قاطيشا لـ«جنوبية»: الخليج معتكف عن لبنان الرسمي لوقوعه تحت سيطرة «حزب الله»

وهبي قاطيشا
شكلت حادثة الإعتداء الحوثي الإيراني على أبو ظبي، برهانا آخر على أن سياسة الترقيع التي يعتمدها لبنان الرسمي مع دول الخليج لا تجدي نفعا، والدليل هو إدانته للحادثة في الوقت الذي ينضوي حزب الله١ تحت خيمة الحكومة.

شكلت ردود فعل القوى السياسية اللبنانية، على إستهداف أنصار الله لإمارة أبو ظبي أمس، مشهدا سورياليا لكثرة التناقضات التي تعتري السياسية اللبنانية. ففي الوقت الذي يسعى لبنان الرسمي إلى ترميم العلاقات اللبنانية– العربية، بعد الشروخ التي أصابتها نتيجة سلوك “الممانعة” في أكثر من محطة خارجية واجهها لبنان، جاءت حادثة أبو ظبي لتظهر صعوبة هذا الترميم نتيجة إستمرار حزب الله على موقفه تجاه الدول العربية (المواقف النارية لقيادييه ضد المملكة العربية السعودية) وفي الوقت نفسه عودة الثنائي الشيعي إلى إجتماعات الحكومة، التي أدان وزير خارجيتها عبد الله بو حبيب ما حصل، ما يعني أن المزيد من الاحراج سيواجه الفريقين بسبب مواقفهم المتناقضة ولكن عليهما العمل سويا تحت سقف الحكومة.

اقرأ أيضاً: جلسة حكومية لمناقشة الموازنة الاثنين ببنود «الثنائي الشيعي»!

يعتبر عضو كتلة الجمهورية القوية النائب وهبة قاطيشا ل”جنوبية” أن “ما حصل في أبو ظبي من هجوم إرهابي هو جزء من حرب إيران على الدول العربية، وأن إستهداف الامارات العربية المتحدة هو بسبب ما تمثله من تطور وإنفتاح على العالم، ولأنها تشكل نموذجا مناقضا لها”، مشيرا إلى أن “ما حصل هو ردة فعل على رمزين هما أبو ظبي ودبي للحداثة والتطور، والمؤسف هو ردة الفعل المتناقضة والمنقسمة في لبنان، بين مُدين ومُرحب، لأنه دليل على أننا لا نشعر بأننا ننتمي إلى وطن، لأن هذا الشعور يتطلب من جميع أبنائه التوحد حوله في النظرة إلى السياسة الخارجية والدفاع عنه”.

فريق حزب الله والتيار الوطني الحر يتصرف لإثبات وجوده ضمن التطورات الإقليمية

يضيف:”للأسف نحن ننقسم الى قسمين، قسم يعتبر نفسه إذا إمتلك سلاحا فهو أقوى من الدولة، ولذلك يريد أن أن يأخذها إلى حضن إيران، وقسم آخر يريد أن يكون لبنان في موقعه التاريخي أي ضمن العالم والاسرة الدولية، التي كانت سببا في بحبوحة الشعب اللبناني وحفظ كرامته”، لافتا إلى أن “هذين التيارين متناقضين ومتأهبين ولكن فريق حزب الله والتيار الوطني الحر يتصرف لإثبات وجوده ضمن التطورات، التي تحصل إقليميا ولا سيما في محادثات فيينا”، ويعطي دليلا على ذلك “خطاب السيد حسن نصرالله الاخير، الذي هاجم المملكة العربية السعودية، وهذا يعني أنهم سيكملون في تعميم نموذجهم بهدف إغراق كل اللنانيين في آتون جهنم”. 

ما يحصل يصعّب إعادة العلاقات اللبنانية والعربية إلى سابق عهدها

ويؤكد أن “ما حصل يشكل إحراجا للبنان الرسمي، وكل دول الخليج تعتكف عن التعامل مع لبنان الرسمي كونه مسيطر عليه من حزب الله (بغض النظر عن وجود اللبنانيين في الخليج)”، مشيرا إلى أنه “صحيح أن حزب الله لن يستطيع السيطرة على الشعب اللبناني، ولكن يمكنه أذيته، و هنا دور الأسرة الدولية في وضع حد له ولإيران”.

ويختم:”لا شك أن ما يحصل يصعّب إعادة العلاقات اللبنانية والعربية إلى سابق عهدها، مع التأكيد أن هدف حزب الله الدائم هو التصعيد ضد الدول العربية، لأنه يثبت أنه متحكم بالدولة والحكومة اللبنانية، ولذلك لا شك أنه سيرتد ذلك سلبا على موقف لبنان الرسمي”.

السابق
دراسة مهمة عن البيطار.. تحليل الجدل حول تحقيقات المرفأ على مواقع التواصل
التالي
بالفيديو: أبو فاضل يكشف لـ«جنوبية» عن مشكلة «الوطني الحر» انتخابياً.. و يُحذّر من مجزرة!