكا، لم يستسلم ، فقد ولد في لبنان بعد عامين من نكبة فلسطين وتهجير أهله إلى لبنان، وبقي حنينه إلى أرض فلسطين ، التي كحل عينيه فيها لأول مرة في المؤتمر الخامس لحركة فتح ، الذي انعقد في مدينة رام الله، قبل أكثر من عشر سنوات، فاحس نفسه انه ولد من جديد، بعدما كانت فرحته ، فرحتان ، فرحة وطأ قدميه أرض فلسطين . وفرحة لقائه بشقيقته ، التي بقيت مع زوجها في الدامون، بعد تهجير اهلها الى لبنان، فكانت المرة الوحيدة التي يتعرف إليها وجها لوجه ويضمها.
