رشا الأمير في ذكرى شقيقها الأولى لـ«جنوبية»: لقمان الحي باق!

رشا سليم
اليوم الخميس 3 شباط، تحل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الناشط المثقف والكاتب والناشر وصانع الأفلام، لقمان سليم، وبالتزامن أطلقت "دار الجديد" للنشر و"أمم للأبحاث والتوثيق" و"مؤسسة لقمان سليم"، حملة ترمي إلى تحقيق العدالة، بالإضافة إلى توقيع بيان ضدّ الاغتيال السياسي، والدعوة إلى احتفال تأبيني لتوزيع جوائز "الغار" على أربعة كتّاب مبدعين كتبوا حول القضية، وتناشد الحملة اللبنانيين الكتابة: أكتبوا في الصحافة، في المدونات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ونادونا بهاشتاغ #العار_لكاتم_الصوت.

عشية الذكرى الأولى، خصت الروائية رشا الأمير “جنوبية” بحديث عن ‘غياب جسد شقيقها لقمان وخلود روحه”، فتقول: “احب ان اتحدث عن أخي لقمان الذي كان يحب الحديقة وحيواناته الأليفة، يحب “العودة” وهي اسم ارضنا التي بنى عليها جدي منزله، وكان تاجرا ميسورا ذكيا يؤمن بالعلم ويحب قريته “الغبيري”، يوم كانت قرية، قبل ان تغزوها البنايات، فعلّم ابناءه ولمعوا، ولكنهم لم يتوقفوا عن محبة أرضهم وزراعتها، وحفر ابي بئر ماء للريّ كي تبقى “العودة” خضراء في حياتهم، ونحن حافظنا على اخضرارها بعد رحيله”. 

العقل الحديدي الأيديولوجي لا يمكن التفاهم معه المتعصب لا يمكن المناقشة معه جوابه معروف ان الآخر هو عميل خائن!!

القاعدة الاولى في حياتنا “ممنوع قتل التنوع” تقول رشا،  وتذكر ان “جامع قرانوح الذي اصبح يعرف حديثا بجامع الامام المهدي في الغبيري، لم يكن يشغله مؤذن بسبب تقصير الاوقاف حينها، وقلة عدد الناس منتصف القرن الماضي، فاشترت والدتي سلمى مرشاق المسيحية أسطوانات للأذان من مصر، وكانت تتولى صيانة الماكينة كلما خربت، وللسخرية فانه بعد اغتيال لقمان اتهمنا اعلام القتلة وقالوا عنا أننا كنا نضيق ونشكوا من صوت آذان الجامع”!

رشا الأمير تحمل جاهزة “الغار” في الذكرى الأولى للقمان

وعن عدم الجرأة على كشف القتلة تجزم رشا “ان اخفاء الجريمة ليست حكراً على قتل لقمان، في بلدنا تهمة الكهرباء تصبح تهمة سياسية، لقد سمت المحكمة من قتل الحريري: أين هو؟..العقل الحديدي الأيديولوجي لا يمكن التفاهم معه، المتعصب لا يمكن المناقشة معه، جوابه معروف ان الآخر هو عميل خائن!! نحن أهل حدائق وعمران وهم يعيشون في الظلام، هم ترابهم حقود ونحن ترابنا روحاني، ولكن لا يمكن بلاد أن تقوم بلا عدالة، دفع لقمان ثمن هذه الإصرار عن النور، انهم يقتلون التنوع.  

رشا الامير: اخفاء الجريمة ليست حكراً على قتل لقمان لقد سمت المحكمة من قتل الحريري: أين هو؟

وتختم رشا،  ‘لقمان الحي باقٍ، لأننا نعمل كما كان يعمل كان يعمل،  كان يفتتح معرضا ويصدر كتابا وينتج فيلما، ينسج صداقة، كمن يبرهن عن حبه عن طريق العمل. لقمان حاضر، سننشر ما كتب، ولأنه كان متواضعاً، كان لا يجمع ما يكتبه، سنجمع ما كتبه. بعد سنة نبكي لقمان ونبكي لبنان، انهم يبكون لأنهم لم يتعرفوا عليه، لكن لقمان ضد البكاء، وأنا مسرورة لأننا سوف نقدم أربع جوائز الى أربعة كتّاب مبدعين، كتبوا حول قصة حياته وقضية اغتياله الظالمة”. 

لقمان في سطور

ولد  لقمان في 17 تموز عام  1962 في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو يتحدر من عائلة عريقة فوالده هو النائب  والمحامي محسن سليم، من بلدة الغبيري، وكان في الكتلة الوطنية مع العميد ريمون إده، ومن أشد المناضلين في سبيل حقوق الإنسان والدفاع عن الشرعية والدستور، ووالدته الاديبة المصرية-السورية سلمى مرشاق، وكان لقمان ثالث ابنائها بعد هادي ورشا. 

إقرأ ايضاً: عندما يلتقي السيد هاني فحص بلقمان سليم!

درس الفلسفة في فرنسا بجامعة السوربون وعاد عام 1989 ليؤسس مع شقيقته الكاتبة الروائية رشا دار الجديد وأسس دورية اسمها خطط لبنانية ومن الكتب التي اصدرها دار الجديد: موت جمهورية – انقلاب على الطائف – قدر المسيحيين العرب – اضفة الى اصدارات للدكتور عبدالله العلايلي وعشرات الكتب المنتقاة الفكرية والسياسية والتاريخية وغيرها. 

عائلة الشهيد لقمان سليم
السابق
بالفيديو: لقمان من الإغتيال الى الغياب الأول..القاتل معروف والجريمة «قُيّدت ضد مجهول»!
التالي
مونيكا زوجة لقمان لـ«جنوبية»: قضينا 20 عاماً من الشغف والعمل