شتان ما بين سماحة الطيب و«سماحة» نصرالله!

السيد حسن نصرالله
شتان ما بين الموقف الاسلامي الانساني الذي اتخذه شيخ الازهر في مصر بالنسبة للحرب في اوكرانيا، مقارنة بالموقف الذي اتخذه حزب الله بلسان امينه العام السيد حسن نصرالله، والذي يناصر فيه الروس رغم انهم المبادرين لغزو دولة جارة أضعف منهم واصغر منهم بكثير في المساحة وعدد السكان.

لقد أكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور الشيخ أحمد الطيب سماحة الإسلام بتغريدته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال فيها منذ أيام : ” ما نشاهده من ترويع الأوكرانيين الآمنين، وخروجهم من ديارهم بحثاً عن الأمن والأمان؛ لهو اختبار حقيقي لإنسانيتنا، أدعو المجتمع الدولي لمضاعفة المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وبذل مزيد من الجهد لوقف الحرب، وأسأل الله أن يُعجل بذلك ويعود هؤلاء الأبرياء إلى ديارهم سالمين ” ..  

اسلام السلام لا الحرب 

     هذا الموقف الديني والإنساني الذي يعكس وجهة نظر الإسلام الحقيقية،  في الدعوة إلى السلام والأمن ومناهضة العنف والقتل والحروب الدموية العبثية، التي تدمر الحياة وأسباب البقاء على هذا الكوكب، وتطال الأبرياء والآمنين الذين لا ذنب لهم في صراعات مصالح القوى الكبرى ..  

    والشيخ الطيب جسد برؤيته هذه القيم الدينية السمحة بأجلى معانيها، وهكذا ينبغي أن تكون دعوات علماء الدين في العالم، للحد من العنف وإصلاح ذات البين ورأب الصدع بين الدول والقوى المتنازعة في العالم ..

  نصر الله لا ينفك عن الدعوة للوقوف إلى جانب روسيا التي تغزو ارض جارتها الأضعف مسببة سقوط الاف القتلى والجرحى 

     على مقلب آخر، نرى بالأمس حماس أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله غير المباشر، للوقوف إلى جانب روسيا التي تغزو ارض جارتها الأضعف، مسببة سقوط الاف القتلى والجرحى، مشجعا بموقفه هذا استمرار الحرب الدموية وديمومة أعمال العنف والقتل التي تطال طرفي النزاع ومن لا دخل لهم في النزاع في آن معاً، كل هذا تشجيعا لمحور الممانعة الذي تقوده ايران المتحالفة مع روسيا بوتين، صاحب المشروع اليائس لانعاش معسكر الاتحاد السوفياتي البائد ولو على حساب جماجم الشعوب المستضعفة. واذا كان اليوم يذوق مرارتها الشعب الاوكراني، فان الشعب السوري منذ سبع سنوات، يذوق مرارة القتل والتدمير والتهجير بواسطة الطيران الروسي، الذي يقصف كل يوم مدنهم وقراهم دعما لنظام الأسد. 

ما عبر عنه شيخ الازهر بالنسبة للحرب الاوكرانية والدعوة الى السلام هو الموقف الحقيقي للإسلام

 فهذا الموقف من السيد نصر الله لا يُجسد روحية العالم الديني، الذي ينبغي أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الصلح ونبذ الخلاف، وهو منهج جميع الأنبياء في الدعوة إلى الله، الذي عبر عنه شيخ الأزهر بالنسبة للحرب الاوكرانية، فحماس حزب الله غير المباشر لاستمرار الحرب، لا يعكس روح السلام التي يتميز بها الدين الإسلامي الحنيف، وهو إذا يُصر على ضرورة حياد الحكومة والدولة اللبنانية، من الأزمة الروسية الأوكرانية، وإذ يُصر على تخوين الخارجية اللبنانية واتهامها بفبركة بيانها حول الأزمة، بالتعاون مع سفارة عوكر، هو إذ يفعل ذلك كان ينبغي عليه أن يدعو الى وقف الحرب، التي قد تحرق الأخضر واليابس، ولن يسلم لبنان واللبنانيون من تبعاتها. 

 فما هكذا تورد الإبل يا سيد !  

السابق
احذروا.. طريق ضهر البيدر مقطوعة الى صباح الاثنين!
التالي
على ثبات مقلق.. كم سجّل الدولار في السوق السوداء مساءً؟