أزمة القيادة مستقبلاً في الساحة الشيعية وليس في البيئة السنية..!!

سعد الحريري

منذ اعلان سعد الحريري اعتزاله او ابتعاده عن المشهد السياسي اللبناني في المرحلة القادمة، حتى انطلقت التصريحات والتقييمات والاستدلالات عن مستقبل الساحة السنية ومصير اهل السنة في لبنان بعد غياب سعد الحريري..؟..

وجاء موقف سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ليؤكد حضور الطائفة وجمهورها وبيئتها لخوض الانتخابات النيابية، وترسيخ حضورها ودورها على الساحة اللبنانية، بما ينص عليه الدستور وبما يجب ان يكون عليه الواقع السياسي اللبناني بشكلٍ صحيح وحقيقي… وجاءت زيار الرئيس ميشال عون لسماحة المفتي دريان وتصريحه من على باب دار الفتوى مؤكداً على دور الطائفة السنية في الحياة السياسية اللبنانية وضرورة مشاركتها..؟..

اقرأ أيضاً: «زلزال» انسحاب الحريري يتدحْرج..وهل بدأ «طبْخ» التمديد للبرلمان؟

اضافةً الى ذلك فقد برزت، بعض المواقف والتحليلات، المرتبطة بمحور ايران، لتتحدث عن عن ان الغموض يسود واقع الطائفة السنية بسبب غياب الحريري، والسبب كما يؤكده عدد من القيادات والاعلاميين والمحللين التابعين لهذا المحور ومن باب الحرص على اهل السنة كما يقدمون انفسهم، عن ان الشهيد رفيق الحريري ومن بعده تيار المستقبل وسعد الحريري قد اطاحوا بحضور ودور العائلات السياسية على الساحة السنية، والواضح ان هؤلاء يتجاهلون ان خلال حياة الرئيس رفيق الحريري، كان المرحوم الرئيس عمر كرامي، والرئيس الحالي نجيب ميقاتي، والوزير السابق عبد الرحيم مراد، والمرحوم مصطفى سعد، في الندوة البرلمانية ومشاركين بقوة في الحياة السياسية، ولم يتم الغاء أحد..

وخلال عهد تيار المستقبل، وقيادة سعد الحريري، استمر هذا الوضع مع تغير بعض الاسماء.. لكن العائلات السياسية استمرت، وما زالت.. ومع ذلك ولذلك فإن الساحة السنية يمكنها انتاج قيادات جديدة اكثر حضوراً ورمزيةً.. لان لا قيادة مقدسة تقودهم ولا مرجعيات دينية تفرض عليهم الانتخاب بالتكليف الشرعي..؟ ولا تمسك بزمامهم زعامات تاريخية… حاضرة لفرض رايها وقراراتها، رغم ان تاريخها دموي جداً وفسادها يصم الاذان، وظاهر للعيان بشكلٍ جلي وواضح..؟

وبما ان الثنائي الشيعي، المتمثل (بحزب الله وحركة امل) هي الجهة القلقة جداً من المستجدات على الساحة والتي تقدم لجمهورها تحليلات تضليلية ومعلومات مغلوطة عن الواقع السياسي اللبناني، وذلك بهدف تطمينها لاستمرار استقرار الساحة السياسية الشيعية، وتصوير ان المشكلة في لبنان تقع في ساحات اخرى، نتيجة احادية السلطة السياسية وبالتالي قد تعجز الساحة السنية عن انتاج قيادة جديدة او قد يصيبها التشتت والفشل…

ولكن ما يحاول هذا الثنائي ومن يعمل تحت قيادته تجهيله او تغييبه، هو ان هذا الثنائي هو من قام بالغاء العائلات السياسية على الساحة الشيعية كلياً، تحت عناوين المقاومة والمرجعيات الدينية وضرورة الالتزام بالتكليف الشرعي..؟ الذي يفرض التزاماً بنهج سياسي وبالتالي انتخاب شخصيات ولوائح معينة تمثل هذا الثنائي حصراً… !! وبالتالي نرى ان نتيجة الانتخابات النيابية الاخيرة اعطت الثنائي الشيعي كامل عدد النواب المخصصين للطائفة وهم 27 نائباً .. دن وصول اي نائب من خارج لوائح الثنائي…

