حرب لـ«جنوبية»: إنتخابات المحامين رسالة لتوحيد صفوف أهل الثورة

بطرس حرب
خسارة أهل الثورة في إنتخابات نقابة المحامين كانت كبيرة، لكن لا بد من تتحول هذه السقطة إلى وسيلة لإعادة تقييم الاداء وتصحيحه في الاستحقاقات المقبلة، ومنها الانتخابات النيابية، فهل يفعلون ذلك؟

شكلت نتائج إنتخابات نقابة المحامين يوم الاحد الماضي، مفاجأة “غير سارة” لأهل ثورة 17 تشرين، الذين فشلوا في إيصال مرشحيهم إلى مقعد النقيب على غرار ما حصل في الانتخابات الماضية، التي أوصلت النقيب ملحم خلف إلى رئاسة أحد أهم النقابات في لبنان. لا شك أن الثغرات التي يعاني منها أهل الثورة عديدة وأدت إلى هذه النتيجة، ولكن بعيدا عن جلد الذات لا بد من تعلم أمثولة مما حصل، علّها تكون مفيدة للإستحقاقات المنتظرة، وعلى رأسها الإنتخابات النيابية المقبلة.

إقرأ أيضاً: إنتخابات المحامين: كسبار نقيبا بأصوات الأحزاب.. وأفول «النجم العوني» وصعود «الكتائب»!

يوافق النائب السابق بطرس حرب على أنه يجب إستخلاص العبر مما جرى في إنتخابات المحامين يوم الاحد، معتبرا لـ”جنوبية” أن “ما حصل هو ممارسة ديمقراطية سليمة للمحامين لإنتخاب مجلس نقابة جديد وهذا أمر إيجابي لكن يمكن تسجيل ملاحظات على الانتخابات”، مشيرا إلى أن “الملاحظة الاولى هي أنه بعد أن أصيب الأحزاب بالخسارة الكبيرة في الانتخابات النقابية الماضية، وبعد تحرك الثورة الشعبية في لبنان ضد المشاركين في السلطة والحكم، يبدو أن هذه الاحزاب أخذت منحى بعدم ترشيح أحدا من أعضائها، بل مساندة بعض المرشحين الذين إعتبرتهم أقرب إليها”، ويرى أن “هذه نقطة تحول كبيرة ونقطة إيجابية لأنه من غير الجائز، أن تضع الاحزاب يدها على القطاعات تحولها لميدان للصراع السياسي ضمن النقابة”.

الاحزاب أخذت منحى بعدم ترشيح أحد من أعضائها بل مساندة مرشحين

يضيف:”نقابة المحامين هي من أهم النقابات في لبنان، ومن أركان الديمقراطية في لبنان، إلا أنه لا يجب ان ننسى أنها حصن من حصون الديمقراطية وعليها دور وطني شرط أن لا يكون حزبيا، أي أنها تتحرك وفقا للمبادئ وليس وفقا للأهواء الحزبية”، مشددا على أن “ما جرى يوم الاحد هو تكريس لهذا التوجه وهو امر إيجابي جدا، على صعيد بدء تحرير النقابات من السيطرة الحزبية”.

يتابع:”الملاحظة الثانية هي أن العنصر النقابي كان الاساس في إختيار المرشحين، النقيب الجديد للمحامين هو ناشط نقابيا منذ 30 عاما، وإنتخابه أمر جيد وقد تصب في هذا الاتجاه، وقد تكون الخطوة الاولى نحو تحرير النقابات من السطوة والسيطرة الحزبية”.

على الثوار ان يتواضعوا قليلا كي لا يكونوا مثل أهل السياسة

الملاحظة الثالثة التي يسجلها حرب على الانتخابات، هي أن “المعارضة لم تكن متفقة على مرشح واحد، والمرشحون بإسم الثورة لم يتمكنوا من جمع تأييد أهل الثورة، والمعركة الحالية تختلف عن المعركة الماضية لأنها جرت على أساس، ان المرشحين يحاولون إثبات وجودهم لكن لم يتمكنوا من السيطرة على الموقف”، مشيرا إلى أنه ” إستمرت إذا المعارضة بالتصرف على الاساس، الذي تصرفت فيه في المرة الماضية والاخيرة، وإذا لم تتمكن من جمع صفوفها على مرشحين معينين وأصحاب برامج معينة إصلاحية، فإنها لن تتمكن من تحقيق أهدافها”، ويشدد على أن “هذا الامر لا يتحقق إلا بتوحيد الصفوف، والاتفاق على برنامج عمل مشتركة، وهذا ما قد ينطبق على الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي فإن إنتخابات نقابة المحامين هي رسالة واضحة للمطالبين بالتغيير، بأن عليهم توحيد الصفوف والتوقف عن الصراع من أجل المناصب والزعامة”.

ويختم:”عليهم أن يتواضعوا قليلا، كي لا يكونوا مثل أهل السياسة، لأنهم يطالبون بالتغيير”.

السابق
ثغرة في جدار التعطيل.. إعادة دعوى رد البيطار الى ايليا بعد «تسلل» مزهر
التالي
جثة إمرأة في حي السلم.. والأجهزة الأمنية تتحرك