«حلفاء حزب الله» يُصفّون حساباتهم بالشارع والقضاء..و«هستيريا» الإنتخابات تُعرقل الموازنة!

جلسة الحكومة نجيب ميقاتي
الشارع والقضاء والحكومة كلها "ملاعب" لتصفية الحسابات بين الاكثرية من جهة، ومن جهة ثانية بين "حلفاء حزب الله" انفسهم وخصومه من جهة اخرى. بينما بقي ملف الموازنة عالقاً، بين مخاوف انتخابية لتغلب الهستيريا، من "الغضب الشعبي" على كل القوى الممثلة في الحكومة، والتي يسعى كل منها الى "نفض يديه"، قبل 3 اشهر ونيف على الانتخابات النيابية في 15 ايار 2022.

وتحول الكباش الحاصل بين حكومة ميقاتي وقطاع النقل، وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية” الى اضراب متنقل و”غب الطلب” لتصفية الحسابات بين رئيس الجمهورية وصهره من جهة ورئيس مجلس النواب من جهة ثانية.

حيث قطع تحرك الامس  أوصال لبنان، شمالا وجنوبا وبقاعا وجبلا حتى العاصمة بيروت، وأغلق المدارس والجامعات والعديد من المؤسسات الحكومية او الخاصة، للمرة الثالثة في غضون شهر.

وكان يفترض ان يستمر هذا الاضراب الجامع لكل وسائل النقل الى ثلاثة أيام، إلا في حال قررت الحكومة الاستجابة الى مطالب هذا القطاع الحيوي، والتي تتمثل بخفض أسعار البنزين والمازوت للسيارات العمومية كي يتسنى لها تخفيف بدلات النقل، إضافة الى مطالب أخرى تم التوافق عليها مع رئيس الحكومة، كإعفاء السيارة العمومية من رسم الميكانيك والمعاينة، وحل أزمة الشاحنات المبردة والنقل الخارجي وغيرها، الا ان  رئيس اتحاد نقابات النقل العام بسام طليس، جمد الاضراب ليوم واحد اليوم آملاً ان تستجيب الحكومة الى هذه المطالب، «وإلا فسنضطر الى المزيد من التصعيد».

تحول الكباش بين حكومة ميقاتي وقطاع النقل الى اضراب متنقل و”غب الطلب” لتصفية الحسابات بين رئيس الجمهورية وصهره ورئيس مجلس النواب

وتؤكد المصادر نفسها ان ردة فعل الاعلام والناس امس وحتى السائقين والعاملين في وسائل النقل ابدوا متعاضاً من الاعتصام العبثي والذي لم يلق اي صدى لدى السلطة والتي تنتمي اليها الاتحادات المتظاهرة الامر الذي يؤكد انها تحركات للضغط السياسي وتصفية الحسابت داخل حلفاء حزب الله اي عون وبري.

ضغط عون مستمر على سلامة

ويبدو ان رئيس الجمهورية ميشال عون مصمم على مواصلة الضغط على حاكممصرف لبنان رياض سلامة حتى اقالته او تجريمه في القضاء.

إقرأ أيضاً: حبيقة لـ«جنوبية»: انخفاض الدولار مفتعل ومؤقت!

وأبدت صادر نيابية معارضة لعون لـ”جنوبية”، خشيتها من انعكاس الصراعات الجانبية على انطلاقة الحكومة لاستكمال مهمتها، بدراسة مشروع الموازنة وإقرار خطة التعافي الاقتصادي وتسريع حل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان، ولاحظت انه بدلا من تكاتف اقطاب السلطة بين بعضهم البعض، لاستغلال الوقت والانطلاق قدما باتخاذ الإجراءات والقرارات الضرورية للتخفيف من وطأة الازمة الضاغطة عن كاهل المواطنين، يمعن رئيس الجمهورية ميشال عون بتصعيد معركته مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في الوقت الذي يتطلب الامر تهدئة ظرفية وتكاتف جميع الجهود والاستعانة بالخبرات والامكانيات اللازمة، لانجاح خطى الانقاذ المطلوبة، لاسيما على الصعيد المالي.

مجلس الوزراء والخلافات

لم يتوصل مجلس الوزراء في جلسته السابعة الى حلول للملفات الاساسية والحساسة، واجل ملف سلفة الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان المقدرة  بـ ٥٢٠٠ مليار ليرة بسبب اعتراضات العديد من الوزراء رغم طرح  وزير العدل بربط السلفة في خطة اصلاحية وزيادة ساعات التغذية واقتراح ميقاتي حفظ السلفة  في موازنة وزارة الطاقة وعدم صرفها الا بإصلاحات، لكن اعتراضات العديد من الوزراء بقيت على حالها مما ادى الى تأجيل اقرارها لجلسات لاحقة، وهذا الامر شمل تأجيل البحث بالدولار الجمركي وتحديد سعره بسبب الخلافات، كما تم تأجيل البحث بتحديد سعر صرف الدولار  لدفع فاتورة الاتصالات وسقط اقتراح الـ ٩ الاف ليرة، على ان يعقد مجلس الوزراء جلسات متتالية اليوم وغدا  للوصول الى توافقات حول كل الأرقام.

السابق
مونيكا زوجة لقمان لـ«جنوبية»: قضينا 20 عاماً من الشغف والعمل
التالي
خاص « جنوبية»..الدولار يعود إلى «جنونه» بعد تعثر الموازنة!