بين إنكفاء الحريري وإندفاعة السنيورة..الطائفة السنية «تنتخب»!

ميقاتي ودريان والسنيورة
يبدو ان الرئيس فؤاد السنيورة، نجح في إرساء أرضية إنتخابية بديلة "إختيارية" للطائفة السنية، من شانها ان تخفف من الآثار السلبية القريبة و البعيدة المدى على أبنائها، جراء قرار الرئيس سعد الحريري الإبتعاد عن المشهد السياسي والإنتخابي، الذي لاقاه السنيورة في منتصف الطريق، فعزف عن الترشح لا عن الإنخراط في الإنتخابات، عبر تشكيل لوائح أو رعايتها.

الانكفاء الذي قرره الرئيس سعد الحريري عن الانتخابات النيابية مع “تيار المستقبل”، لا يزال يرخي بظلاله على المشهد السياسي والانتخابي. وهو موقف امتد إلى معظم اقطاب السنة من رؤساء الحكومات السابقين وغيرهم من النواب الحاليين، ويطرح المزيد من التساؤلات حول المشهد السياسي داخل الطائفة السنية، ومدى انعكاسه على لبنان عموما.

على أن اندفاعة الرئيس فؤاد السنيورة، للانخراط في المواجهة الانتخابية من دون أن يترشح، عبر عن ارادة سياسية من داخل مظلة الحريري، ومن خارجها السني ايضاً، غايتها عدم ترك الناخب السني نهبا للاطراف النهمة، لابتلاع التمثيل السني والبلد عموما.

يعتقد بعض المؤيدين لخطوة السنيورة دعم لوائح متنوعة في بيروت الثانية وصيدا والبقاع والشمال، أن “الهدف هو منع حزب الله وحلفائه من تحقيق اهدافهم في نيل الأكثرية، التي تتيح لهم تعديل الدستور وتشريع السلاح غير الشرعي، وانتخاب رئيس للجمهورية تابع ل”حزب الله”.

التنسيق بين ميقاتي والسنيورة قائم ومستمر وعدم الترشح للانتخابات كان قرارا منسقا بينهما و بين تمام سلام

وعلى رغم استياء “تيار المستقبل” من تحرك السنيورة، فإن اوساط قريبة منه تشير ل”جنوبية”، إلى أن “استجابة رؤساء الحكومات السابقين وتناغمهم مع الرئيس الحريري، يجب أن تشكل عنصر تضامن مع الحريري و “المستقبل”، فعدم أقدامهم على الترشح لا يعني ترك الساحة الانتخابية، في ظل عدم وجود قرار أو دعوة، لمقاطعة الانتخابات النيابية من قبل الرئيس الحريري، علما ان الباب فتح واسعا من أجل تجديد النخبة السياسية، والتي يجب أن تكون في موقع مؤيد وغير معاد للحريري، وتشكل صدى إيجابيا لعودته، حين يقرر إستئناف العمل السياسي اليومي”.

بعض المؤيدين لخطوة السنيورة دعم لوائح متنوعة يروون انها تمنع حزب الله وحلفائه من تحقيق اهدافهم في نيل الأكثرية

“التنسيق بين الرئيسين نجيب ميقاتي والسنيورة قائم ومستمر”، بحسب الأوساط، عينها، و”عدم الترشح للانتخابات كان قرارا منسقا بينهما و بين تمام سلام”، فيما تشير مصادر متابعة ل”جنوبية”، إلى “أن ثمة موقفا عربيا، عبر عنه امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط في زيارته الأخيرة إلى لبنان من خلال بعض اللقاءات التي عقدها، مفاده أن اختلال التوازن في لبنان غير مقبول، وان غياب الطائفة السنية لا يمكن ان يوفر حلولا يحتاجها لبنان لبقائه”.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: رغم تراجع اسعار النفط عالمياً..إنخفاض «خجول» للمحروقات اليوم!

وفي هذا السياق، تشير مصادر عليمة ل”جنوبية”، إلى “أن الأسابيع المقبلة تحمل في طياتها الكثير من التحولات الإقليمية والدولية، والتي سيكون لها تأثيرها على المشهد الانتخابي النيابي والرئاسي”، وتفرض “برأي المصادر، “إعادة الاعتبار للتوازن السياسي الداخلي، فيما يجري ترقب الحركة السعودية بالتنسيق مع الفرنسيين، إلى جانب التحولات التي سيفرضها الإتفاق النووي على الموقع الايراني في المنطقة، فضلا عن الموقف الأميركي الذي يتحدث بعض المحللين عن تقارب ملحوظ مع إيران، في وقت تبدو دول الخليج في موقع المعترض، على طلبات واشنطن زيادة الإنتاج النفطي والغاز”.

الأسابيع المقبلة تحمل في طياتها الكثير من التحولات الإقليمية والدولية والتي سيكون لها تأثيرها على المشهد الانتخابي النيابي والرئاسي”


كل ذلك سيكون له تأثير سياسي على لبنان أسوة بالاقتصاد، والعين على موسكو وموقعها ودورها، ليس في اوكرانيا فحسب، بل في الشرق الأوسط وعلى حدود اسرائيل، و ستكون الايام المقبلة، حبلى بالتطورات التي قد تؤدي إلى معادلات جديدة، ربما إحداها، تطيير الانتخابات في لبنان الرئاسية قبل النيابية.

السابق
«الجنوب الثالثة»..«جوجلة» أسماء لا «غبار» عليها!
التالي
٣٩ سنة على غياب إبن الجنوب نصري شمس الدين..«شيخ الأغنية اللبنانية»!