هل تصلح الفاتيكان وقطر ما أفسده لبنان مع السعودية؟!

البابا فرنسيس لبنان
جولة خارجية يقوم بها المسؤولون السياسيون إلى دول صديقة للبنان، بحثا عن حل للأزمة ( رئيس الجمهورية إلى قطر ١الحكومة إلى الفاتيكان). فهل ستؤتي هذه الجولة ثمارها، أم أنها ستكون محاولات لتعبئة الفراغ السياسي بإنتظار ما ستحمله مفاوضات فيينا إلى المنطقة؟

ليس جديدا القول أن المحاولات الداخلية لحل الازمة اللبنانية، المستفحلة حكوميا وقضائيا ومعيشيا باءت جميعها بالفشل، وأن البلد على شفير التلاشي والانهيار الاجتماعي الكامل، وما التقارير اليومية التي تُرفع إلى المسؤولين السياسيين، عن عمليات سلب وسطو مسلح التي تحدث في الكثير من المناطق والقرى، سوى نموذج عن أن الانفجار الاجتماعي آت لا محالة، في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة.

أمام هذا المشهد الداخلي المقفل، ثمة حركة من الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي نحو أصدقاء لبنان، إذ سيلتقي ميقاتي غدا الخميس البابا فرنسيس في الفاتيكان، في حين أن زيارة عون إلى قطر ستكون يوم الاثنين المقبل، كما أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون سيدخل على خط أزمة توتر العلاقات بين لبنان  مع دول الخليج، من خلال الجولة الخليجية التي ‏ستقوده ما بين 3 و5 كانون الاول المقبل، إلى المملكة العربية السعودية وقطر والامارات ‏العربية المتحدة، علّه يتمكن من احداث خرق في جدار الازمة. وتفيد المعلومات أيضا ان رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، اقترح عقد مؤتمر للأطراف اللبنانيين حول ‏السيادة كحل للوضع الكارثي الذي يمر فيه لبنان، خلال مشاركته في اجتماع ‏لمنظمة فرسان مالطا التي يترأسها في لبنان.

أمام هذا الحراك يصح السؤال عما إذا كان هذا الحراك هو محاولة جديدة لتدويل الازمة اللبنانية، لإنضاج مخرج على غرار ما كان يحصل في كل مرة ينفجر فيها الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، أم ان الأزمة الحالية هي أكثر تعقيدا؟ يجيب مصدر دبلوماسي مراقب “جنوبية” بالقول  أن “زيارة الرئيس ميقاتي تندرج ضمن الاطلالة اللبنانية على المسرح الدولي، ولكن عمليا ماذا يمكن أن يقدم الفاتيكان في الازمات التي يعيشها لبنان سواء معيشيا، أو مع الخليج مثلا،  في الوقت الذي لم تتمكن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا على إحداث خرق، من دون إغفال الوعد القطري بالوساطة( في بداية الازمة)؟”، لافتا إلى أنه “في الشهر المقبل سيناقش الرئيس ماكرون الملف اللبناني أثناء زيارته للمملكة ولن يتوصل إلى حل، لأن لبنان لا يعيش أزمة سياسية وحسب بل أزمة حياتية قارصة” . 

لا يمكن الاستمرار في سياسة الاستهتار وكل الاطراف السياسية عليها إيجاد مخرج لأن البلد يتحلل بكل مؤسساته

يرى المصدر أن ” ما يقوم به بعض المسؤولين اللبنانيين اليوم، لا يحتسب لهم  إذا لم يستطيعوا و يتمكنوا من معالجة القضايا الحياتية والمعيشية، التي يتخبط فيها اللبنانيون، وكل لقاء لا يؤدي إلى نتيجة، ينعكس إيجابا في الشارع اللبناني المتعطش، لحل لا يعوّل عليه و تندرج في إطار العلاقات العامة”، معتبرا أن “معالجة المشكلة في لبنان لها خارطة طريقة واضحة، ولا تستلزم نقاشا كبيرا، و تحرك المسؤولين اللبنانيين لن يؤدي إلى نتيجة، لأنه ليس بوضع طبيعي، بل يندرج في إطار الابقاء على العلاقات العامة، وإشغال الوقت الضائع بإنتظار ما ستسفر عنه محادثات فيينا”.

يوافق وزير الخارجية السابق عدنان منصور على أن “الأزمة اللبنانية لها إرتباطات داخلية وخارجية، و خصوصا بعد الموقف الخليجي الاخير من لبنان”، لافتا ل”جنوبية” أن “هذا الوضع يحتم على المسؤولين اللبنانيين  أن يعملوا، على ردم الهوة الحاصلة اليوم بين لبنان والدول العربية، ولذلك زيارة كل من الرئيس عون إلى قطر والرئيس ميقاتي إلى الفاتيكان تساعد على إيجاد نوع من الحلحلة، خصوصا أن قطر لها حضورها الخليجي، سواء لتوفير الدعم للبنان ومساعدته على الخروج من أزمته”.

منصور لـ”جنوبية”: طالما أن الموقف السعودي من لبنان لم يتغير فإن التحرك القطري سيكون محدودا

ويرى أن “تأثير المملكة العربية السعودية على لبنان أكبر بكثير من تأثير الفاتيكان، بحكم الروابط الموجودة بينهما، ولأن الدور السعودي عالميا وإقليميا كبير جدا، كون المملكة ادولة محورية ومركزية، والخلاف  الحاصل يجب ردمه، خصوصا أن لبنان ليس لديه الرغبة بالتدخل في شؤون الدول ومنها المملكة”، معتبرا أنه “طالما أن الموقف السعودي من لبنان لم يتغير، فإن التحرك القطري سيكون محدودا بشكل كبير، ولذلك نحن نعوّل على عمل مشترك من قبل المجموعة الخليجية للمساعدة على الحل”.

ماذا عن المحاولات الفرنسية لفتح حوار لبناني داخلي لحل الازمة الداخلية؟ يجيب منصور:”لا أعتقد أن الخلافات الداخلية في لبنان، تحتاج إلى مؤتمر للحوار لحلها على نسق مؤتمر سان كلو، الاطراف اللبنانية تعلم أنها تمر في مرحلة حساسة جدا، ولا يمكن الاستمرار في سياسة الاستهتار، وكل الاطراف السياسية عليها إيجاد مخرج، لأن البلد يتحلل بكل مؤسساته، والاستعانة بالخارج لحل أزمتنا الداخلية أمر معيب بحق الطبقة السياسية “.

السابق
الراعي يستقبل السفيرة الأميركية.. ويُجدد دعوته لحياد لبنان
التالي
سياج عازل بين لبنان واسرائيل.. واستنفار أمني تحسباً لأي طارىء