لذا وللدلالة على هذا نسأل من يتحدث على شاشات الاعلام، او يطلق تصريحات القلق والحرص او التطمين والاتهام.. اين دور وحضور واحترام عائلة آل الاسعد، وآل الخليل، وآل حمادة، وآل بيضون، وآل الزين، وآل عسيران…وغيرهم.. !! هذه كلها عائلات سياسية شيعية وتاريخية ولها بصمات على الساحة واللبنانية وتريخ العمل السياسي في لبنان… وتم تغييبها بالكامل مع تجهيل دورها وبصماتها وكأنها لم تكن او انها غير موجودة اصلاً..؟

بناءً على هذا فقد أصبح المجتمع الشيعي والناخب الشيعي اسير تحالفات وتفاهمات الثنائي الشيعي ومواقفه السياسية في الداخل والخارج.. ويدفع ثمنها امام المجتمع اللبناني والعربي والدولي… وما نعيشه اليوم من تداعيات وانهيارات داخلية وشبه حصار خارجي، او على الاقل اعتزال العالم العربي والدولي عن الاهتمام بالشأن اللبناني كما كان في السابق، هو نتيجة هيمنة هذا الثنائي على الواقع السياسي اللبناني.. وبالتالي يدفع كل اللبنانيين ثمن هذه التوجهات والسياسات التي نعيش نتائجها وتداعياتها..؟

الخلاصة:

خلال الانتخابات النيابية الاخيرة وصل الى سدة النيابية والندوة البرلمانية عشرة نواب سنة من خارج كتلة المستقبل وكتلة الرئيس ميقاتي..؟ اي اكثر من ثلث النواب السنة وهذا يدل على التنوع في الساحة السنية وغير صحيح ان هناك اختزال او منع او تجهيل للائلات السياسية السنية..؟ لذا فإن اعتزال الرئيس سعد الحريري، سوف يكون فرصة لاطلاق وجوه جديدةن وتقديم رؤية سياسية مختلفة الى حدٍ ما..ولكن المشكلة الحقيقية هي عند الطائفة الشيعية التي غابت عنها التنوع، ومنع فيها الصوت الآخر..؟ وبقوة الآمر الواقع والتكليف الشرعي وحماية سلاح المقاومة..؟

لذا يمكن القول ان غياب الحريري لن يترك تأثيراً على حضور ودور أهل السنة في الحياة السياسية اللبنانية والعلاقات الخارجية..؟ وأخطاء الحريري او سياساته غير المناسبة يتحمل مسؤوليتها وحده او هو وتياره..؟ وهذا ما يكشفه صندوق الاقتراع.. في حال شاركت بعض الشخصيات المرتبطة او المؤيدة لتيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة..؟

أما على الساحة الشيعية فإن غياب الرئيس نبيه بري، او السيد حسن نصرالله، سوف يترك فراغاً لا يعوض..؟ ولا تملك الطائفة قيادات وازنة تقدمها للمجتمع الشيعي وبحجمهما..؟؟ اضافةً الى ذلك فإن سياسات الثنائي الشيعي، في الداخل اللبناني، كما في التأثير على علاقات لبنان بالخارج سواء مع العالم العربي او الدولي، فإن المجتمع الشيعي سوف يدفع ثمنها وليس الثنائي الشيعي حصراً.. نظراً لغياب التعدد والتنوع ضمن البيئة الشيعية، واظهار ان المجتمع الشيعي بكافة تفاصيله مؤيد لهذه السياسات بل يتبناها ويدافع عنها في صندوق الاقتراع وفي شوارع لبنان..مع كل استعراض جماهيري وظهور اعلامي وتصريحات تلفزيونية وغيرها..؟

المطلوب قليل من الواقعية والموضوعية ومصارحة الجمهور بالحقيقة وليس بتقديم رؤية مضللة او بث معلومات غير صحيحة..؟

لذلك يمكن القول ان المشكلة الحقيقية سياسياً اليوم ومستقبلاً هي في المجتمع الشيعي وليس في البيئة السنية..؟

السابق
هل يَحْتاج اللبنانيون إلى ميتاتٍ كَثيرَةٍ لِيَنْتَبِهوا؟
التالي
فيديو ناري.. عنصر في «أمل» ينقلب على بري وعقيلته: تبرّعوا لأبناء الجنوب الجائعين!