عام على أربع جلسات تحقيق في إغتيال لقمان..والنتيجة «صفر تقدّم»!

اغتيال لقمان سليم

لم يكن الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم، يخشى مواجهة “حزب الله” ومشروعه الايراني بالكلمة، فهو لم يملك سلاحا لحماية نفسه، رغم تعرضه وعائلته التي تسكن في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، لتهديدات كثيرة واعتداءات  في عقر داره، لم تكن بحاجة اطلاقا الى اي تفسير، ما دفع سليم حينها الى اصدار بيان حمّل فيه”عما جرى وما قد يجري الى قوى الامر الواقع المتمثلة بشخص السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري”واضعا نفسه”في حماية القوى الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني.” 

كان ذلك قبل شهرين من اغتياله، فمن ناشدها سليم في حمايته، لم تعط اي اهمية لجدية التهديدات التي كان يتعرض لها، ولم تكلف نفسها في تأمين تلك الحماية له، على الاقل خارج الضاحية الجنوبية، على اعتبار ان تلك المنطقة وبمربعاتها الامنية تخرج عن كنف الدولة.

الدولة التي ناشدها لقمان لحمايته قبل شهرين لم تعط اي اهمية لجدية التهديدات التي كان يتعرض لها

في ذلك اليوم المشؤوم،  فجر الرابع من شهر شباط الماضي، انقطع الاتصال بسليم لساعات وذلك اثناء زيارة صديق له في بلدة صريفا في قضاء صور، ليعثر عليه مقتولا بأربع رصاصات في الرأس، وواحدة في الظهر داخل سيارته في منطقة العدوسية. 

بعد حوالي عام على الجريمة، لا يزال الغموض يلف القضية، ومن دون تسجيل اي تقدم  في التحقيقات ،التي يتولاها قاضي التحقيق الاول في بيروت بالانابة شربل ابو سمرا، بعد نقل القضية من النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب الى بيروت، بقرار من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات “للمحافظة على السلامة العامة” وفق ما جاء في قرار عويدات.

إقرأ أيضاً: لقمان من الإغتيال الى الغياب الأول..القاتل معروف والجريمة «قُيّدت ضد مجهول»!

 جلسة اولى عقدها القاضي ابو سمرا في الحادي والعشرين من تشرين الاول الماضي، حضرتها زوجة المغدور المخرجة الالمانية مونيكا بورغمان بصفتها مدعية ووكيلها المحامي موسى خوري، الذي استمهل لتقديم مذكرة بمطالب الجهة المدعية لترجأ الجلسة الى الثامن من كانون الاول الجاري، التي لم يحضرها اي من المدعين، ليعاود ابو سمرا تعيين جلسة جديدة في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي، حيث تقدمت الجهة المدعية بمذكرة تتضمن عدة مطالب ليعاود ابو سمرا، ارجاء الجلسة الى الثاني من شباط الجاري، والتي لم تعقد بسبب اقفال الطرق نتيجة الاضراب.

بعد حوالي عام على الجريمة لا يزال الغموض يلف القضية ومن دون تسجيل اي تقدم  في التحقيقات

في اوراق القضية، تقرير الطبيب الشرعي الذي عاين جثة المغدور، وافادات اولية لشهود، ذكرت مصادر التحقيق ل “جنوبية” انها لم تقدم اي جديد في القضية، الى جانب ادعاء النيابة العامة على”مجهولين” بتهمة”خطف المغدور لقمان محسن سليم بقوة السلاح وقتله”.   

قد تكون جريمة اغتيال لقمان سليم واحدة من جرائم الاغتيال العديدة، نتيجة الهيمنة السياسية والعسكرية والقضائية من قبل سلاح الطرف المستقوي، التي لن يتوصل فيها التحقيق الى اي نتيجة، انما “اعماله ستبقى حية” وفق ما تقول زوجته، و”القتلة هم الميّتون” وفق شقيقته رشا.

السابق
الجمعيات المدنية «مملكة» لقمان من «أمم» إلى «هيا بنا» و«الهنغار»!
التالي
في ذكراه الأولى..لقمان الحر لا يموت!