«حزب الله» يضع «الخطوط الحمر» أمام «القبعات الزرق».. لإحراجها وإخراجها!

اليونيفيل
يستسهل "حزب الله" تفصيل "قواعد الإشتباك" على مقاسه، وتطبيق القرار 1701 "على ذوقه"، الذي يتجلى من خلال وضع "خط أحمر" بمحاذاة "الخط الازرق"، و"خطوط حمر" أمام تحرك "القبعات الزرق"، عبر إعطاء "الضوء الأخضر" للأهالي التابعين له جنوباً، لإفتعال موجة غضب وشغب، إعتراضاً على مسار قوات "اليونيفيل"، تحت ذرائع واهية، تتنقل من منطقة إلى أخرى.

يقترب استهداف “اليونيفيل” من دائرة الخطر الوشيك، التي تكاد تؤدي الى انسحاب هذه القوات من لبنان، جراء التمادي المبرمج في “التحرش” بها، من قبل “غضب الأهالي” المزعوم، الذي يتلطى خلفه “حزب الله”، لإيصال رسائل “إستفزازية” باتت مكشوفة، الى الأمم المتحدة، لمنع قواتها المنتدبة إلى لبنان من تنفيذ مهماتها.

إقرأ أيضاً: «استياء جنوبي من الاعتداء على اليونيفيل».. علي الأمين: هذه رسالة «حزب الله»!


 ويعتقد متابعون لملف هذه القوة الدولية الموجودة في لبنان منذ العام ١٩٧٨، أن “وجودها بات على المحك، بعدما تحول استمرار بقائها رهن قبول “حزب الله” ورفضه”، في وقت تؤكد مصادر من داخل “اليونيفل”، أن “كل التعديات التي تستهدف دورياتها وعناصرها، ما هي إلا حملات منظمة من قبل “حزب الله” تهدف الى إخراجها بما يمهد لإخراجها من لبنان”.
والمفارقة، أن “حزب الله” يفعل ما يفعله بحق “اليونيفيل”، على رغم حاجته لوجودها لأسباب شتى، منها ما هو جنوبي جراء تشبث معظم أبناء الجنوب بها، ومنها ذات طابع دولي واقليمي، لا مصلحة للحزب في مواجهتها أو تحديها.

تؤكد مصادر من داخل “اليونيفل” أن “كل التعديات التي تستهدف دورياتها وعناصرها ما هي إلا حملات منظمة من قبل “حزب الله”

لكن لماذا يعمد “حزب الله” إلى التصدي لدوريات اليونيفل بقناع الأهالي اليوم، وما هي الاسباب الجوهرية لهذا الاعتداء على الجنود الدوليين؟ ففي حادثتين تكررتا خلال الأسبوعين الماضيين في بلدة شقرا وفي مدينة بنت جبيل، وبطريقة اتسمت بالعنف إلى حدّ وصفها في البيان الإعلامي لقوات اليونيفل ب”الجريمة”  وكان “حزب الله” حريصا في حادثة شقراء على عدم منع انتشار عملية الاعتداء المصورة من قبل مواطنين، فيما منع ذلك في حادثة بنت جبيل، وفي كلا الاعتدائين كان واضحا الرغبة في الايذاء، ومصادرة أجهزة وعتاد من جنود “اليونيفيل”.

من الثابت حتى اليوم تخفي “حزب الله” خلف مقولة “الأهالي” وهذا أن دل على شيئ فهو يدل أولا، على عدم جرأة الحزب في المطالبة بسحب هذه القوات


من الثابت حتى اليوم تخفي “حزب الله” خلف مقولة “الأهالي” وهذا أن دل على شيئ فهو يدل أولا، على عدم جرأة الحزب في المطالبة بسحب هذه القوات من جنوب لبنان، سيما أن اعلامه يتبنى ويروج لمقولة، أن جنود “اليونيفل” يعمدون إلى تصوير مواقع مدنية بهدف تقديمها لاسرائيل،  من دون أن يجرؤ الحزب على تبني هذه المقولة البائسة.
ثانيا، يسعى “حزب الله” إلى تثبيت قواعد تحرك دوريات “اليونيفيل” بما يتنافى مع صلاحياتها المقررة في القرار ١٧٠١، اي انه يريد بقاء جنود “اليونيفيل” في ثكناتهم، ويريد إظهار أن الأهالي هم من يرفضون خروجهم منها، الا بشروط الحزب فعليا.

يسعى “حزب الله” إلى تثبيت قواعد تحرك دوريات “اليونيفيل” بما يتنافى مع صلاحياتها المقررة في القرار ١٧٠١


ثالثا، منطقة انتشار “اليونيفيل” في الجنوب بشرعية القرار ١٧٠١، هي منطقة تخضع نظريا لمندرجات هذا القرار، اي انها تدعم القوى العسكرية اللبنانية، ولا تعطي شرعية لأي وجود غير رسمي فيها. وبالتالي فإن اعتماد اسلوب “غضب الأهالي” هو في جانب منه لتفادي المواجهة المباشرة بين “حزب الله’ الممسك بهذه المنطقة، والقوات الدولية المسؤولة نظريا عنها مع الجيش.

اعتماد اسلوب “غضب الأهالي” هو في جانب منه لتفادي المواجهة المباشرة بين “حزب الله’ الممسك بهذه المنطقة

ما تقدم من عناصر يدفع إلى احتمالين، إما أن تلتزم القوات الدولية، بالضوابط التي يضعها “حزب الله” على تحرك دورياتها، وبالتالي لن يعتدي الأهالي مجددا على جنودها، أو إصرار هذه القوات على القيام بما تراه من صلاحياتها، وبالتالي ستتكرر الحوادث وبشكل أكثر عنفا، ودائما تحت عنوان اعتراض الأهالي.
في خلاصة المشهد جنوبا، أن ورقة الجنوب أو خط التماس مع إسرائيل، سيبقى بالكامل في قبضة “حزب الله”، الذي يريد  من خلال الرسائل الميدانية، التأكيد على أنه هو وحده صاحب القرار، سواء في السيطرة الأمنية والعسكرية، أو في تقرير مصير المفاوضات على الحدود البحرية والبرية.

ورقة الجنوب أو خط التماس مع إسرائيل سيبقى بالكامل في قبضة “حزب الله” الذي يريد من خلال الرسائل الميدانية التأكيد على أنه هو وحده صاحب القرار


 صحيح ان “حزب الله”، قال انه يقف خلف الحكومة اللبنانية في شأن الترسيم، ولكن الأصح أن الحكم والحكومة هما رهن قراره، في أي اتفاق تعقده بشأن الترسيم، وبالتالي فإن “حزب الله” هو من يحسم في هذه القضايا، وورقة الترسيم تبحث من منظار إقليمي وليس محليا فحسب، ومن الضروري أن يغامر “حزب الله” في مواجهة دور “اليونيفيل”، لترسيخ حقيقة أن الحدود وترسيمها، هو ملف يتجاوز السلطة اللبنانية ويرتبط بمحور المقاومة من ايران الى لبنان.

السابق
«وصايا» الامام شمس الدين في ذكرى رحيله.. ما أحوج الشيعة ولبنان إليها!
التالي
تسعيرة نارية.. إستعدوا لارتفاع جديد في أسعار المحروقات غدا!