قراءة في تداعيات العداون الروسي على أوكرانيا…

روسيا اوكرانيا

بالشكل يبدو أن الهجوم الروسي قد نجح تكتيكياً في فرض واقع جديد على الاراضي الاوكرانية، وهذا ما كانت روسيا قد بدات بتنفيذه منذ العام 2014.. ولكن استراتيجياً وعلى المدى الطويل فقد خسرت روسيا كثيراً وسوف نشهد تداعيات ونتائج كثيرة ضخمة وغير مسبوقة وبعضها غير متوقع نتيجة هذا العدوان الروسي على دولة صغيرة نسبياً قياساً على مساحة وحجم وامكانات دولة روسيا الاتحادية… وهنا نتوقف عند اهم النقاط والملاحظات والتداعيات والنتائج على مستوى العالم واوروبا والعالم العربي:

  • استيقظت أوروبا والعالم على طموحات روسيا التوسعية وعدم احترامها للعهود والمواثيق والحدود بين الدول..
  • الولايات المتحدة الاميركية هي المستفيد الاكبر من العدوان الروسي لان ما جرى سوف يدفع باوروبا الى تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً وامنياً لحماية استقرارها.. بعد ان كانت تطالب الولايات المتحدة بسحب جيوشها واسلحتها من دول اوروبا .. وهذا ما ستفعله دول كثيرة في العالم مما سوف يجعل الولايات المتحدة حامية وراعية لمختلف دول العالم الحر..
  • اصبح من الواجب على اوروبا زيادة انفاقها العسكري وتطوير اسلحتها وتوحيد مواقفها لمواجهة الطموحات والاطماع الروسية حتى لا يتكرر في بلد اوروبي آخر ما يجري الان في اوكرانيا… وهذا ما يؤدي الى خفض حجم الانفاق الاميركي على حماية اوروبا وحتى من نسبة التمويل الاميركي لميزانية حلف الناتو.. وهذا ما كانت تطالب به الولايات المتحدة سابقاً دون تجاوب…
  • الاقتصاد الروسي يعتمد على تصدير الغاز والنفط الى دول اوروبا بشكل خاص عبر انبوب الغاز الذي يمر من اوكرانيا واخر عبر تركيا.. ومع انطلاق العقوبات الاميركية والاوروبية على روسيا سوف ينخفض او يتوقف ولو مؤقتاً حجم الاستيراد والاعتماد الاوروبي مصادر الطاقة الروسية، مما يعني تضعضع الاقتصاد الروسي، وبالتالي سوف يحث اوروبا على البحث عن مصادر طاقة جديدة لتعويض االطاقة الروسية…
  • وقف التعاون الاقتصادي الاوروبي والدولي مع روسيا سوف يؤدي الى تراجع الاقتصاد الروسي بشكل كبير وكذلك سوف يتراجع التقدم والتطورالالكتروني في روسيا مع احجام اوروبا والولايات المتحدة عن مشاركة روسيا تطورها وتقدمها الصناعي..
  • اندفاع روسيا نحو التعاون مع الصين، لتعويض غياب التعاون الدولي وخاصةً الاوروبي.. سوف يضع مصالح الدولتين في مواجهة غير مباشرة، نتيجة تضارب المصالح وبسبب التطور الصيني المتقدم على التكنولوجيا الروسية.. وكذلك فإن الاقتصاد الصيني يتجاوز بمرات متعددة حجم الاقتصاد الروسي… مما يعني ان الصين سوف تكون الدولة المهيمنة وليس روسيا..
  • الصين لديها نزاع حدودي مع روسيا، وتضارب المصالح الاقتصادية وتقدم الصين على روسيا حتى عسكرياً قد يؤدي لتحرك الطموحات الصينية في استرجاع الاراضي التي لم تستطع استعاديتها في مرحلة حكم الاتحاد السوفياتي..
  • لقد كشف العدوان الروسي خطورة تفاقم حجم الترسانة العسكرية والمعدات المتطورة في روسيا وفي اي بلدٍ اخر والتي قد تدفع اي قائد سياسي او عسكري لافتعال حروب او معارك ولو محدودة لاظهار قدراته او لتحقيق احلام امبراطورية توسعية..
  • ان ما يجري في اوكرانيا اليوم يذكرنا ويؤكد لنا ما شاهدناه وما زلنا من الاجرام الروسي واجرام حلفائه في سوريا ضد الشعب السوري، ووزير الدفاع الروسي قال اكثر من مرة ان روسيا قامت بتجربة اسلحتها الجديدة على الشعب السوري…
  • ان ما ينطبق من مخاوف بسبب ما تقوم به روسيا ممكن اسقاطه على اية دولة اخرى، وبالتالي لإن تطور الترسانة الايرانية عسكرياً قد يدفع ايران لممارسة السياسة الروسية عينها من اعتداء على الدول العربية او تهديد امنها واستقرارها كما يجري اليوم…في اليمن ولبنان والعراق وسوريا…
  • تحالف الديكتاتوريات..(روسيا، الصين، ايران، كوريا الشمالية) اليوم يذكرنا بتحالف دول المحور (المانيا، اليابان، وايطاليا) ابان الحرب العالمية الثانية والذي ادت سياساته ومواقفه الى اندلاع حرب عالمية ثانية ودمار واسع في مختلف دول العالم..
  • ان اصرار روسيا على فصل اقاليم من دولة جورجيا قبل عدة سنوات، والان من دولة اوكرانيا بهدف اضعافها وتقليص مساحتها وضرب اقتصادها، سوف يشجع مختلف الاقليات في العالم وخاصةً الروسية والايرانية والصينية على طلب الانفصال … والاستقلال، اسوة بما ارتكبته روسيا وما تزال في الدول المجاورة لها بذريعة حماية الاقليات..؟؟؟
  • سوف تفقد معظم دول العالم الحر الثقة بالتعاون والتعامل مع روسيا التي لا تحترم المواثيق الدولية، ولا المنظمات الدولية، وحق الشعوب في تقرير مستقبلها وتحديد مصيرها، معتمدة على القوة العسكرية..
  • ان الميليشيات او المرتزقة الروس، او ما يعرف (فاغنر)… هي منظمة دموية خطيرة والهدف منها التسلل الى الدول الديكتاتورية تحت عنوان مساعدة الانظمة على ضبط استقرارها بينما هي في الواقع سوف تعمل على تعزيز النفوذ الروسي تمهيداً للسيطرة الروسية المباشرة عليها او عودة الى مفاهيم الاستعمار والاحتلال واستنزاف الثروات والمقدرات لتلك الدول…؟؟

اقرأ أيضاً: اعتراف بوتين بجمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك.. إعلان حرب أم ابتعاد عنها؟

ان مستقبل روسيا اليوم على المحك اكثر مما هو مستقبل اوكرانيا، هذه الدولة التي دفعت اثمان باهظة لمجاورتها دول عدوانية وثقافة عدائية ومشروعات توسعية.. وما جرى اليوم يؤكد الحاجة الى التماسك الدولي في رفض سباق التسلح واعلان الحروب والعودة الى لغة الحوار والتفاهم والتعاون على تطوير مجتمعاتنا والحفاظ على مستقبل الانسانية …

السابق
بالصورة: «جنوبية» تنشر مذكرة موثقة تؤكد تورط رجال أعمال سوريين مؤيدين للنظام بـ«شحنة الموت»!
التالي
الجالية اللبنانية في أوكرانيا تطالب بإجلائها..و«السفارة» خارج السمع!