هل يتبوأ العلامة فضل الله منصب رئاسة «المجلس الشيعي»؟!

علي فضل الله
ما تزال معضلة اختيار رئيس خلفا للإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، تراوح مكانها منذ أشهر ، بعدما احترقت جل الأسماء المطروحة لهذا الموقع الديني الرسمي، لأسباب لم تعد تخفى على أحد، في حين تداولت بعد المصادر اسم العلامة السيد علي فضل الله بوصفه أحد الشخصيات الجديرة، بتولي هذا المنصب الرسمي الجامع..

لا شك ان بعض الذين طرحت أسماؤهم لتولي منصب رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لا تتوافر فيهم شروط من ينبغي توليته هذا المنصب، من حيث الكفاءات العلمية الفقهية الاجتهادية، رغم توافر بعض المؤهلات الأخرى في بعض الأسماء، كالمؤهلات الإدارية من القدرة على القيام بالأعمال الإدارية وما شاكل.

وإن كانت هذه وحدها لا تكفي للتصدي لهذا الموقع، فتشخيص الحكم الشرعي من أدلته المقررة، هو المؤهل الأول لمن ينبغي توليته هذا المنصب، بحسب ما ينص عليه قانون تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

ذلك أن وظائف رئيس المجلس ترتبط ارتباطاً مباشراً بالقضايا الشرعية، في مجالات شتى تفرض عليه إعطاء الرأي الفقهي فيها، بدءاً من طريقة التعاطي مع الأقضية الدينية في المنازعات التي تطرح أمام رئاسة المجلس، مروراً بضرورة الإفتاء في كثير من القضايا، التي تعرض على هذه الرئاسة وتتطلب الرأي الفقهي فيها، مما لا يكون واضحاً في رسائل مراجع التقليد، خصوصاً في الأحكام الشرعية التنفيذية التي تتجاوز مرحلة الفتاوى الفقهية، بحيث لا بد من تشخيصها من قبل المجتهد، وهذا ما لاحظه مؤسس المجلس الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر عندما قرر النهوض بهذه المؤسسة.

العلامة فضل الله تربى في البيت الذي انطلقت منه شرارة شعار المقاومة الإسلامية في لبنان

نجاح مؤسسات فضل الله  وأمام هذا التخبط، يبرز إسم العلامة الحجة السيد علي محمد حسين فضل الله رئيس جمعية المبرات الخيرية، الذي أثبت قدرته على إدارة المؤسسات لأكثر من عشر سنوات مضت على رحيل والده المرجع الديني، الذي حظي بتقليد واسع الانتشار بين لبنان والعراق ودول الخليج وأوروپا وأمريكا، خصوصاً في وسط الجاليتين اللبنانية والعراقية، وما زال الكثيرون من مقلديه باقون على تقليده بفتاوى بعض المراجع الأحياء.

والعلامة فضل الله تربى في البيت الذي انطلقت منه شرارة شعار المقاومة الإسلامية في لبنان، هذا الشعار الذي تبنَّاه حزب الله بالكامل في مرحلة لاحقة، ليكون عنواناً للحزب على عَلَمِه ورايته الصفراء .

إقرأ ايضاً: تعويل على زيارة ماكرون للسعودية..والجوع يضرب ثلثي اللبنانيين!

وذلك بدلاً من عنوان: ” الثورة الإسلامية في لبنان ” .. ووالد العلامة فضل الله هو الأب الروحي للحالة الإسلامية المعاصرة في لبنان دون منازع، بعدما أسس لهذه الحالة الإمام الصدر قبل تغييبه.. ومؤهلات العلامة فضل الله الفقهية الاجتهادية غنية عن التعريف، ففي حياة والده الراحل كتب العلامة فضل الله بحث : “كتاب الجهاد”، وهو بحث فقهي استدلالي تقريراً لدروس والده في مرحلة دراسة البحث الخارج، وهذا الكتاب يعتبر خارطة طريق، لكل العمل الجهادي العسكري والأمني والثقافي الذي انطلق في لبنان والمنطقة.

اجتهاد السيد علي فضل الله وقد شهد بعض الفقهاء باجتهاد العلامة فضل الله، بعد صدور تقريره الفقهي الاستدلالي هذا.. ويؤكد العلامة فضل الله اجتهاده الفقهي منذ أيام بطباعة بحثه الفقهي الاستدلالي الآخر : “فقه الحضانة” الذي قدم له آية الله السيد أحمد الأشكوري، وصدور هذا البحث دليل إضافي يعزز حظوظ العلامة فضل الله، لإثبات أهليته الفقهية الاجتهادية لتولي منصب رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، فضلاً عن سائر المؤهلات التي أهمها رعاية أيتام الشيعة في لبنان عبر أنشطة المبرات المتنوعة، ومتابعة شؤون الفقراء عبر مؤسسة والده الخيرية.

يؤكد فضل الله اجتهاده الفقهي منذ أيام بطباعة بحثه الفقهي الاستدلالي الآخر : “فقه الحضانة”

وتبقى المقدمات والشكليات الأخرى محكومة بالتوافق، الذي يظهر أن الرئيس نبيه بري بات مقتنعاً به كخيار للملمة البيت الشيعي والمؤسسات الشيعية، ووضعها بأيدٍ أمينة مُجَرِّبة تستطيع النهوض بها .. لا سيما فيما يختص القطاع المشيخي، الذي يعاني من الإهمال المزمن، الذي أدى إلى انحراف البعض عن جادة الصواب.

الأطراف الشيعية المهمشة، وكذلك فقراء الشيعة وضعفاء الطائفة، والمشايخ من فئة المعزولين المحرومين من أبسط الحقوق، يدعمون تسلم السيد فضل الله لمنصب رئاسة المجلس الشيعي، الذي يشوبه الفراغ الكبير منذ سنوات منذ مرض الامام قبلان وحتى وفاته، على امل الاستمرارية بالتوافق على العلامة الحجة السيد علي محمد حسين فضل الله رئيساً للمجلس الشيعي لإقفال هذا الملف على خير.

السابق
مجموعات المعارضة تستعد لمواجهة «أمل» و«حزب الله» بلوائح موحدة
التالي
تطبيع التعطيل: حكومة لا مجلس وزراء!