حين يفضخ لقمان قاتله الجبان!

لقمان سليم

لم يخفت صوت لقمان سليم، فحقيقته كانت أقوى من رصاص غدرهم، الممزوج بكواتم لم تستطع اخفاء جريمتهم المضافة، الى سجّلاتهم المثقلة بخنق كلمات، كل من يفضح ممارساتهم.سنة مضت على اغتيال لقمان، فيما محبوه يستكملون مسيرته، بغية كسر حاجز الصمت المحيط بالإغتيالات السياسية، ومناهضة ثقافة القتل والإفلات من العقاب. 

قبل عام وُجد الباحث والناشط السياسي المعارض لـ”حزب الله”، مقتولاً في سيارته في بلدة العدوسية قضاء صيدا، بعد تعرضه لإطلاق نار من مسدس حربي بـ 4 طلقات نارية، 2 منها في رأسه، بعد أن تم فقدان الاتصال به لنحو 5 ساعات بعد خروجه من منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا.

عائلة ومحبو لقمان مستمرون في مواصلة النضال بوجه محاولات طمس حقيقة من اغتال الصوت الجريء،

هو نهج امتهنوه بوجه كل “مقاوم شرس”، لخطهم الممهور بالتبعية والولاء لما يخدم مصالحهم، ولكل  موقف معارض لسياستهم في لبنان والعالم العربي، قبل أن يقدموا على ارهابهم في ليل، لم يستر خيوط حقيقة واضحة المعالم، فضحتها حملات تخوين وتحريض وتهديد في العلن، على مواقفه المعترضة، فـ”القاتل المعروف” استبق تصفية لقمان بالإعتداء الجبان على منزله في حارة حريك، وباستهدافه خلال مشاركته في لقاء داخل خيمة لمعارضين للحزب وسلاحه، وذلك على خلفية رفعه الصوت ضد جريمة المرفأ، واتهامه النظام السوري و”حزب الله” بتخزين “النيترات”، لاستخدامهم في الحرب ضد السوريين ، بالإضافة الى رأيه المعارض لسياسة، لم تجلب الا الويلات على لبنان وشعبه.

إقرأ أيضاً: مونيكا زوجة لقمان لـ«جنوبية»: قضينا 20 عاماً من الشغف والعمل

“اللهم إني بلغت اللهم فاشهد”، قالها لقمان مُحمّلاً قوى الأمر الواقع مسؤولية ما تعرض له وعائلته، ولكن ذلك لم يحل دون اقدام القتلة على تنفيذ وعيدهم، فيما القضاء اللبناني لم يفلح في تأمين سلامته الشخصية، ولا في الحؤول دون وقوع جريمة لا يزال فاعلوها، كما جرت العادة، خارج قضبان العقاب، في رسالة أراد المجرمون إيصالها عبر رصاصات الغدر، التي اخترقت قلب لقمان، إلى كل الشخصيات السيادية، مفادها أن كل رأي حر سيدفع الثمن على طريقتهم.

لا تزال التحقيقات في “غيبوبة” داخل أدراج القضاء رغم وجود أدلة وتسجيلات للكاميرات من مسرح جريمة يخضع لجهة ممسكة بزمام أمن منطقتها

في الذكرى السنوية الأولى على اغتياله، لا تزال التحقيقات في “غيبوبة” داخل أدراج القضاء، على الرغم وجود أدلة وتسجيلات للكاميرات من مسرح جريمة يخضع لجهة ممسكة بزمام أمن منطقتها، لم تُقدّم ما تملكه من معطيات الى الأجهزة الأمنية والقضائية.

عائلة ومحبو لقمان مستمرون في مواصلة النضال، بوجه محاولات طمس حقيقة من اغتال الصوت الجريء، كي لا يكون هناك من هو “لقمان آخر” يدفع ثمن رأيه الحر، فيما المجرم يبقى حرّاً غير آبه بعقاب، في ظل التغاضي الممسوك بقبضة السلاح.

السابق
في ذكراه الأولى..لقمان الحر لا يموت!
التالي
لماذا قتلوا لقمان..الشيعي المدني التحرري؟!