جنبلاط «يجّس النبض» السعودي..وعون يتهيّب «صفعة الدستوري»!

نجيب ميقاتي و نبيه بري
لم تحرك الرياض ساكناً، رغم الاتصال الثلاثي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اثر لقاء جدة بين ماكرون وبن سلمان منذ ما يقارب الاسبوعين ونيف.

هذه السلبية السعودية دفعت اكثر من طرف لبناني حليف للسعودية، الى استجلاء الموقف ومنهم النائب السابق وليد جنبلاط، والذي اوفد النائب وائل ابو فاعور وبتسهيل من النائب نعمة طعمة، كما تؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية”.

وتشير المصادر الى “خيبة امل” جنبلاط من السلبية السعودية المستمرة، وان لا افق للعلاقة مع لبنان والطريق ستبقى مسدودة امام ميقاتي الى الرياض!

وفي دلالة على تأزم العلاقة اللبنانية- السعودية، غرّد السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري عن الكذب السياسي. وكتب عبر حسابه على «تويتر:» حَاولَ لودفيغ فيتغنشتاين من خلالِ كتابهِ «تَحْقِيقَاتٌ فَلْسَفِيَّةٌ» أنْ يُقَدِّمَ لَنا رُؤْيَةً نَقديّةً لفكرةِ الكَذِبِ وَالخِداعِ السِياسيِّ بِقَوْله: «لا شَيْءَ أصعبُ مِن تَجَنُّبِ خِداعِ المَرْءِ لِنَفْسِه!

استئناف الاتصالات

حكومياً ، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي «أن المطلوب من الجميع التخلي عن اعتبار الحكومة متراسا للكباش السياسي الذي لا طائل منه».

واعلن ميقاتي ان “الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، في الظروف الحالية المتشنجة، ومن دون تأمين الحد الادنى من التفاهم ستكون كمن يؤجج الخلاف، ما يؤدي الى تفاقم الامور وتصبح اكثر تعقيدًا”.

موفد جنبلاط عاد من السعودية بأجواء سلبية جداً ولا يبدو ان هناك اي باب سيفتح امام ميقاتي!

وشدد على «ان الوقت لم يعد مناسبا للتعطيل او المكابرة او فرض الشروط والشروط المضادة فيما مستويات الانهيار تتطلب تضافر كل الجهود للمعالجة».

في المقابل، تلمح مصادر متابعة  لـ”جنوبية” الى معاودة حركة الاتصالات والمشاورات بين كبار المسؤولين، في محاولة لخرق حالة الجمود الحاصل في الوضع السياسي، والسعي لانهاء تعليق جلسات مجلس الوزراء. 

وتتردد المعلومات عن زيارة او اتصال مرتقب بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري في غضون الساعات المقبلة، يليها زيارة ميقاتي لبعبدا للقاء الرئيس ميشال عون، في إطار الجهود المبذولة، لاعادة العافية، للعمل الحكومي، والبحث بالخطوات المطلوبة، لاعادة تفعيل، عمل  الدولة ومؤسساتها. 

إقرأ أيضاً: بري «يَركل» كرة التعطيل الى بعبدا..وترحيل المعارضين البحرانيين يُغضب «حزب الله»!

ولكن، استنادا للمصادر السياسية، فان اختراق الجمود السياسي، يتطلب  اولا تبريد الاجواء الملبدة بين عون وبري، ووقف الحملات الاعلامية بين حركة امل والتيار العوني، وايجاد صيغة مقبولة للخلاف حول موضوع  تنحية المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت.

ولم تنف المصادر وجود افكار وطروحات للحلول، الا انها لاحظت ارتفاع وتيرة الصدام الكلامي بين نواب من حركة  امل والتيار في الساعات الماضية، وهو ما من شأنه تعقيد حل المشكلة، واعادة الامور الى الوراء.

معاودة حركة الاتصالات والمشاورات بين كبار المسؤولين في محاولة لخرق حالة الجمود والسعي لانهاء تعليق جلسات مجلس الوزراء

وبالانتظار، لم تظهر اية مؤشرات نيابية أو حكومية او قضائية توحي بقرب إيجاد حلول او مخارج للسلطات الثلاث من الازمة المستعصية القائمة في البلاد التي تشلّ كل شيء في السياسة والقضاء والادارة والاقتصاد والقطاع النقدي، بل ملأت الساحة اخبار التحركات المطلبية وارتفاع اسعار الدولار والمحروقات والمواد الغذائية والادوية، ومخاطر استمرار الانزلاق الى القعر السحيق.

توضيح نعيم قاسم

بعد اللغط الذي اثير حول ما نُقل عن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من قوله من لم يعجبه خيار المقاومة فليرحل، اوضح مكتب الشيخ قاسم انه قال ما نصه حرفيا: «نحن مع لبنان الذي يريد مستقبل أجياله، ويكون سيدا مستقلا ويكون قويا، فهذا لبنان الذي أصبح له سمعة في العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات، هذا هو لبنان الذي نريده، فمن أراد الالتحاق به ومن لم يرد فليبحث عن حل آخر، أنتم لا تشبهون لبنان نحن الذين نشبهه، لأن من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيدا حرا مستقلا».

واضاف المكتب: جاءت شتائم من بعض الموتورين فآثرنا أن نترك الحكم للناس، وهؤلاء بين من لم يسمع جيدا أو لم يقرأ، أو قرأ ولم يفهم، أو يريد التصويب على «حزب الله كيفما كان.

المجلس الدستوري

ولم يحسم المجلس الدستوري مصير الطعن المقدم من قبل تكتل «لبنان القوي» وتم تاجيل الحسم الى يوم الاثنين المقبل، اي قبل يوم واحد من انتهاء المهلة القانونية لاتخاذ القرار، وبعده سيكون القانون نافذا.

ويتخوف رئيس الجمهورية وصهره من تطيير النصاب مطلع الاسبوع المقبل. وبذلك يكون الطعن غير موجود وتكون الصفعة السياسية لهما كبيرة!

وتلفت مصادر قضائية الى ان التاخير منطقي لان لا حسم بعد حول الطعن والنقاشات مستمرة، بعدما غياب عضويين عن جلسة الامس، واحد بحجة قطع الطرقات في البقاع، والثاني بداعي المرض، فماذا لو غاب اكثر من عضو يوم الاثنين بضغط سياسي

السابق
صيدا تستيقظ على حادثة صادمة.. جثة خلف السراي الحكومي
التالي
«حزب الله» يسبح عكس «التيار»!