جنبلاط يضرب مجددا: تصريح «سخيف» لوزير غير مسؤول عطّل الحكومة

وليد جنبلاط

فيما اثارت رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الجدل يوم أمس بسبب تصريحاته الذي هاجم فيها “حزب الله” مؤكدا أنه نفذ صبره من الحزب وذلك بعد وقت طويل من الهدنة بين الطرفين، وذلك تعقيبا على الازمة الدبلوماسية المستجدة بين لبنان والخليج. واليوم، رأى جنبلاط ان أنّ “الوزير قرداحي يستند إلى حزب الله وتيار المردة اللذين هما جبهة. المردة والتيار الوطني الحر وحزب الله، هم جبهة واحدة. لكن موضوعيا ، أين يذهب اللبنانيون في الخليج، إلى أي محطة؟ إلى إيران، أو العراق؟ ليس هناك من موارد في هذه البلاد التي تعاني من مشاكل اقتصادية هائلة. تاريخيا نحن مع الخليج. على الأقل أفضل أن لا نشتم الخليج كي نبقى هناك ويأتينا هذا الدعم من عرق جبين اللبنانيين هناك إلى أن نحسن أوضاعنا في لبنان”.

وشدد على ان “لا حل لمعالجة أزمة الديون في لبنان، كما سبق وذكرت، إلا بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومع البنك الدولي، ليس هناك حل ثالث”.

اقرا ايضا: كم بلغ عدّاد «كورونا» اليوم؟

وقال جنبلاط في حديث لـ”روسيا اليوم”: “انتظرنا سنة كي تشكل الحكومة، ووصلنا إلى هذه الحكومة التي سرعان ما عطلت نتيجة تصريح “سخيف” لوزير غير مسؤول. لكن في الوقت نفسه، أعتقد أن الرئيس نجيب ميقاتي استطاع أن يضع العجلة على الطريق من أجل بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهذا جيد”.

وردا على سؤال عن أن صندوق النقد الدولي مرتبط بإرادات سياسية للولايات المتحدة الأميركية، وعن أن هناك قبول أميركي- أوروبي لحكومة ميقاتي، اردف: “وكأن لدينا خيارات أخرى… هذا جزء من اللعبة الدولية: صندوق النقد لديه شروطه، والبنك الدولي لديه شروطه، لكن علينا أن نقبل نتيجة ما حدث من كارثة اقتصادية. وكأن للبنان بدائل أخرى، ليس هناك بدائل أخرى”.

كما أضاف جنبلاط: “كنت أتمنى على الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، السيدة زخاروفا، أن لا تبرر أن تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي هو تصريح قديم. بالمضمون لبنان مرتبط بعلاقات سياسية اقتصادية منذ عقود مع الخليج العربي، وهناك مئات الآلاف من اللبنانيين في الخليج العربي يعيشون هناك، ويرسلون الأموال إلى لبنان. أين يذهبون؟ فالخليج أساسي، يصدر تصريح غير مسؤول، ويدين حرب اليمن. وما علاقة لبنان في حرب اليمن؟ ثم تصدر تصريحات من قبل بعض المسؤولين في حزب الله تؤيد هذا التصريح اللامسؤول. لا نستطيع أن نتحمل حرب الآخرين على أرضنا. هذا رأي، ولذلك يجب معالجة هذا الموضوع بشكل أن يستقيل هذا الوزير كي نستطيع أن نتنفس”.

واعتبر أنّ “الوزير قرداحي يستند إلى حزب الله وتيار المردة اللذين هما جبهة. المردة والتيار الوطني الحر وحزب الله، هم جبهة واحدة. لكن موضوعيا ، أين يذهب اللبنانيون في الخليج، إلى أي محطة؟ إلى إيران، أو العراق؟ ليس هناك من موارد في هذه البلاد التي تعاني من مشاكل اقتصادية هائلة. تاريخيا نحن مع الخليج. على الأقل أفضل أن لا نشتم الخليج كي نبقى هناك ويأتينا هذا الدعم من عرق جبين اللبنانيين هناك إلى أن نحسن أوضاعنا في لبنان”.

