جوزف حرب..ابن الجنوب الغائب الحاضر في ذاكرة شعرية «مشغولة بالدهب»!

الشاعر جوزيف حرب

في التاسع من شباط 2014 أخذ الموت الشاعر جوزف حرب، دوّن اسمه وصوته في لائحة الغيّاب. مشى الشاعر العذب إلى البعيد، الى فردوس السماء.

نتذكر اليوم الشاعر اللبناني ابن الجنوب، ابن قرية المعمرية الساكنة على كتف الزمن الجغرافي المشبع برحيق تبغ الأيام.
ارتفعت سحب غيومه فوق الارض الطيبة، تلألأت وعرشت في مكان الروح أسوارة عروس جبل عامل.

نحبه لجوزف لأنه زرع الحب شتلات بتغذية تربة وشمس الجنوب، وقصائده تشهد لها الحياة والارض الراعفة عن ظهر قلب وأشواق.

جوزف حرب الشاعر الذي وثق الورق الاصفر لشهر ايلول، في خزانة الذاكرة وسقط بضربة عمر وأغلق خلفه محبرة الشعر.

حرب ابن الجنوب وضع اشعارا “مشغولة بالدهب” كتب عن الحب وراء الابواب ومن قلبه “سلام لبيروت”

ساهم وأغنى عذوبة فيروز بعذوبته، شارك ببهجة عنوانها الآتي من زمن الرحابنة الى ما بعد رحيل الاخوين عاصي ومنصور ، وجهد حتى تمكن من رسم قصة فيروز بالكلمات، قصة الوطن الفيروزي بامتياز.

إقرأ أيضاً: وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: مصير المنطقة العربية واقع بين أميركا وإيران

توفي جوزف حرب ليل الخميس (الشباطي) بعد صراع مع المرض وهو في السبعينيات من عمره تاركا جوقة شعب “طلعلها البكي” و”اسوارة عروس” ما زالت ترسم بوضوح صخرة جبل عامل وبيوت شعر غادرها في “ليل وشتي” واودعها قصائد احبها الناس “تنسيوا النوم”.

الشاعر ابن جنوب لبنان وضع اشعارا “مشغولة بالدهب” كتب عن الحب وراء الابواب وعن الزعل الذي طال وعن بيروت مقرئها السلام من قلبه “سلام لبيروت”.

غنت له فيروز العديد من القصائد منها “لبيروت” و”حبيتك تنسيت النوم” و”لما عالباب” و”ورقو الأصفر” و”أسامينا” و”اسوارة العروس” و”زعلي طول” و”بليل وشتي” و”خليك بالبيت” و”رح نبقى سوا” و”فيكن تنسو” و”البواب” و”يا قونة شعبية”.

في التاسع من شباط 2014 أخذ الموت الشاعر جوزف حرب دوّن اسمه وصوته في لائحة الغيّاب

ولحن له الموسيقار المصري الراحل رياض السنباطي “بيني وبينك” و”أصابعي” وطبعاً بصوت فيروز.

كان فردا مبدعا بجوقة شعراء. بكلاسيكياته وفصحاه وعاميته عمّر بيوتاً دافئة لنزلاء المعنى العذب والاهواء الصافية الحنونة والامزجة العالية علو المقدرة الشاهقة.

يغيب جوزف حرب الانسان الشاعر وتظل محبرة الحكي نابضة بذكراه.

منذ الستينات وهو يغني المكتبة اللبنانية بمؤلفاته وأعماله النثرية والفكرية والشعرية. وفي العام 1960 أصدر كتابه الاول “عذارى الهياكل، وفي نهاية قرن العشرين كان اصداره الاخير “المحبرة”، والذي كان يعتبره بمثابة الكتاب المقدس.

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: مصير المنطقة العربية واقع بين أميركا وإيران
التالي
عن المجلس «الثنائي الشيعي» الأعلى.. الطائفة «تُنكب» مرتين!