عندما يكذب المنجمون.. بصدق!

تنجيم

مع نهاية سنة وحلول سنة جديدة ، يطلّ مُنجم من هنا ومبصّرة من هناك، وتضج المحطات والاذاعات والصحف بتوقعاتهم و”يقينياتهم”، التي تتعدى التأكيد والجزم بما سيحدث في المستقبل القريب والبعيد .

هذه السنة ، وككل سنة، تسابقت وتبارت المحطات والاذاعات لاستضافة من يعلم (بالغيب!).

غير أن الاعتقاد بتوقعات وغيبيات المنجمين وتصديقها، تبقى مسألة نسبية وقابلة للسّخرية عند أغلب الناس. فالبعض قد يصدّقها ولكن لا يتأثر بها الا تلقائيا وغرائزياً، وأغلبهم من يسخر ويتمسخر على المُنجم أو المُبصّر (وصرعاته!) ويعتبرها  كذبة سخيفة (للتسلية) الاعلامية، لا أكثر.

إقرأ أيضاً: عام الانهيار الثقافي الكبير!

منجمون!! على “مد عينك والنظر” ، يطوّقون الناس بكلام لا قيمة علمية له، ولا قيمة معرفية، كل ما يقال بألسنتهم لا يعدو كونه كلام غير مسؤول، لا يطابق أبسط الأمور والتوقعات.. كلام غير مطابق لمواصفات العلم والمعرفة.

ورغم كل هذا الكذب والتكاذب المندلع من تلك ( الاشخاص والحفنة والعناصر والجمعيات الخيرية الفلكية!) يبحر المنجم المبصر الدّجّال الجاهل المُعتلّ، في بحر أكاذيبه ، ويظن أنه نجح بالخدعة، خدعة الناس وإعلامهم، مُسبقاً، بما سيحدث للأشخاص والناس والمجتمع والسياسة.

وثمة ظاهرة صحيحة في الأمر، والأرجح أنها صحيحة، هو أن هؤلاء السّحرة هم جماعة واحدة مُبرمجة، وفق أصول اعلانية تجارية. وكما انها تعمل لجهات معينة، وتحاول بناء الوهم والأوهام في الحياة العامة، وفي المحصلة، للوهم سطوة وتأثير في المجتمع وخصوصاً اذا كانت في واقع بلد مهزوز وعلى “كف عفريت”.

وكما قال ابن خلدون، ” عندما تسقط المدينة يكثر الدجالون والسّحرة والمنافقون…” فهل هي حال الشعب اللبناني اليوم ، مع سحرة اليوم، كتوصيف أبن خلدون؟

السابق
لبنان يسلم اسرائيل عربياً أراد الانضمام الى «حزب الله».. اليكم التفاصيل
التالي
مقتل 3 من الحرس الثوري في اشتباكات في إيران.. «باشتباك مع أشرار»!