كل المؤشرات توحي بأن التيار الأزرق ليس بخير، اذ يبدو ان هذه المرحلة سوف تشهد العديد من الانشقاقات لصقور “المستقبل” قبل الاستحقاق النيابي، نظرا لعدم انسجامهم مع قرار الرئيس سعد الحريري بعدم المشاركة بالانتخابات وتعليق العمل السياسي.
ومن هؤلاء الصقور، برز موقف الرئيس فؤاد السنيورة الرافض لقرار الحريري لجهة عدم ترك الساحة السّنية للفراغ الذي سيملأه الدخلاء او حزب الله، ما أوحى بنشوء معسكرين داخل التيار بين من يلتزام بقرار الحريري من جهة، وبين من يؤيد موقف السنيورة. وهو الخلاف الذي كشفه نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في حديث صحفي.
إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «زحمة» قضاة فرنسيين على خط لبنان.. ابحث عن كارلوس غصن وزياد تقي الدين!
وكان اللافت، كشف علوش ايضا، تأييده للسنيورة، لأنه لا يجوز ترك الفراغ يتوسع. هذا الموقف عرّض علوش لحفلة انتقادات وصلت الى حد مطالبته من قبل عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” ميرنا منيمنة، بالاستقالة، اذ كتبت عبر تويتر: “دكتور علوش.. لك حرية القرار والاختيار. وبكل احترام، وفقاً للأصول التنظيمية وانسجاماً مع تعاميم المستقبل، قدم استقالتك من التيار، واعمل ونسق حيث تشاء”.
نشوء معسكرين داخل التيار بين من يلتزام بقرار الحريري من جهة وبين من يؤيد موقف السنيورة
في السياق، شدّد علوش في حديث لـ “جنوبية”، على ان منيمنة لا تستحق الردّ”، وتابع “لا أعلم ما الذي دفع منيمنة للتفوّه بهذا الكلام
واكد على ان “مسؤوليته تقع أمام الحريري وهو ترك أمر الاستقالة في عهدته، الا ان التافهين بدأوا بالكلام”، مشددا على انه “ثمة تواصل بينه وبين الحريري بشكل يومي”، لافتا الى انه “قال للحريري إذا كان يرده ان يستقيل فهو سوف يستقيل”.
علوش: منيمنة لا تستحق الردّ
وعن إمكانية ترشحه للانتخابات مقابل خروجه من المستقبل، قال علوش ان “وجوده في التيار أهم من أي ترشح، ولكن أيضا مصلحة البلاد تهمني أكثر”، وتابع “ليس من الضروري ان اترشح ولكن أنا مؤيد للجهد الذي يقوم به السنيورة”.
علوش: ليس من الضروري ان اترشح ولكن أنا مؤيد للجهد الذي يقوم به السنيورة
من جهة ثانية، كان بارزا سلسلة البيانات والمواقف التي صدرت من قبل مسؤوولين في التيار بعد كلام السنيروة وعلوش عبر تأكيدهم على التزامهم بقرار الحريري بعدم الترشح، اذ صدر عن مكتب النائب الأسبق سليم دياب بيان نفى فيه ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات عن نشاطه الانتخابيا، تارة ترشحاً، وتارة أخرى بتشكيل و/أو دعم لائحة معينة عن دائرة بيروت الثانية.
كما عقدت منسقية جبل لبنان الجنوبي في تيار المستقبل سلسلة لقاءات مع الدوائر والقطاعات والشّعَب للتباحث في شؤون التيار، مؤكدة على ضرورة الالتزام التام بهذه التعاميم، والتأكيد على عدم تبني أي مرشح، والتشديد على أن لا مرشحين لتيار المستقبل في الاقليم كما في كل لبنان.