وتابع: “لنتصور أن هناك لبنانيين بالآلاف يقطنون في موسكو، ثم يخرج حزب في لبنان ويدين أو يهاجم موسكو. لا أوافق هذا المنطق، خرج أحد المسؤولين الكبار في حزب الله، وقال إنه على السعودية أن تعتذر من لبنان. هذا تصريح غير مسؤول وتصريح مدمر . على الحكومة إذا ما استقال القرداحي أن تقوم بخطوة من أجل إعادة ترميم العلاقات، فنحن علينا أن نعتذر، وليس هم”.

واشار الى انّ “السيد قرداحي مرتبط بالمنظومة. منظومة الممانعة، ميقاتي لا يستطيع أن يأمره، ونحن لدينا نظام ديمقراطي لكن مكبل بما يسمى الظروف السياسية وهناك في الوقت نفسه، الإخوان في الحزب لا يقدرون مصالح لبنان في الخليج، ونظريتهم مختلفة. هم يقودون حربا في اليمن بالواسطة، أو بشكل مباشر، ولا يكترثون لمصالح اللبنانيين في الخليج. دعوت عدة مرات إلى الحوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران. وأعتقد أن في مكان ما حصل نوع من الحوار، لكن هذا الحوار كان على نار كبيرة وليس بهدوء. على وقع المدافع والطائرات والمقاتلين والجبهات في اليمن، وهذا ليس بحوار. ويبدو أن إيران تريد أن تسجل مزيدا من النقاط بمواجهة المملكة. وهذا كله ينعكس على ما تبقى من الإقليم العربي”.

واعتبر جنبلاط أن “الموالين لإيران في العراق خسروا في الانتخابات، لكن هل خسروا وجودهم وتحالفهم في العراق؟ لكن كيف إذا، الخاسرون أرسلوا بالأمس رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي نتمنى أن يكون هناك تحقيق شفاف، أرسل أحدهم إليه طائرة مفخخة، وكاد الرجل أن يقتل. فإذا كانت الديمقراطية اليوم تتعاطى بالطائرات المفخخة، أو المسيرة، والسيارات المفخخة، فهذا يعني أنه لم يعد هناك ديمقراطية”.

وعن احتمال وجود نوايا سعودية من أجل محاصرة لبنان اقتصاديا بهدف، “ازهاق روح حزب الله”، أجاب : “لم أسمع بهذه النظرية من قبل. هذه النظرية غريبة، إلا إذا كنت قد اقتبست نظريات جبهة الممانعة التي تلقى أصداء عند بعض المحللين في موسكو. هذه نظرية غريبة عجيبة. لنا علاقات منذ أكثر من سبعين عاما مع الخليج، وهناك لبنانيون موجودون في المملكة العربية السعودية وكل الخليج، يأتي حزب أو أحزاب لا تبالي في هذا الأمر، مردة أو غير مردة. حزب الله لا يبالي. هل يستطيع الحزب أن يقدم للبنانيين ما تقدمه السعودية؟ هل نترك السعودية ونتوجه إلى العراق بطائراته المسيرة؟ أو نذهب ونعيش في إيران؟ لا. هناك واقع موضوعي، ونطلب من حزب الله الحد الأدنى من احترام مصالح اللبنانيين في الخليج كي لا يدمر لبنان نهائيا”.

كما شدد على “وجوب توقف الهجوم على السعودية”، وقال: “لنعد إلى الداخل”.

