للمرة الاولى منذ عقود، يلجأ مزارعو التبغ في الجنوب، الى رفض تسليم محاصيلهم من التبغ، الى ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” احتجاجا على تدني الاسعار، التي بلغ سعرها المتوسط للكيلو 43 الف ليرة لبنانية، بالرغم من الزيادة التي اقرتها وزارة المالية هذه السنة وتخطت المئتين بالمئة.
اقرا ايضاً: بالصور: مغردون «ناقمون» على قرداحي: لا يمثلنا ابن القرداحة!
وبعد وقت قصير من انطلاق عملية التسليم، التي حددتها ادارة الريجي اليوم الخميس عند السابعة صباحا، احتج المزارعون في تلك المراكز على “بريم” الاسعار، وبدأ واحد تلو الاخر ، الامتناع عن التسليم للجان التخمين، الموكلة من ادارة الريجي، وصولا الى اخراج الطرود القليلة، التي كانت في عدد من المراكز الى سيارات البيك اب، حيث كان جرى احضارها، بعد عمل مضن، في زراعتها وقطفها وتوضيبها وتهوئتها.
بحسب المزارعين، الذين كانوا متجمهرين وغاضبين امام مركز بلدة صديقين، وهي واحدة من كبريات البلدات التي تزرع التبغ في الجنوب، فأن هذه الاسعار التي جاءت بناء لتوصية الريجي الى وزارة المالية، هي اسعار مرفوضة بالمطلق، كونها لا ترد نصف قيمة ما بذله المزارعون من تكاليف على حقولهم وانتاجهم، محملين وزارة المال والريجي ونقابتهم، مسؤولية اخذ المزارعين هذا القرار، الذين طالبوا بحد ادنى للكيلو وهو مئة الف ليرة.
واكد المزارعون ان هذه الاسعار، تنذر بتوقف المزارعين عن زراعة التبغ في الجنوب، والتي انخفضت الموسم الحالي بنسبة تخطت الاربعين بالمئة.
واوضح المزارع المختار رائف بزيع ل”جنوبية”ان اسعار التبغ، التي حددتها وزارة المالية. وتتسلم المحصول الريجي، لم تعد واقعية على الاطلاق، حتى انها لا ترد جزء من التكاليف والاتعاب، وهذا ما يعد اشارة خطيرة، الى عزوف المزارعين عن زراعة التبغ، التي كانت الى الامس القريب، سندا لابناء الجنوب وغيره.
وقال”: ان كل الاسعار المتعلقة بزراعة التبغ، من الحراثة الى الزرع والبذار والتسميد والقطف واليد العاملة وغيرها، ارتفعت بشكل جنوني، مع ارتفاع سعر الدولار، اكثر من عشرين ضعفا وخاصة السماد، فيما لم يرتفع سعر كيلو التبغ اكثر من اربعة اضعاف”، مناشدا “ادارة الريجي، العمل الجاد على تحسين الاسعار هذا الموسم وبلوغها مئة الف ليرة للكيلو الواحد”.
مصادر في “الريجي” قالت ل”جنوبية” انه و “بناء على توصيتها لوزارة المال، تم رفع الاسعار هذا الموسم 180 بالمئة الى المزارعين في لبنان”.
