«الجحيم» يَتمدد..الكهرباء والمحروقات والدواء «تُحرق» الجنوبيين والبقاعيين!

العتمة الشاملة قريبة الكهرباء
لم تعد "الجحيم" الموعودة مجرد كلام انشائي بل اصبحت امراً واقعاً مع شمول رفع الدعم كل مناحي الحياة من المازوت والبنزين والغاز والدواء لتتحول الحياة اليومية الى كابوس اذ باتت كهرباء المولدات وقاروة الغاز واللحوم والاجبان والمحروقات وامس الادوية خارج متناول الفقراء والذين بلغوا 80 في المئة من اللبنانيين واكثر من 90 في المئة من اهالي الجنوب والبقاع والشمال. (خاص "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

وفي تعبير عن المأساة الاجتماعية، في إحدى محطات بيع الغاز في الجنوب، دخل ستِّيني باب المحطة و هو يحمل على كتفه قارورة غاز فارغة، و وقف كما بقية الناس ينتظر دوره، و عندما حان دوره، قال لعامل التعبئة: “بقدَّيش القنينة”؟ أجاب العامل: ب 272000 ليرة قال له: ” بدِّي عبِّي ربع قنينة” . العامل: ما بقدر، خلي يغيرك يجي و ما تضيعلي وقتي.

قال له : ما معي الاَّ 70 ألف، و ما فيه غاز بالبيت. وقبل أن يرد العامل، تدخل شخص كان يقف ورائه و قد استمع إلى الحوار و طلب من العامل تعبئة القارورة على حسابه.

و نظر إليه الرجل بخجل و عينيه قد تغرغرت بالدموع و تلعثم لسانه و قال بحرقة: ” الله يلعن اللي كانوا السبب و اللي عملوا فينا هيك و ذلُّونا، الولاد ناطرين بالبيت لعبِّي غاز حتى يعملوا شاي و يتروقوا “. 

و عن هذا الموقف قال عامل المحطة للرجل الذي تبرَّع بدفع ثمن القارورة: ” لا تأخذ عني فكرة خاطئة، فأنا أصادف يومياً عشرات الحالات، منهم من لا يملك مالاً و منهم من يملك جزءاً من ثمن القارورة، و نحن بصدد التحضير لفتح ماكينة جديدة لبيع الغاز الفلت، يعني بيع الغاز، بطريقة ربع او تلت او نص قارورة، كخدمة لمن لا يستطيع دفع ثمن القارورة”.

 البقاع

ومن جديد عادت ازمة انقطاع الكهرباء والتقنين القاسي الى قرى حوض بحيرة القرعون، حيث نظمت الهيئات الشبابية في البقاع الغربي وقفة احتجاجية لأهالي القرى المستفيدة من كهرباء الليطاني في البقاع الغربي امام شركة كهرباء لبنان في بلدة مشغرة، لمواجهة محاولات فرض التقنين غير المباشر عليهم من خلال توزيع التغذية على بلدات اضافية تفوق قدرة محطتي الاولي وعبد العال على تحملها، مؤكدين ان “العدالة تكون بتأمين الكهرباء للقرى غير المستفيدة وليس عبر فرض العتمة الشاملة على قرى جزين والبقاع الغربي”.

إقرأ ايضاً: «حمى الإنتخابات» والمزايدات تُعطل البلد.. وباسيل «يلتف»على الإستحقاق النيابي!

وأشار المعتصمون الى أنه “رغم تحذير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وتأكيدها ان ربط بلدات جديدة يستوجب تجديد المحولات في محطة عبد العال، وكذلك تجديد خط الاولي – عبد العال، ورغم توجيهها كتابا خطيا الى وزارة الطاقة والمياه، يتضمن كافة المراسلات والمعطيات الفنية.

الاهالي ينتقدون مسؤول التيار الوطني الحر والذي يعتبر وزارة الطاقة ملك ابيه فيوزع الوعود على البلدات على أن يقوم بربطها بمحطة عبد العال

واعتبر الاهالي أن مسؤول التيار الوطني الحر يعتبر وزارة الطاقة ملك ابيه، فيوزع الوعود على البلدات على أن يقوم بربطها بمحطة عبد العال.

وبالتالي هذا ما سيؤدي الى زيادة الضغط على مخرجي سحمر ومشغرة – القرعون، في اطار خطة مرسومة لحرمان البقاع الغربي من الكهرباء وتحويلها الى كهرباء زحلة، تحضيرا لانتهاء امتياز كهرباء زحلة، على حساب البقاع الغربي واهله”.

وكانت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني تقدمت بكتاب الى وزارة الطاقة “للتأكيد على وجوب امتناع مؤسسة كهرباء لبنان عن ربط اي بلدات او قرى او احياء او حمولة جديدة على محطات التوتر متوسط 15 ك.ف التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان والمربوطة بمعامل توليد الطاقة الكهرومائية التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، الا بعد تنفيذ عملية تجديد الخلايا لمحطة الاولي واستبدال المحولات في محطة عبد العال لتفادي انقطاع التغذية الكهربائية عن قرى جزين والبقاع الغربي، ولتفادي أي مخاطر فنية تعرض سلامة منشآت ومعامل توليد الطاقة الكهرومائية وتتسبب بكوارث تهدد السلامة العامة وحياة العاملين لدى المصلحة”، محملة “المسؤولية الإدارية والقانونية والجزائية لكل من يخالف الأصول الفنية”.

وفي سياق متصل مع ارتفاع سعر الدولار وارتفاع اسعار المحروقات ارتفعت قيمة فواتير مولدات الكهرباء بما لا طاقة وقدرة للمواطن على دفعها، ليصل سعر ال ٥ امبير الى مليون ليرة مما دفع بعشرات المواطنين لأن يقطعوا اشتراكاتهم بالمولدات لعدم قدرتهم على دفعها.

السابق
الشعر هو الحب الممزوج بمتعة الدهشة والمفاجأة
التالي
هل يرفع اللبنانيون نخب الإنتخاب؟!