الجمعيات المدنية «مملكة» لقمان من «أمم» إلى «هيا بنا» و«الهنغار»!

لقمان لقمان سليم في مكتبته سليم في مكتبته
لم يُخلق لقمان سليم للعمل الوظيفي والمكتبي، كان طموحا وصاحب رسالة، وقد وجد في "المجتمع المدني" غايته، فأسس جمعياته وترأسها، وكانت مملكته التي بثّ من خلالها افكاره الانسانية الجامعة، فاشتغل في مشاريع تعليمية وبحثية وتنموية طالت مناطق وشرائح مختلفة أحدثت فرقا في البيئات اللبنانية التي استهدفتها.

الانطلاقة كانت عام 2005 فأسس جمعية “أمم للتوثيق والأبحاث”، ومجالها الذاكرة اللبنانية، وهي جمعت كل أرشيف مرتبط بالحرب الأهلية اللبنانية، وحفظ أرشيف استديو بعلبك قبل الإندثار، وحفظ أرشيف أوتيل “الكارلتون”، قبل هدمه، واهتم بالإطار الصحافي، من خلال الحصول على الأرشيف الورقي كصحيفة المستقبل قبل إقفالها، وغيرها من المؤسسات التي أقفلت بفعل العوامل التاريخية والجغرافية أو وفاة أصحابها. وخلال السنوات اللاحقة عملت أمم على مواضيع شتى تعنى بالذاكرة اللبنانية والمصالحة. 

مشاريع أمم 

سنة 2007 تم إعداد مشروع “بحثاً عن الضاحية” الذي يتحدث عن تاريخ الضاحية الجنوبية، بدأً من ساحل النصارى منطقة “الضاحية الجنوبية” عام 1885، الذي تحول اسمه إلى ساحل المتن الجنوبي في التقسيمات الادارية الحديثة بعد الاستقلال.

 2008 اسست “أمم” مشروع المفقودين في لبنان، واستعانت بذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، لاحصاء الاغتيالات ومحاولات الاغتيال إلى خطوط التماس، وصولاً إلى عرض الكتب والفن، خلال الحرب الأهلية ومن نيسان المجازر كما تحدثت عن المصالحات والمبادرات خلال الحرب. 

وكان للقمان الدور في إبراز الطابع الثقافي والفكري للإنسان السوري، من خلال مشروع مشترك قامت منه جمعية أمم للأبحاث والتوثيق مع مؤسسة “إيتانا” عام 2015، تحت عنوان ديوان الذاكرة السورية الذي يعرض التراث التاريخي والثقافي والسياسي لسوريا قبل الثورة السورية وبعدها. 

سنة 2009 بدأ العمل عن المعتقلين في السجون السورية، وتم إقامة العديد من المؤتمرات والنشاطات حول هذه المواضيع وصولاً إلى مسرحية “تدمر”، التي تحولت فيما بعد إلى فيلم، بالتعاون مع جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية. 

عمل من خلال مشروع على الرحب والسعة الذي تحدث عن اللجوءات إلى لبنان بدءاً من الأرمنية إلى الفلسطينية وصولاً إلى السورية

2013  أنشأت “أمم” بالتعاون مع “هيا بنا” والاتحاد الأوروبي، مشروع بحث حول المحاكم الاسثنائية في لبنان، من خلال دراسة وأبحاث ومؤتمرات حول المحكمة العسكرية. 

تم العمل في السنة اللاحقة على موضوع اللجوء، من خلال مشروع “على الرحب والسعة”، الذي تحدث عن اللجوءات إلى لبنان، بدءاً من الأرمنية إلى الفلسطينية وصولاً إلى السورية. 

تم العمل على منتدى المشرق والمغرب الشؤون المسيحية، من خلال تجميع أكبر عدد من المعلومات في إطار السجون في المنطقة العربية. 

الهنغار

“هيا بنا” 

سنة 2008 تم تأسيس رسمياً جبهة المحور اللبنانية في سبيل مواطنة جامعة: هيا بنا. كان سبقها عدة نشاطات تحت هذا العنوان عام 2005، من خلال موقف من الانتخابات النيابية رافض للبعد الطائفي لهذا الانتخابات. 

