غبريل لـ «جنوبية»: المضاربون وراء تقلبات السوق الموازية.. ماذا عن دولار الأعياد؟

نسيب غبريل

يستمر مسلسل انهيار الليرة اللبنانية على وقع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد منذ عام 2019، الا انه كان المستغرب مؤخرا التقلبات الشديدة والسريعة التي شهدها دولار السوق السوداء بشكل غير منطقي بعدما سجلت الليرة أدنى مستوياتها على الاطلاق مع وصولها الى عتبة الـ 27 الفا، لتعود وتنخفض مجددا الى عتبة الـ 21 الفا خلال ساعات، عدا عن التأرجح الحاصل في اليومين الأخيرين صعودا وهبوطا بين عتبة الـ 21 الفا – 24 الفا.

اقرأ أيضاً: لعبة السوق السوداء مجددا: بعد انخفاضه المفاجئ.. ارتفاع كبير بسعر الدولار!


وأمام التضخم الكبير والغلاء الفاحش بالأسعار، وفيما يتحضر اللبنانيون لاستقبال عيدي الميلاد ورأس السنة، تكثر التساؤلات حول حقيقة هذه التقلبات من جهة، و”دولار الأعياد” في السوق السوداء من جهة ثانية. الا انه عكس موجة التوقعات السائدة حول العملة الخضراء، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور نسيب غبريل، لـ “جنوبية”، انه لا يمكن توقع سعر صرف الدولار في السوق الموازية لأنها رهينة المضاربين والمضاربات.

“فسعر السوق الموازية هو سعر اصطناعي لا يعكس فعليا حجم العرض والطلب”، بحسب غبريل، فانه “من الممكن ان يعكس جزءا بسيطا من حجمها ولكنه يعكس بشكل أكبر المضاربات وتحكم المضاربين بهذا السوق لتحقيق أرباح سريعة، اما السبب فهو انه منذ اندلاع الأزمة عام 2019 لم تتخذ السلطات أي اجراء للجم التدهور الحاصل وضخ السيولة في السوق اللبناني”.

سعر السوق الموازية هو سعر اصطناعي لا يعكس فعليا حجم العرض والطلب


ورأى ان “ظهور السوق الموازي سببه التراجع الحاد وتوقف تدفق رؤوس الأموال الى لبنان بدءا من أيلول 2019، ما نتج عنه شح السيولة بالعملة الأجنبية، وأدّى أيضاً الى ظهور السوق الموازي لأول مرة منذ 25 سنة، وبالتالي فان غياب اية إجراءات إصلاحية من جهة والتأزم السياسي من جهة فسح المجال أمام المضاربين للتحكم بالسوق وتحديد سعر الدولار”.

لا يمكن معرفة القيمة الحقيقية لليرة أو تحديد مستويات الدولار في السوق

وأشار غبريل الى أن “مسألة العرض والطلب تؤثر على الدولار، ولكن شق المضاربات هو الأكثر تأثيرا عليه، خصوصا ان السوق الموازية ليست شفافة ولا تخضع لأي رقابة وأية قوانين وسلطات”.

الى ذلك شدّد على انه لا يمكن معرفة القيمة الحقيقية لليرة أو تحديد مستويات الدولار في السوق لأن ذلك يحدده فقط توحيد أسعار الصرف والعملية الإصلاحية وإعادة ضخ رؤوس الأموال في السوق اللبناني وهذا لا يحدث دون اتفاق تمويلي مع صندوق النقد الدولي.

ثمة سباق بين الخبراء حول من يهوّل أكثر ويتكهن الى أين سيصل الدولار صعودا أو هبوطا


ولفت الى انه “ثمة سباق بين الخبراء حول من يهوّل أكثر ويتكهن الى أين سيصل الدولار صعودا، فهؤلاء الذين خلقوا جدالا إعلاميا، هم نفسهم عندما هبط الدولار الى 13 ألفا عند تأليف الحكومة تسابقوا أيضا الى أي عتبة سيتابع الدولار انخفاضه”.
وعن دولار الأعياد، رفض غبريل التعليق حول ما اذا كان الدولار سوف يشهد ارتفاعا او انخفاضا، مؤكدا على ان “ذلك يخدم المضاربين، وكل هذه التكهنات والتوقعات هي من باب “التبصير” وليست من باب العلم”.

السابق
بعدسة «جنوبية»: حملة التطعيم مستمرة.. الحلبي والابيض اطلعا على سير حملة التلقيح في ثانوية شكيب أرسلان
التالي
«معجزة».. جنبلاط يُعلّق على لقاء ماكرون – بن سلمان!