الناشطة سالي حافظ تروي لـ«جنوبية» رحلة الإقتحام والتحقيق!

الناشطة سالي حافظ
بعد أن قام عدد من الناشطين باقتحام وزارة الشؤون الإجتماعية قبل أسبوعين، إحتجاجًا على الأوضاع المعيشية وتأخر البطاقة التمويلية، تم استدعاء ستة ناشطين للتحقيق معهم في مخفر فصيلة الشام الخميس الماضي، وهم: إلى سالي حافظ إيلي هيكل، شربل قاعي، أماني الرز، هيثم عربيد، يحيى المصري، و المحامي علي عباس.

سالي حافظ واحدة من الناشطات في المجموعات الثورية، منها “مجموعة الاقتحام” التي اقتحمت مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية واستدعيت للنحقيق مع رفاقها، تحدثت عن تجربتها ل “جنوبية”.

فقالت بداية “لسنا مجموعة واحدة، نحن عدة مجموعات في ثورة 17 تشرين ننسّق فيما بيننا، فإضافة إلى أن مجموعة الاقتحام المكونة من ناشطين مهمتها اقتحام الوزارات المقصّرة،  والمطاعم والاستراحات واماكن الترفيه التي يرتادهاوالمسؤولون الكبار وعائلاتهم، غير المبالين بوجع الناس وفقرهم”.

وأضافت”: وانضممت أيضاً إلى مجموعة “نون” وهي مكوّنة من نسوة معنيات بملف تفجير المرفأ، منهن أمهات شهداء، هذه المجموعة تداهم العدلية ومكاتب قضاة و تختمها بالشمع الأحمر”، موضحة إن “المجموعات الثورية ليست أحزاباً ينتسب إليها أفراد، انما مجموعات تؤمن بأفكار مشاركة لها أهداف مختلفة ولكن يجمع بينها الثورة على النظام الحالي الفاسد”. 

ولفتت حافظ “الى ان هناك العديد من المجموعات تم خرقها من قبل أحزاب السلطة، لذلك فإننا لا نتأطّر بتنظيم معين، ونتقارب بحرية مع بعض كأفراد ومجموعات حذرة من محاولات الخرق تلك، فلم نسمح حتى الآن لمتسللين، مهمتهم إيقاع الفتن بيننا كما حدث مع عدد من مجموعات ثورة 17 تشرين”. 

اقتحام الشؤون الاجتماعية.. ومن هو المعاق؟! 

وحول سبب اقتحام مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية قالت حافظ انه ” بسبب المماطلة وتلكؤ الوزارة في اصدار البطاقات التمويلية للعائلات الاشد فقرا كما هو مقرر قانونا، فقد اقتحمنا مبنى الوزارة الواقعة في منطقة بدارو في بيروت في 26 تشرين ثاني الشهر الماضي، وطالبنا مقابلة الوزير فقابلتنا سكرتيرته التي عاملتنا بفوقية، ولكننا رفضنا اسلوبها واصرينا على موقفنا،  فاضطر الوزير لمقابلتنا من أجل شرح سبب تأخر وزارته في اصدار البطاقات، وكان اللافت محاولة تهربه من هذا الموضوع، وشرطه أن تعود وُتعلق صورة رئيس الجمهورية مكانها في الوزارة، مع أن أحد الحراس هو الذي نزعها عن الحائط حفاظاً عليها كما ادعى، فقمنا بالطلب منه أن يعيد تعليقها، هذا ما حصل”. 

نعتبر ان نضالنا مشترك مع القوى الامنية من اجل انتشال البلد مما هو فيه 

وحول تهمة كتابة شتمية للوزير ووصفه “بالمعاق”، أوضحت الناشطة حافظ “أن الوزير نفسه خلال حديثه معنا  هو في وصف الجمعيات التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة بأنها تهتم “بالمعاقين” ونحن اعترضنا واعتبرناها إهانة، بالنسبة لنا هم “معوّقون” باللغة العربية، لأنهم مبتلون بأمراض تعيقهم عن قيامهم بالأعمال مثل سائر البشر”. ورأت أن “الإعاقة كما وصفها الوزير تكون بأسلوب التفكير المتزمت والمستبد، كما ان رفضه للحديث معنا إلا إذا عادت صورة رئيس الجمهورية وعُلّقت على الحائط، هو تأكيد منه أنه تحت أمرة زعيمه، هذه هي العوائق الحقيقية بنظرنا، والإعاقة تكون بالتعنّت في تطبيق القوانين بسبب الالتزام بقرارات الحزب أو الزعيم، وأنا من هنا وبإسم المجموعات الثورية التي أنتسب لها أحيي جميع ذوي الاحتياجات الخاصة وأقول أنا أتضامن معهم لأنهم ذوي صلابة”. 

قوى الأمن أقرب للثوار! 

أما بالنسبة للتحقيق في مخفر طريق الشام في بيروت، أكدت حافظ ان كان ” الضابط وأفراد قوى الأمن كانوا غاية في التهذيب تجاهنا، واخذوا منا رواية الاقتحام كما سردتها واطلقوا سراح الجميع، ونحن نعتبر أن قضيتنا وقضيتهم مشتركة، فدور قوى الأمن ليس التصدي لمن يثور على هذا الواقع المزري الذي نمرّ فيه الذي نال من الجيش وقوى الأمن كما نال من كل المواطنين”.

إقرأ أيضاً: لبنان: «حرب الرئاستين» تُمَدّد المأزق الحكومي إلى 2022!

وتابعت”: عملنا جميعا يتهدده الانهيار، ورواتبنا في القطاعين العام والخاص كما في الاسلاك العسكرية تدهورت، ولم تعد تكفي حتى ضروريات حياتنا”، وأردفت”: داخل المخفر الوضع محزن، فالأثات البالي والزجاج المهشم داخل المبنى، يظهر حالة يرثى لها يعيشها المنتسبون لقوى الأمن في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن، لذلك نحن نعتبر ان نضالنا مشترك مع القوى الامنية من اجل انتشال البلد مما هو فيه “. 

اقتحمنا مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية بسبب المماطلة والتلكؤ في اصدار البطاقات التمويلية

 هل تكرار الاستدعاء للرفاق والمجموعات الثورية سوف يرهبهم ويمنعهم عن متابعة نشاطاتهم، جزمت سالي “ان حاجز الخوف انكسر من زمن، وأصبحنا نحن بموقع الهجوم، فقد كفّ المسؤولون عن التجوّل بمواكب فخمة، وأصبحوا يخافون منا ولا يتجرأون على ارتياد المطاعم واماكن الترفيه مع عائلاتهم، متحدين مشاعر الشعب الذي يزداد فقرا، لأننا نهاجمهم ونواجههم ونذكرهم بأفعالهم وجرائمهم المالية”. 

وختمت الناشطة حافظ بان “النضال طويل والثورة ليست نزهة، ويجب أن يكون عندنا صبر وقدرة على الصمود”. 

السابق
«عرض متواصل»..إستعدوا لمنخفض جوي جديد الإثنين!
التالي
الاسعد للرفاعي: أسأل معلمتك