لن يكون لبنان المرهق بالأزمات، بمنأى عن كل ما يحصل، وانعكاسات ذلك بدت جلية في بلد”مهزوز” يفتقر لأدنى مقومات المواجهة للظروف المستجدة، فاسترتيجيات التخطيط “معدومة”، والحصول على غذاء “مرهون” باستيراد بات في مهب “انتظار تسوية” قد لا تحصل، مع توقّعات بازدياد الطلب على السلع وفقدانها، والحديث عن خلل في كميات القمح و الطحين والزيت.
اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «تحييد» قائد الجيش عن ملف «تفجير التليل» وإستدعاء ضباط من «الصف الأول»!
وللوقوف على مدى توفر الكميات اللازمة من المواد الغذائية و مصير الأمن الغذائي للبنانيين، أوضح نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي لـ”جنوبية” أن “لبنان يستورد من أوكرانيا وروسيا بشكل أساسي القمح والزيت النباتي، وهناك أصنافاً أخرى، ولكنها أقل أهمية”.
ولفت الى “أن لبنان يستهلك سنوياً 100 ألف طن من الزيوت (دوار الشمس، صويا، ذرة، وغيرها)، ولكن الأكثر استيراداً في السنوات الأخيرة هو دوار الشمس بنسبة 90% ، ويتم استيراد 60 % منه من أوكرانيا و30% من روسيا”.
المشكلة تكمن في الصناعة المحلية الخام التي يتم استيرادها أيضاً
وشدد على “أن المشكلة تكمن في الصناعة المحلية أوتلك المستوردة، لأنه حتى في الصناعة المحلية الخام يتم الاستيراد من روسيا ومن أوكرانيا، وبالتالي فإن الموضوع لا يقتصر على البضاعة المستوردة فقط، بل أيضاً المحلية لأن مصادرها من الخارج”، مشيراً الى أن” الأزمة الأوكرانية ستؤثر على الإمداد بالزيوت، خصوصاً في تلك المرحلة الإنتقالية غير الواضحة المعالم في أوكرانيا”.
وأشار بحصلي “إلى أنه في الوقت الحالي الحرب قائمة، وهناك مشكلة أن الشحنات معطلة وهناك مشكلة في الإمداد، لذلك الترقب لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور هناك، وما إذا سيكون هناك تسوية ويعود تسليم البضائع المصنعة التي شُحنت وننتظر تسليمها”.
وعن مدى التهديد الذي سيطال الأمن الغذائي في لبنان جراء ما يحصل، اعتبر بحصلي “أنه لم نصل الى مستوى خطير، ولكن هناك مشكلة، وخصوصاُ في مادة الطحين واستلام شحنات القمح ، ويتم معالجة المشكلة بين التجار والمطاحن ووزارة الإقتصاد”، لافتاً الى” أنه بخصوص الزيت يوجد مخزون في البلد ولا أرقام محددة عن الكميات، كما هناك شحنات عالقة تنتظر حلحلة الأزمة الأوكرانية لتسلك طريقها من مصدرها الى لبنان، ويعود الإمداد الى طبيعته”.
الأزمة الأوكرانية ستؤثر على الإمداد والشحنات معطلة بانتظار حلحلة
وشدد على “أن البضائع التي تصل الآن هي مطلوبة من أشهر، وفي حال نريد طلب كميات جديدة ستحتاج الى أشهر لتصل، وكل ذلك يتوقف على استتباب الأمور اللوجستية، لمعاودة الإمداد ووصول الشحنات المصنعة المنتظرة”.
الأمور ضبابية من ناحية الكميات الموجودة وأزمة الزيوت عالمية
وأكد بحصلي “على أن الأمور حالياً ضبابية من ناحية الكميات الموجودة، وأزمة الزيوت النباتية هي أزمة عالمية لا تقتصر على لبنان فقط، وبدأت قبل الأزمة الأوكرانية التي فاقمتها”، مشيراً الى “أنه تم التحذير بداية العام من الإرتفاع الحاد للزيوت من مختلف البلدان، وكان هناك اجراءات وقائية تحضيراً للتموين لفترة رمضان، ولكن للأسف الأزمة الأوكرانية قلبت الموازين”.
واعتبر أن “المرحلة هي فترة ترقب ريثما تتحلحل المشكلة الأوكرانية ليعود الإمداد و تصل الشحنات وتسلك الأمور الى مجراها”.
هاني بحصلي يتحدث لـ” جنوبية” عن تجاوزات بتسعير المواد الغذائية.. الانخفاض حصل وسينخفض أكثر في حال ثبت سعر الصرف
