إشتباك بري-باسيل يُشعل الطرق وأسعار المحروقات..وحوار عون «شيك بلا رصيد»!

على اكثر من جبهة وفي اكثر من اتجاه ،يستمر الاشتباك السياسي والاعلامي وفي الشارع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب جبران باسيل.

وامس وعندما كانت “نقابات بري” تنتشر في الشوارع من الناقورة الى العبدة، وتقطع الطرق وتشل الحياة في البلد وتحاصر مداخل العاصمة، منذ الخامسة فجراً كان وزير الطاقة وليد فياض المحسوب على باسيل يشعل النار في اسعار المحروقات ليتقرب البنزين من 400 الف ليرة وليقفز المازوت فوقها!

وتقول مصادر سياسية لـ”جنوبية”، وصحيح ان النقابات والعمال والمياومين والسائقين العموميين هم من عامة الناس وفقراء لبنان، ولكن لا يمكن تغييب الهدف السياسي لتحريكهم، رغم ان المطالب المرفوعة محقة وتعبر عن جوع ووجع.

وتشير الى ان كل من بسام طليس وبشارة الاسمر وفادي ابو شقرا، تركوا الباب مفتوحاً امام تفاوض مع الحكومة من جهة، ومن جهة ثانية فتحوا الباب امام اعتصامات اخرى ستتم وفق معلومات لـ”جنوبية” كل اسبوع حتى تحقيق المطالب.

جميع مؤسسات الدولة ستكون معطلة ابتداءاً من اليوم وحتى اشعار آخر حيث لن تفتح المؤسسات هذه ابوابها الا يوم الاربعاء

وتشير المعلومات الى ان جميع مؤسسات الدولة ستكون معطلة ابتداءاً من اليوم وحتى اشعار آخر، حيث لن تفتح المؤسسات هذه ابوابها الا يوم الاربعاء من كل اسبوع للحالات الطارئة فقط، ولن يداوم الموظفون فيها بسبب الاضراب وهذا يتكامل مع دعوات طليس والاسمر الى التظاهر والاضراب.

“حوار بلا متحاورين”!

واضطر رئيس الجمهورية ميشال عون الى تاجيل انعقاد الحوار الوطني، دون التخلي عن فكرة انعقاده، بعدما ترك الدعوة مفتوحة، مع العلم ان كل الاجواء الداخلية والخارجية تشير الى انعدام فرص انعقاده فضلا عن نجاحه، بعد الردود السلبية التي جاءت من كل من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية واعلان مقاطعة هذا الحوار رفضا لمحاولة «انقاذ» العهد، فيما وافق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحضور من موقع «الخصومة» متوقعا الفشل المسبق.

واشعل بيان رئاسة الجمهورية الذي دعا المقاطعين إلى «وقف المكابرة»، حربا عالية السقف مع تيار المستقبل الذي وصف الرئيس بانه «بي التعطيل». وقال مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، في بيان، إنّه «على أثر المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيسي مجلس النواب والحكومة ورؤساء الكتل النيابية بشأن الدعوة إلى الحوار، تبيّن أنّ عدداً منهم تراوحت مواقفهم بين رفض التشاور ورفض الحوار بما يحمّلهم مسؤولية ما يترتّب على استمرار التعطيل الشامل للسلطات، حكومة وقضاء ومجلساً نيابياً». وأشار إلى أنّ «دعوة رئيس الجمهورية للحوار ستبقى مفتوحة، وإذ يأمل أن يغلب الحسّ الوطني للمقاطعين على أي مصالح أخرى، يدعوهم إلى وقف المكابرة»… وفي انتقاد مباشر «للثنائي الشيعي» اكدت الرئاسة الاولى ان «استمرار تعطيل مجلس الوزراء هو تعطيل متعمّد لخطّة التعافي المالي والاقتصادي التي من دونها لا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي ولا مع غيره…

رد عنيف من “المستقبل”

وفيما ردت اوساط القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي على كلام الرئيس واعتبرته متناقضا مع الوقائع ويحمل افتراءات، جاء الرد الاعنف من تيار المستقبل حيث اعتبر المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري حسين الوجه في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» انه من المحزن جداً جداً ان تصل رئاسة الجمهورية ومكتبها الاعلامي الى حدور الإنكار الكامل لمسار التخبط الذي وضعت فيه البلاد .

إقرأ أيضاً: «تجاوب خجول» مع «يوم الغضب»..وتململ شيعي من الجنوب إلى البقاع!

ويتضاعف الحزن مع حالة البارانويا التي يعانيها العهد والحزب الحاكم ، حيث تنسى رئاسة الجمهورية انها تمثل الاب الروحي والسياسي لثقافة تعطيل المؤسسات وتعطيل الحوارات وينسى. بدوره، علق الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري، عبر «تويتر»، على بيان رئاسة الجمهورية قائلا: «رئيس الجمهورية يحاول أن يتهم الآخرين بما هو غارق فيه، «بي التعطيل» مضيع البوصلة، وعم يحكي بالحس الوطني، فاقد الشيء لا يعطيه.     

“يوم الغضب”

 وبالتزامن مع اضراب اتحادات النقل لجأت القوى الامنية للانتشار منعاً لحدوث خروقات فضلاً عن اعادة فتح الطرقات.

ووصف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر النزول إلى الشارع بأنه ضد الغرف السوداء التي ترفع سعر صرف الدولار.

واتهم نقيب موزعي المحروقات فادي أبو شقرا ان «ليست هوايتنا قطع الطرقات والمشكلة مع الدولة بسبب ارتفاع سعر الدولار، والمسؤولون لم يتحركوا لضبط المنصات».

واوضح النقابي رئيس اتحاد نقابات النقل طليس أن «التحرّك موجّه ضد الحكومة التي لم تفِ بوعودها بدعم قطاع النقل البري وقمع المخالفات، ولهذا السبب قررنا التصعيد والتحرك، ولا علاقة لنا بالسياسة وبأسباب عدم إجتماع الحكومة».

لا يمكن تغييب الهدف السياسي لتحريك النقابات رغم ان المطالب المرفوعة محقة وتعبر عن جوع ووجع

وبعد الظهر عقد طليس مؤتمرا صحفيا في مقر الاتحاد العمالي العام، مشيرا إلى ان نسبة الالتزام بالاضراب بلغت 98 في المئة، مؤكداً «ان التحرك هو الابرز ديمقراطيا وتجلى في عملية تنفيذه في كل المناطق اللبنانية، الاعلام جال على كل المواقع والمحطات ولم يذكر اي مشكلة حصلت.

ودعا إلى اجتماع يعقد الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر الاثنين لاعلان مقررات اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان، موجهاً الشكر للقوى الامنية التي واكبت التحرك.

السابق
«تجاوب خجول» مع «يوم الغضب»..وتململ شيعي من الجنوب إلى البقاع!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 14 كانون الثاني 2022