بدأ العمل في “هيا بنا” تحت عنوان المواطنة وتعريف المواطن اللبناني لحقوقه وواجباته، والعمل على تنمية هذا المواطن عبر مشاريع عدة، أبرزها: تعليم اللغة الإنكليزية للنساء الذي امتد على مدار 9 سنوات بالإضافة لمشاريع حول المواطنة.

إقرأ أيضاً: عمر حرقوص في ذكرى لقمان: لم يُصدّق أن «الحزب المجرم» لن يَقتله!

من نشاطات “هيابنا” كذلك العديد من المؤتمرات التي تعنى بالشأن الشيعي، بالتعاون مع جماعة الديموقراطية اللبنانية التي تأسست عام 2009، لإيجاد إطار شيعي لبناني، والتي تحولت سنة 2014 إلى ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين، الذي نشط خلال هذه الفترة رفضاً للهيمنات الإقليمية على لبنان، كما عملت هيا بنا على دراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية للمواطنين عن الأطراف، وأصدرت عام 2016 دراسة حول هذا الموضوع، وعملت عام 2013 و2014 على العنف في لبنان،٠ وأصدرت تقريراً في هذا المجال. وعملت هيا بنا كذلك على دراسة وضع اللاجئين السوريين عام 2015 و2016. 

النشاط السياسي والاجتماعي 

وساهم لقمان في العديد من النشاطات ذات الطابع الشعبي، وفي المحاولات العديدة، لإنشاء تجمع شيعي وطني مستقل، وذلك من خلال مشاركته ضمن “التجمع اللبناني المدني” و”اللقاء التشاوري الشيعي”، وغيرها من المحاولات الشيعية لإيجاد إطار مستقل. 

وضمن إطار الحوار بين الأديان عمل لقمان على المساعدة في إنشاء إطارات جامعة، لعل أبرزها ربانيون بلا حدود، الذي عمل على التقارب بين الأديان، وإنشاء لقاء روحي يساعد على التكامل بين مختلف المذاهب والمشارب الدينية اللبنانية، كما عمل عام 2012 مع الشيخ محمد علي الحاج العاملي صاحب حوزة الامام السجاد، على انشاء جمعية الإمام السجاد الخيرية، كخيار شيعي مستقل بعيد عن الأجندات السياسية والإقليمية.

كما أنشأ عام 2009، بالتعاون مع بعض الناشطين، جمعية بقاع لبنان، التي عملت في العديد من السنوات، على تفعيل العمل الشبابي ضمن إطار منطقة بعلبك الهرمل، والمناطق اللبنانية الأخرى، والعمل على التواصل بين شباب مختلف المناطق اللبنانية ضمن مناطق جامعة. 

ساهم لقمان في العديد من النشاطات ذات الطابع الشعبي وفي المحاولات العديد لإنشاء تجمع شيعي وطني مستقل 

سنة 2005 تم العمل على مشروع المواءمة، بين أبناء المخيمات والجوار، من خلال نشاطات مشتركة كانت باكورة أعمال أمم للتوثيق والأبحاث. 

كما كان لـ”هيا بنا” عملها في حفظ التراث الشيعي اللبناني، من خلال العديد من الإصدارات عبر دفاتر “هيا بنا” ويوميات الأسبوع الشيعي. 

الهنغار” 

وأسس لقمان سليم في قلب الضاحية الجنوبية، وهو مساحة ثقافية فنية عرفت بإسم “الهنغار”،  تم فيها القيام بالعديد من النشاطات السينمائية والمعارض الثقافية ومعارض الصّور، والنشاطات الثقافية، وحلقات نقاش ساهمت في إحياء الطابع الثقافي والفني والأثري في الضاحية، أو ساحل المتن الجنوبي، الذي غابت عنه هذه النشاطات بفضل إقفال السينما والمسارح. 

لا يغفل هذا النشاط الثقافي والفكري قيام المؤسسات التي أسسها لقمان، بالعديد من النشاطات الاجتماعية والرياضية في منطقة تواجد هذه الجمعيات، كإنشاء فرق لكرة القدم وكرة السلة، وتحويل الهنغار كملتقى لمتابعة النشاطات الرياضية، غرض كأس العالم 2010، وذلك من باب التكامل مع المحيط وعدم الاغتراب عنه. 

السابق
عمر حرقوص في ذكرى لقمان: لم يُصدّق أن «الحزب المجرم» لن يَقتله!
التالي
عام على أربع جلسات تحقيق في إغتيال لقمان..والنتيجة «صفر تقدّم»!