خاص «جنوبية»: نواف سلام لن يترشح في «جلباب» السنيورة ولن يخرج من «ثوب» الحريري!

نواف سلام
تنتظر القوى السياسية البيروتية بإهتمام بالغ، ما سيتخذه السفير نواف سلام من قرار، لخوض الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل من عدمه.

نظرا لتخبط هذه القوى من ضعف المرشحين، الذين يهمسون “البيارتة” في سرهم انهم “لا يرتقون الى مستوى تمثيل المدينة وتاريخها العريق”.

وفي معلومات خاصة ل “جنوبية” ان “محاولات حثيثة تجري داخل قوى بيروتية عدة، وداخل مشارب المجتمع المدني المتعددة في سعي لاقناع السفير  سلام ليكون أحد أبرز العاملين على خط توحيد لائحة في بيروت الثانية”.

ولا تخفي المصادر “:ان تضاربا قد يحصل في حال وافق سلام، الذي سيتبلور قراره النهائي بداية الاسبوع المقبل، اي قبل ساعات من اقفال باب الترشيح منتصف ليل 15 آذار الجاري، بسبب سعي الرئيس فؤاد السنيورة لاستنهاض حالة سنية نخبوية متقدمة، ينتقي منها مرشحين للانتخابات على كل الاراضي اللبنانية، يشرف عليها مباشرة خارج اطار ترشحه الشخصي لحين بروز موقف سلام”.

محاولات حثيثة لاقناع سلام ليكون أحد أبرز العاملين على خط توحيد لائحة في بيروت الثانية

وتؤكد المصادر ل “جنوبية” ان الدكتور  سلام يدرس جديا  عملية ترشيحه، لكن بعد استمزاج آراء نخبوية وسياسية عدة، ودراسة الارضية الشعبية جيدا، وهو يفضل ان يترشح في حال اراد، من بوابة المجتمع المدني في شموليتها الوطنية الكبرى وفي مطالبها المحقة المنطلقة من ثورة 17 تشرين، وليس من بوابة التنافس السني لمواجهة مشروع “حزب الله” فقط، لانه يعتبر ان ممارساته الوطنية في الدفاع عن لبنان، وتمثيله حضورا وديبلوماسية في اكبر محفل دولي هو تمثيل وطني وليس طائفي”.

وينقل مقربون من سلام انه “يفضل ان يكون خارج الاطار الذي يرسمه الرئيس السنيورة، بسبب موقف اللبنانيين المنضويين بصفوف “الثورة”، الذين بعتبرون السنيورة احد رموز المنظومة، وهو محط صراع وتباين بين اللبنانيين، لجهة الدين العام الذي يرزح تحته لبنان، فضلا عن انه مهندس السياسات المالية مدة عقدين من الزمن”.

إقرأ ايضاً: محسوبيات «الثنائي» تُعرقل المساعدات لفقراء الجنوب..و«عاصفة الخطف» تلفح البقاع مجدداً!

ويضيفون “ان سلام لا يستسيغ الدخول وسط حركة التباينات الظاهرة بين الرئيس السنيورة والرئيس سعد الحريري، لكونه يكن وفاء واحتراما للاخير لاسباب عدة، وتعيينه في منصبه كرئيس بعثة لبنان الى الامم المتحدة، فضلا عن انه لا يحبذ الظهور بمظهر التمثيل الطائفي، او بسعي لوراثة الحريرية السياسية كما هو حاصل من اكثر من طرف، وهو ايضا بعيد عن كل المجموعة المرتبطة بالسنيورة وماكينته، لكونها لا تشبهه قناعة وممارسة، و لانها كانت الى حد بعيد جزء لا يتجزأ مما وصلت اليه الحريرية السياسية على مستويات عدة بتفاعلاتها السلبية”.

