بهاء الحريري.. «الحالم» بوراثة «المستقبل» و١٤ آذار!

برز في الآونة الاخيرة دخول رجل الاعمال اللبناني بهاء الحريري، النجل الاكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشقيق الرئيس سعد الحريري، على خط اللعبة السياسية اللبنانية، في محاولة واضحة بحسب متابعين ل”جنوببة”، لوراثة “تيار المستقبل”و اركان سابقين في ١٤ آذار، من بوابة المجتمع المدني، مستغلا واقع الساحة السنية، التي لم تتضح تفاعلات قواها تحالفا وترشيحا واقتراعا.

ويأتي دخول بهاء الحريري وسط ضبابية تحيط بالشارع السني، مع تخبط مواقف تيار المستقبل، والإلتباس في عودة رئيسه سعد الحريري الى لبنان أو موعدها، ما عكس ترددات في صفوف الشخصيات “المستقبلية”، و اوجد حالة من الفراغ الكلي في قيادة الشارع السني، قبل اشهر على الاستحقاق الانتخابي المقبل.

واللافت، هو التجنب الواضح للمرجعية الروحية الاولى دار الفتوى، الدخول في عملية المفاضلة بين الاخوة المتنافسين، وبين كل الفاعليات السنية  التي تطمح للعب ادوار معينة، وهو الامر الذي انتهجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في التعاطي على مسافة واحدة مع كل الفاعليات السنية، الراغبة في العمل السياسي في لبنان. 

وترى اوساط عليمة ل”جنوبية”، ان خطوة بهاء الحريري ناقصة، لانه انطلق بعمله بطريقة غير مباشرة من دون تهيئة الارضية، وهو لم يطرح رؤيته السياسية والاقتصادية التي وعد بها اللبنانيين قبل سنتين، و هو يعمل من خلال حركة “سوا” على اعادة تنشيط  شخصيات فردية، مؤيدة لما يعرف بالخط السيادي، لإكماله بتحالف قوي مع قوى اساسية في 14 آذار سابقا، كحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية، الذي هو على تواصل دائم مع قيادته”.

خطوة بهاء الحريري ناقصة، لانه انطلق بعمله بطريقة غير مباشرة من دون تهيئة الارضية

وكشفت الاوساط عينها، عن دعم بهاء الحريري لحزب الوطنيين الاحرار، عبر رئيسه الجديد كميل دوري شمعون، بمبلغ مالي كبير اعاد فيه ترميم المركز الرئيسي في السوديكو، و وكذلك فاعليات سياسية، كالوزير السابق اشرف ريفي في الشمال، والنائب السابق فارس سعيد في بلاد جبيل، ورئيس حزب الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوض في زغرتا، والنائب نعمة افرام في كسروان ورئيس حزب السلام روجيه اده، والعميد المتقاعد مارون حتي، فضلا عن دعم جمعيات متعددة في اغلبها جمعيات تعمل في الشارع المسيحي”.

لدى بهاء الحريري قناعة بامكانية انطلاق عمله في الشارع المسيحي والبناء عليه

واكدت الأوساط أيضاً، “ان لدى بهاء الحريري قناعة بامكانية انطلاق عمله في الشارع المسيحي والبناء عليه، ليكون منطلقا اساسيا لاعادة استقطاب الشارع الاسلامي السني، اذ يعتبره تحصيل حاصل، مع غياب تيار المستقبل عن القيام بمهامه الخدماتية والتنظيمية، بالاضافة الى الامكانيات المالية المتوفرة لبهاء الحريري”. 

يقدم الحريري لاحدى المستشفيات الجامعية المسيحية تبرعا بمليون دولار في حين ان جمعيات عكار بأكملها مع ضحايا التليل كان نصيبها من تبرعه 50 الف دولار فقط!

ووفقاً لهذه الأوساط، “يؤخذ عليه في الشارع الاسلامي، بأن بهاء الحريري لا يوازن في تقديم المساعدات، بحيث يقدم لاحدى المستشفيات الجامعية المسيحية تبرعا بمليون دولار، في حين ان جمعيات عكار بأكملها مع ضحايا التليل، كان نصيبها من تبرعه 50 الف دولار اميركي فقط، فضلا عن غياب كامل في المناطق السنية، كعرسال وبيروت وصيدا واقليم الخروب والبقاعين الاوسط والغربي”.

وينطلق بهاء الحريري بالعمل من خلال حركة “سوا” التي يشغل موقع المدير التنفيذي فيها الناشط في المجتمع المدني سعيد صناديقي (بيروتي ويساري سابق) وهو، بحسب مصادر مواكبة ل”جنوبية”، من الشخصيات التي تلعب دورا اساسيا متخصصا في المجتمع المدني، وله علاقات محلية واقليمية ودولية مع NGOs، وهو المسؤول عن التوجّه الاستراتيجي لـ”سوا”، التي تهدف أن تصبح حركة سياسية، من شأنها إحداث تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي طويل الأمد في لبنان، وهو بدأ جولاته على مكاتب “سوا” في جميع المناطق، التي افتتحها في بيروت وعكار وكسروان وجبيل وصيدا، لإطلاق أنشطتها في جميع المناطق الموجودة فيها”. 

وكشفت المصادر عن هيكلية عمل بهاء الحريري، و قد شكل مركزية عمله في لبنان والخارج، مع عدد من المستشارين على النحو الآتي:

بهاء الحريري رئيسا حاضرا، يتواصل يوميا مع شخصيات وفاعليات ومفاتيح، عبر الاتصال المباشر اوعبر تطبيق zoom، حيث عقد سلسلة اجتماعات منذ شهر حتى اليوم، صافي كالو(صيداوي مقرب جدا من بهاء ويده اليمنى ومستشاره الاول لكل الشؤون)، احمد الغوش من بلدة برجا في اقليم الخروب المعروف باسم “جيري ماهر”(وهو شخصية تحوم حولها شبهات ومقرب من دوائر غربية عدة وتردد انه كان مستشارا لرجل الاعمال السوري رامي مخلوف) ويقوم بنسج علاقات مع اعلاميين لبنانيين، اغلبيتهم العظمى من الجو المسيحي مع بعض المسلمين السنة و قلة من الدروز، وهو من كان وراء العقد المبرم مع المؤسسة اللبنانية للارسال، كمنصة تلفزيونية لصوت بيروت انترنانشيونال، بصفقة شهرية قيمتها 250 الف دولار اميركي، هذا بالاضافة الى مستشار انكليزي هو مارك تيكستور Mark Textor، وهو خبير استطلاعات الرأي والاستراتيجي الانتخابي، وكان وراء فوز ثمانية من رؤساء وزراء الكومنولث في انتخابات عدة، وقد وصفته وسائل اعلام غربية متعددة انه “عبقري في تحويل الأبحاث الأولية إلى اتصالات مقنعة”.

وكان برز خلاف بين جيري ماهر ورئيس منتديات لبنان المحامي نبيل الحلبي ادى الى انسحاب الحلبي، وايقاف دعمه بالكامل، وانسحاب كل مناصرين من المنتديات وفرطها بسبب صراع مالي وتباين عملي.كما تحدثت المصادر، عن تباين بين صناديقي و ماهر، حول كيفية مقاربة المواجهة ضد حزب الله في لبنان.

السابق
في الضاحية.. عصابة تسرق الاسلاك الكهربائية بقبضة الدرك
التالي
محاضر جلسات «خميس مجلة شعر».. كتاب يوثّق كواليس شعراء «قصيدة النثر»