العلامة صبح يُفعِّل حركته في إتجاه رئاسة المجلس الشيعي

السيد احمد صبح
كانت منذ سنوات، وما تزال المعركة التنافسية قائمة بين مجموعة من رموز الحوزة الشيعية، لاختيار رئيس رابع منهم لتولي مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، خلفاً للرئيس الثالث للمجلس الإمام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان، خصوصاً وأن غياب الإمام قبلان عن الإدارة الفعلية للمجلس، بسبب مرضه قبل وفاته وبعد وفاته منذ أشهر، أحدث هذا الغياب فراغاً كبيراً في وظائف مختلف دوائر المجلس ، والتي ما زالت تعاني من هذا الخلل الذي يحتاج إلى إصلاح وتنظيم من جديد.

  بعض الجهات الحوزوية  كانت قد اقترحت قبل قرابة ثلاث سنوات، تولية العلامة السيد رضا حسين صبح لهذا المنصب، ونُشرت العديد من المقالات التي تبين فضيلة العلامة صبح وجدارته العلمية والفقهية، فهو من الذين قضوا ما يزيد عن ثلاثة عقود في الدراسة الحوزوية في حوزة قم المقدسة، حتى نال ثلاث إجازات في الاجتهاد والفقاهة؛ إحداها من أستاذه المرجع الراحل الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني  صاحب أكبر حوزة دينية في قم المقدسة المسماة بحوزة أبي صالح.

إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: «دولار النوروز الإيراني» يُغرق السوق..هل يصل إلى 15 ألفاً في آذار؟

وقد لازمه العلامة صبح ولازم دروسه الفقهية والأصولية لقرابة عشرين سنة، حتى حاز على يديه فضيلة الاجتهاد التي بها يتوافر فيه أهم شرط، لمن ينبغي توليته رئاسة المجلس الشيعي  بحسب ما ينص عليه قانون تأسيس المجلس؛ وصنف العلامة صبح في هذه المرحلة العديد من الكتب الفقهية والأصولية منها شرحه الأصولي على كتاب : ” قوانين الأصول ” ، وشرحه وتعليقته الفقهية على كتاب : ” الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ” ، ومنها رسالته الفقهية : ” مسألتان شائكتان في الحج ” ، وكتابه : ” المرجعية والأعلمية ” ، إلى جانب كتب أخرى كتبها قبل ذلك ، يضاف إلى كل هذا رصيده الاجتماعي ومناقبيته الأخلاقية ، واهتمامه بشؤون الناس وحاجات الفقراء والضعفاء من خلال مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والخيرية.

برنامج اصلاحي للمجلس الشيعي

وقد ترافقت الحملة للدعوة إلى ترئيسه للمجلس الشيعي، عرض العلامة صبح لبرنامجه الإصلاحي فيما لو وقع اختياره لتولي رئاسة مجلس الملة، وذلك في ضمن دراسة نشرها العلامة صبح من نقاط أربعين عُرفت بالأهداف الأربعين، وبقيت هذه الأهداف تأخذ مداها في الأخذ والرد في الوسط المشيخي، ووجد الخبراء فيها برنامجاً متكاملاً، يمكنه أن ينهض ببيت الطائفة الشيعية والمؤسسة الرسمية الدينية، كما يمكنه صيانة أوضاع علماء الدين الذين قد لا يتجاوز عددهم الألف وخمسمئة، يحتاجون إلى الرعاية المعيشية ليتابعوا شؤون الدعوة في مختلف المراكز الدينية دون تكفف ما في أيدي الناس.

العلامة صبح من الذين قضوا ما يزيد عن ثلاثة عقود في الدراسة الحوزوية في حوزة قم المقدسة

ومما ورد في هذه الأهداف الأربعين بنود تدعو لتنظيم وضع الأوقاف الشيعية، كما ورد فيها مشروع لتأسيس بيت مال للمسلمين يديره المجلس وتجتمع فيه الحقوق الشرعية النقدية لتقسيمها على المستحقين تحت إشراف المجلس، كما ورد في الأهداف الأربعين دعوة للالتفات لمشاكل المغتربين وتقديم المساعدة التنظيمية والقانونية لهم في مجالات شتى، إلى جانب العديد من الأفكار التي رأى فيها الخبراء إمكانية لنقل المجلس إلى مرحلة حضور أقوى في التمثيل ..

جدارة السيد صبح

وفي هذا الإطار قام في الأيام الأخيرة العلامة صبح بتفعيل حركته باتجاه المجلس بالتشاور مع بعض النافذين السياسيين لحلحلة بعض عُقد هذا الاستحقاق، كما أطلق مجموعة من المواقف في هذا الاتجاه يوم الأحد الماضي في مجلس التأبين المركزي الكبير الذي عقده في حسينية أبي الرياض الخنسا الكبرى في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك عن روح أستاذه المرجع الديني الكبير الراحل الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني، وحضر هذا المجلس التأبيني علماء وممثلون لمختلف التيارات السياسية في البيت الشيعي.

اصدر العلامة صبح البنود الأربعين لتنظيم اوضاع الطائفة ضمن المجلس الشيعي

وأمام توقف قطار البحث عن رئيس جديد مؤهل لرئاسة مجلس الملة، يرى مراقبون ضرورة النظر بجدية في فكرة تولية العلامة صبح لهذه المهمة بعد الحضور الدائم له إلى جانب العلماء والفقراء في ظل الأزمات الكثيرة الاجتماعية والصحية والمعيشية التي تمر على أبناء الطائفة الشيعية حالياً، خصوصا مع التقصير الجاري حاليا في الادارة المؤقتة التي للمجلس بعد وفاة الامام قبلان، واشتراط الاجتهاد الفقهي والكفاءة لمن يفترض ان يخلفه، وهو ما يتوفر بالسيد رضا صبح.

فهل سيقفل ملف رئاسة المجلس بتولية رئاسته للعلامة صبح؟ أم أن هناك خيارات سياسية وحسابات أخرى تفرض نفسها على واقع رئاسة المجلس؟

السابق
أوكرانيا.. بوتين يبحث عن انقلاب عسكري
التالي
العمالة والخيانة..وجهة نظر!