سلام يفضل ان يكون خارج الاطار الذي يرسمه السنيورة بسبب موقف اللبنانيين المنضويين بصفوف “الثورة”

وتكشف مصادر مواكبة لسلام في زيارته الاخيرة لبيروت ل “جنوبية”، انه اطّلع على نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت أن أرقاما عادية، وليست متدنية كما ذكر من ترشحه، لكونه لم يطرح برنامجا ولم يظهر حتى الساعة ضمن اطار الترشح الجدي، بل كان يظهر كديبلوماسي متقدم يتحدث في الآفاق الاقليمية الدولية، اكثر من حديثه عن المجريات الداخلية بزواريبها الملتوية”.

وفي المقابل تؤكد “ان هناك  اندفاعة غربية اميركية – فرنسية باتجاه ترشيح سلام في بيروت، لا سيما بعد انكفاء الحريري وتمام سلام، ولقطع الطريق على المتربصين والساعين الى مصادرة قرار بيروت السياسي، وتظهيره بمظهر خارج عن قناعاتها الوطنية والعربية، وهو معروف ابن عائلة سياسية عريقة لها تاريخها السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بيروت”. وتضيف”: وبالتالي يمكن لسلام أن يقود لائحة العاصمة، ويمثل اهلها من كل الطوائف حقيقة، فضلا عن تشكيل حالة بديلة قادرة على ملء الفراغ الذي سببه غياب الرئيس سعد الحريري، برؤى متقدمة ونوعية لمواجهة مشروع حزب الله سياسيا وعمليا على الساحة اللبنانية، خصوصا وان لنواف سلام مصداقية دولية في ممارساته على سنوات خلت في اروقة الامم المتحدة، وفي الدوائر الغربية التي تقدر ذلك وتنظر اليه بعين الامل لتوحيد ما يعرف بقوى السيادة، وبإخراجها من حالات التفكك والتباينات، التي ظهرت جليا في محطات عدة وكانت من اسباب انكفاء الحريري عن الساحة السياسية وضعف مجموعة 14 آذار”. 

اندفاعة غربية اميركية – فرنسية باتجاه ترشيح سلام في بيروت لا سيما بعد انكفاء الحريري وتمام سلام

وتجزم مصادر سياسية مواكبة لحركة بيروت الانتخابية، انه من الواضح أن “ترشح سلام اذا حصل، سيخفف من هجمة بهاء الحريري غير الواضحة، مشروعا وافكارا، و سيُعطي لائحة المجتمع المدني دفعًا قويًا، لكونه احد المرشحين الدائمين لرئاسة الحكومة بعد في فترة  17 تشرين، ولم ينغمس بتاتا بالممارسات السياسية الضيقة، وبارتكابات طالت من مارس السلطة منذ 3 عقود وحتى اليوم، وان حضوره الفاعل دوليًا وخبرته واسمه، تعتبره قوى المجتمع المدني الجاذب الأكبر للناخب البيروتي، وتعوّل على أن ينجح بتأمين حاصل أو حاصلين اضافيين للائحة في بيروت”.

وتتابع:: كما وان تواجده كمرشح سيعطي دفعًا للوائح “الثورة” في مختلف المناطق لا سيما “السنية” منها، كون واقعها يفيد أن نسبة التصويت فيها ستتراجع في الاستحقاق المقبل لسببين، الأول غياب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، والثاني عدم بروز بديل فعلي يحمل مشروعًا حقيقيًا على صعيد كل لبنان”.

وتشير المصادر إلى “أن الأيام المقبلة يفترض أن تتحدد معالم التوجه السني للمرحلة المقبلة، وكيفية التحضير للانتخابات، ونسج التحالفات الانتخابية، و مما لا شك فيه  أن معركة الانتخابات النيابية هذا العام، ستشهد شراسة غير مسبوقة في العديد من المناطق والدوائر، وخصوصًا دائرة بيروت الثانية”.

السابق
محسوبيات «الثنائي» تُعرقل المساعدات لفقراء الجنوب..و«عاصفة الخطف» تلفح البقاع مجدداً!
التالي
جريمة نسائية..سوري أراد الزواج «ثَانِيةً» فقتلته زوجته!