أما حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوبا، أوضح: “كنا نفاوض عبر الأمم المتحدة حول المساحة التي تعود إلى لبنان من أجل استخراج النفط والغاز، وخرج أحدهم من مزايد في حزب سياسي، وفي نفس الوقت خرج ميشال عون وقال أريد مساحة إضافية. لعبنا على القانون الدولي، كانت حصتنا 870 كلم مربع، الأمر الذي ناضل من أجله الرئيس نبيه بري، ولا يمكن القول إن الرئيس بري يخالف الأصول. فاوض عشر سنوات من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق، فخرجت المزايدة فتعطل كل شيء وعدنا إلى نقطة الصفر، ولبنان معطل من أن يستخرج نفطه أو غازه”.

وأضاف: “هناك مزايدات. يبدو أنه ممنوع على لبنان استخراج نفطه وغازه، وربما بعض الممانعين لا يريدون اليوم أن نستفيد من الثروة النفطية من أجل استقرار واقتصاد لبنان، كما العادة”.

وبالنسبة للعروض الإيرانية لبناء معامل كهرباء في لبنان، قال: “أهلا وسهلا بمحطة كهرباء من صنع إيراني، وأهلا وسهلا بمحطة نووية من صنع إيراني. لا أمانع أبدا… “إلحق الكذاب على باب الدار”، لكن هل تستطيع إيران في ظل هذا الحصار بناء محطة؟ إذا استطاعت، لم لا؟ وإذا استطاعت أن تعطينا كهرباء عبر الخط البري، أهلا وسهلا. كل ما قدموه سفينة ونصف من المازوت أتت من خلال جهود الحزب وتوزعت إلى قسم محدد من اللبنانيين، ومن ثم لم يأت شيء أيام أزمة المازوت والبنزين”.

وعما إذا كانت سوريا تتحكم بالقرارات السياسية في لبنان، رأى رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” أن “سوريا لا تتحكم على حد علمي لهذه الدرجة بالقرارات السياسية في لبنان. الحزب هو من يتحكم بشكل كبير في القرارات السياسية في لبنان. ولست أنا من صرح من إيران بأن الجمهورية الإسلامية تتمتع بنفوذ كبير، كي لا استخدم كلاما آخر، في العراق وسوريا واليمن ولبنان”.

وعن وجود معسكرات تدريب للحوثيين في لبنان، قال جنبلاط: “لم أسمع بهذا الأمر. لست من الخبراء في العسكر. تمتعت قديما ببعض الخبرة، ولكن لم أسمع بذلك”.

وسأل جنبلاط: “لماذا هذا التشكي؟ لديك نظرية بأننا نستطيع الاستغناء عن المساعدات الخليجية. لكن الموضوع ليس مساعدات، هناك مواطن لبناني يعيش في الخليج في دبي، وأبو ظبي والكويت وقطر والسعودية وعمان، وهناك مواطن آخر يعيش في غالبية دول أفريقيا. هذا المواطن من خلال عمله وعرق جبينه يرسل أموالا إلى عائلته في لبنان. هذه نظرية الاغتراب. أما الاقتصاد اللبناني فموضوع معالجته، موضوع معالجة الكهرباء، ومأساة المصارف المتعثرة، والمال الذي نهب، هذا الموضوع لبناني. الآلية تمر بصندوق النقد والبنك الدولي، مع الأسف. هذا الاقتصاد العالمي لا يمر بالبنك السوري، ولا غير البنك السوري”.

وعن قدرة لبنان الاستغناء عن الاستثمارات الخليجية، ختم جنبلاط قائلا: “قبل أن نصل إلى هذه النظرية، فليتركونا نبدأ بالمفاوضات. فليحرروا الحكومة من الضغط. هذه الحكومة لا تستطيع أن تجتمع اليوم، نتيجة هذا التصريح المدعوم سياسيا، وليس بالسلاح، من قبل الممانعة، على الأقل فلنبدأ”.

السابق
خاص «جنوبية»: درباس «يفرمل» التحقيق بملف سلامة؟!
التالي
غانتس يهدّد «حزب الله»: لن نسمح لوكلاء إيران بحيازة أسلحة تضر بتفوق إسرائيل!