قمة المناخ في غلاسغو بين الخيبات الكبيرة والآمال الصغيرة!

قمة المناخ غلاسكو

اتفاق خجول بين الولايات المتحدة والصين في نهاية قمة غلاسغو  قد يؤدي الى بعض الالتزامات الصينية باتفاق باريس. هذا موجز الانجازات التي لم تتحقق، في حين أن المئة مليار دولار المقررة في اتفاق باريس ما تزال في خزائن النوايا. وما على البلدان النامية سوى الانتظار.  وإذا كانت الاقتصادات الدولية أُصيبت بفايروس الكورونا، فهي تحتاج الى وقت طويل للتعافي. وهي لا يمكنها التخلي بعد عن النمو الممكن لصالح التنمية البعيدة المنال. ولا تبدو مستعدة لدفع فرق الفاتورة، بين الاستمرار بالاعتماد على الوقود الأحفوري وبين الانتقال الى تجهيزات الطاقة المتجددة. وفي الحديث عن التخلي عن الفحم الحجري، فيبدو المنال بعيداً، إذ إن المشاريع لإنتاج الطاقة باستعمال الفحم سترتفع من 190 الى 335 جيغاواط، أي أن المشاريع المقررة سيصعب تجاوزها.

اقرا ايضا: إرفعوا أيديكم عن لبنان.. وبلاد العرب أيضاً!


إن واقع الحال هو التزامات غير ملزمة، من جانب واحد من حكومات تعتمد على بعض من الوعي الجماعي، المجبر على التراجع عن وعوده، كما حصل مع ألمانيا، التي تراجعت وأطالت عمر مفاعلاتها النووية المنتجة للطاقة، أو مع فرنسا ووعود الرئيس ايمانويل ماكرون بإنشاء 5 مفاعلات جديدة.
رباعية التنمية المستدامة (الاقتصاد والبيئة والعدالة الاجتماعية والحوكمة الرشيدة)، ما تزال متأخرة جداً، خلف إرادة الشركات العالمية بتحقيق الأرباح. وكلما تأخرت الدول بالذهاب الى الاقتصاد الأخضر والدائري، للمحافظة على ثروات الطبيعة واستدامتها، انحسر الأمل بمنع حرارة الأرض من الارتفاع درجتين، قبل الوصول لاحقاً الى 4 درجات، حيث المتوقع أن لا تبقى الجغرافيا والديموغرافيا والحضارة كما نعرفها الآن.
ولا يكفي الالتزام من جانب الحكومات وحدها. بل من الضروري تحويل إرادة التغيير الى ثقافة خضراء متكاملة، مع المجتمعات المحلية والمدنية من خلال بناء مواطن أخضر، في أساس اهتماماته المحافظة على بيئته وعلى استدامة كوكب الأرض وموارده. وكذلك، فإن التطور الاجتماعي يجب أن يترافق مع تحديد النسل، في عدد من الدول لكي تبقى قادرة على إدارة مواردها بشكل صحيح.
آمال صغيرة تنتقل من قمة الى أخرى. واتفاق باريس يبقى حجر الأساس. فهل تنجح الآمال الصغيرة حيث فشلت الالتزامات الكبرى؟ الجواب.. من غير المرجح!
*رئيس جمعية غرين غلوبالعضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة*

السابق
إرفعوا أيديكم عن لبنان.. وبلاد العرب أيضاً!
التالي
القصيفي التقى وفد أصحاب المواقع الإلكترونية: لقانون حديث يضمن فاعليتها